وقع عبدالله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إصداره «القيم الاجتماعية» بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وسط حضور كبير تفاعل مع الإصدار والذي يحمل توقيع المؤلف. والإصدار يسلط الضوء على رموز وعناصر تراث دولة الإمارات وأهميتها الكبيرة الراسخة في المجتمع جيلاً بعيد جيل. ويتناول الإصدار الرموز الاجتماعية وأحصاها عدد 4 وتتمثل في «البوش أي الإبل، والحلال أي الماشية، والخشب وهو السفن، والنخلة»، وتتكامل تلك الرموز الأربعة مع غيرها من العناصر والتي وإن كانت لا تعد ضمن الركائز الأساسية للتراث إلا أنها تأتي لاستكمال منظومة القيم الاجتماعية، وتتمثل في الطير والذي أصبح شعاراً للدولة، و «الدرور» التي لها أهمية كبيرة في مواسم الزراعة والصيد والصحة وغيرها من جوانب الحياة، والخيل وهو رمز العزة والشموخ والكرامة وكذلك المكانات التي تمثل الخارطة الجغرافية المتنوعة والغنية لدولة الإمارات. رؤية من جانبه، قال عبدالله بن دلموك نسعى من خلال مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إلى نشر التراث وتعزيز القيم الاجتماعية وترسيخ روح العائلة، وبذلك يتم إصدارات في هذا السياق والذي يتحدث عن القيم التراثية المحلية وركائز المجتمع في دولة الإمارات، ونشجع من خلال الإصدار «القيم الاجتماعية» التمسك بالعادات والتقاليد والمقومات الموروثة عبر الأجداد. يذكر أن المؤلف عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، راصد مثابر، وصاحب عين خبيرة، وبصيرة مستنيرة بما يتعلق بتراث الإمارات. ويؤكد في طروحاته في هذا المجال أنه بالرغم من التطور السريع والتقدم الهائل في العمران والتكنولوجيا، إلا أن العلاقة التي تربط الإماراتيين بتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم لا تزال حاضرة بقوة. ولطالما أشار إلى هذه الأربعة رموز الإماراتية التي تضيء التراث الإماراتي، وهي في جوهرها رموز تراثية تشكل المضمون الحقيقي للإرث التاريخي للإمارات (السفينة والناقة والنخلة والماشية). ومنها تتعدد الهوايات والاختيارات الحياتية وربما الطباع الشخصية. إن الرؤية التي يقدمها المؤلف عبدالله حمدان بن دلموك تحيل إلى محاولة جادة لتعريف شخصية وهوية الموروث الإماراتي، الذي هو من غير بد عامل فاعل ومؤثر في سياقات الحاضر وتوجهات المستقبل. لذا، فإن هذه الرؤية التي كررها المؤلف في أكثر من مناسبة، وخصص لها هذا الكتاب، «القيم الاجتماعية»، تعد مدخلاً جدياً لتأمل الثقافة الإماراتية، وفهم حاضر هذه المنطقة، كما أنها قد تساعد في استشراف مستقبلها الزاهر، بإذن الله. وهذه الرؤية التي يقدمها عبدالله حمدان بن دلموك تثير الإعجاب لجهة سعيها إلى فهم التراث، ودلالاته في الحاضر، ومعناه الثقافي، وتأثيره على الوجود الإنساني والتكون المجتمعي، وأثره على مسارات الإبداع والتفكير. ويمكن هنا، مع بعض الخيال أن نستحضر الماضي الذي قام على محددات أربعة رئيسة هي («السفينة» و«الناقة» و«النخلة» و«الماشية»)، وننتقل بعدها فوراً إلى زمننا هذا، الذي شهدنا فيه «إكسبو 2020 دبي»، الذي انعقد في إطار ثلاثة سياقات: «الاستدامة»، «التنقل»، «الفرص». ونتذكر كذلك أن «الناقة» كانت في «إكسبو» رمزاً للتنقل، ومن المؤكد أن النخلة وشجرة الغاف تمثلان الاستدامة بأفضل صورها.. في الواقع، عن ما يقدمه عبدالله حمدان بن دلموك ليس مجرد أربعة رموز، ولكنه يقدم أطروحة لأبجدية قراءة التراث، ومنه الحاضر، وشخصية المكان، وهوية ثقافته، وكذلك العناصر المؤسسة لها. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :