معالجة الفجوة التكنولوجية للشركات الأوروبية «1 من 2»

  • 5/27/2022
  • 23:52
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن أوروبا تتغير على نحو حاسم جدا جراء الأزمات. فقد أنشئ الاتحاد الأوروبي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وأدت الأزمة المالية العالمية 2008، وأزمة منطقة اليورو التي أعقبتها إلى مزيد من التعاون المالي بين الدول الأوروبية. وأفضت جائحة كوفيد - 19 إلى تعزيز التنسيق المالي من خلال صندوق التعافي المسمى "الجيل المقبل للاتحاد الأوروبي". والآن، تقلب الحرب في أوكرانيا استراتيجية الطاقة في أوروبا، وتثير نقاشا جديدا بشأن الدفاع. وفي هذا السياق، يجب ألا ينسى صانعو السياسة أزمة أخرى تتحرك ببطء، وهي التأخر الكبير في البراعة التكنولوجية على مستوى الشركات الأوروبية، مقارنة بنظيراتها في الاقتصادات الرائدة الأخرى. إذ نظرا لانتشار التكنولوجيا في جميع القطاعات، وإعادة تشكيل الديناميكيات التنافسية، يضطلع الابتكار والقيادة التقنية بدور محوري في الاستقلال الذاتي الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي، شأنهما في ذلك شأن إمدادات الطاقة أو الدفاع، خاصة في ظل تزايد الاضطرابات الجيوسياسية. وتفسر التكنولوجيا المتأخرة إلى حد كبير سبب ضعف أداء الشركات الأوروبية الكبرى مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة. إذ أفاد بحث جديد أجراه معهد ماكينزي العالمي بين عامي 2014 و2019 أن عائدات الشركات الأوروبية الكبرى زادت بوتيرة أبطأ بـ40 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة. فقد تراجعت استثماراتها 8 في المائة "تقاس حسب النفقات الرأسمالية بالنسبة لرصيد رأس المال المستثمر"، وقلصت من ميزانية البحث والتطوير بـ40 في المائة. وشكلت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأدوية 80 في المائة من فجوة الاستثمار، و75 في المائة من فرق البحث والتطوير، و60 في المائة من التفاوت في نمو الإيرادات. ولطالما كانت أوروبا على دراية بأوجه قصورها في مجال التكنولوجيا، وقد أطلقت أخيرا مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى وضع المنطقة على مسار يرفع من مستوى أدائها. وتشمل هذه البرامج توفير 95.5 مليار يورو "100 مليار دولار" لبرنامج Horizon Europe "هورايزن يوروب" التابع للاتحاد الأوروبي، وإطلاق مبادرة التخصص الذكي، ووضع إطار عمل المشاريع المهمة ذات المصلحة الأوروبية المشتركة. كذلك، تستثمر المملكة المتحدة 800 مليون جنيه استرليني "مليار دولار" على مدار أربعة أعوام في تجديد وكالة الأبحاث المتقدمة والاختراع. هذه التحركات مرحب بها، لكنها قد لا تكون كافية. فاليوم، تفتقر الشركات الأوروبية إلى حجم نظيراتها وسرعتها في الولايات المتحدة والصين. إذ درس تحليلنا الجديد عشر فئات من "التكنولوجيا المستعرضة"، مثل: الذكاء الاصطناعي، السحابة، والتكنولوجيا الحيوية التي تنتشر أفقيا عبر القطاعات. وخلص تحليلنا إلى أن أوروبا تسبق الولايات المتحدة والصين في فئتين فقط. لنأخذ على سبيل المثال التكنولوجيا النظيفة. تمتلك أوروبا أهدافا أكثر طموحا للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتتفوق على الولايات المتحدة فيما يتعلق ببراءات اختراع التكنولوجيا النظيفة بـ38 في المائة "أكثر من ضعف العدد في الصين" وفيما يتعلق بالتكنولوجيا النظيفة المثبتة لكل فرد باستخدام التقنيات الناضجة. لكن الصين تتصدر جميع مجالات إنتاج التكنولوجيا النظيفة تقريبا، وغالبا بحصة سوقية تزيد على 50 في المائة. وتقود الولايات المتحدة التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الاندماج النووي وشبكات ذكية وبطاريات الجيل المقبل، ونظام تخزين الطاقة طويل الأمد. خاص بـ"الاقتصادية" بروجيكت سنديكيت، 2022.

مشاركة :