سوفا 28 مايو 2022 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي هنا اليوم (السبت) إن العلاقات الصينية-الأمريكية ليست لعبة صفرية وينبغي على الولايات المتحدة معالجة العلاقات الثنائية على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين. وردا على خطاب حديث لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن سياسة الإدارة الحالية تجاه الصين وصف خلاله الصين بأنها "التحدي طويل الأجل الأخطر للنظام الدولي"، قال وانغ إن هناك مفاهيم خاطئة كبيرة في وجهات نظر الولايات المتحدة حول العالم والصين والعلاقات الصينية-الأمريكية. وأشار وانغ إلى أن العالم ليس الذي تصفه الولايات المتحدة، والمهمة الأكثر إلحاحا التي تواجه المجتمع الدولي تكمن في الحماية المشتركة لحياة البشر وصحتهم، وتعزيز التعافي الاقتصادي العالمي وحماية السلام والهدوء العالميين، الأمر الذي يدعو إلى إنشاء مجتمع مصير مشترك وتنفيذ الأغراض والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. كما شدد على أن مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وكلها من اقتراح الصين، حازت على اعتراف ودعم على نطاق واسع من المجتمع الدولي، كما أن هوس الولايات المتحدة بـ"المركزية الغربية" و"الاستثنائية" وعقلية الحرب الباردة، فضلا عن دفعها لمنطق الهيمنة وسياسة الكتل، كلها أمور تتعارض مع اتجاه التاريخ، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى المواجهة والانقسام على صعيد المجتمع الدولي. وأشار وانغ إلى أن الولايات المتحدة أصبحت في الواقع مصدر اضطراب يقوض النظام العالمي الحالي وحجر عثرة يعيق إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية. وفي معرض تشديده على أن الصين ليست ما تتخيله الولايات المتحدة، قال وانغ إن هناك منطقا تاريخيا واضحا لتنمية الصين ونهضتها من خلال قوة دفع ذاتية. وأشار إلى أن السعي المشترك للتحديث من جانب 1.4 مليار صيني يمثل تقدما كبيرا للبشرية، وليس تهديدا أو تحديا للعالم، مضيفا أن هذا الإنجاز يتحقق في ظل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني ونتيجة التضامن والاجتهاد والعمل الجاد للشعب الصيني الذي يتبع مسار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وأوضح "هدفنا مفتوح ونزيه ومستقيم. ويكمن في جعْل الحياة أفضل لشعبنا وتقديم مساهمة أكبر للعالم، وليس استبدال أو تحدي الآخرين". وقال وانغ "نرتقي بالإصلاح والانفتاح والتعاون المربح للجميع إلى مستوى أعلى. وسنصبح نسخة أفضل من أنفسنا ونجعل العالم مكانا أفضل". وأضاف "ما نريد أن نقوله للولايات المتحدة هو أن العلاقات الصينية-الأمريكية ليست لعبة صفرية صممها الجانب الأمريكي". وأشار إلى أن القادة الصينيين أشاروا إلى أنه إذا كان بإمكان الصين والولايات المتحدة التعامل بشكل صحيح مع علاقاتهما، فهو أمر مهم بالنسبة لمستقبل العالم، كما يعد سؤال القرن الذي يحتاج إلى إجابة جيدة من جانب البلدين. وقبل الإجابة على السؤال، ينبغي أن يدرك الجانب الأمريكي أولا أن الهيمنة أحادية القطب لن تحظى بأي دعم، وأن المواجهة الجماعية ليس لها مستقبل، وأن بناء ساحات صغيرة بأسوار عالية يعني العزلة الذاتية والتخلف، وأن فك الارتباط وقطع الإمدادات لن يؤذي الآخرين فقط بل يؤذي الجانب الأمريكي نفسه، حسبما ذكر وانغ. ولفت إلى أنه يمكن للدول إجراء منافسة نزيهة مع بعضها البعض، ومن الطبيعي أن يكون هناك بعض المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، لكن ينبغي ألا تكون منافسة مدمرة. يتمتع الشعب الصيني بالثقة ومستعد لإجراء منافسة نزيهة لمعرفة من يمكنه حكم بلده بشكل أفضل ومن يمكنه تقديم المزيد من المساهمات للعالم. وأضاف "لن نستسلم أبدا للابتزاز أو الإكراه، وسندافع بقوة عن سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية"، مشددا على أن الشعب الصيني لديه الأساس والعزم على القيام بذلك، وأي قمع واحتواء لن يؤدي إلا إلى جعله أكثر اتحادا. وأكد أن الجانب الأمريكي ينبغي أن يركز جهوده على تطبيق مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، لإيجاد الطريق أمام البلدين الرئيسيين، الصين والولايات المتحدة، للتعامل بشكل صحيح مع بعضهما البعض في العصر الجديد. يجري وانغ زيارة إلى فيجي، المحطة الرابعة في جولته الحالية لدول جزر الباسيفيك.