مقتنيات ووثائق نادرة تحكي تاريخ «مصر الجديدة»

  • 5/29/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم مرور السنوات؛ فإن حي «مصر الجديدة» الذي أسسه البلجيكي البارون أمبان عام 1905م، في شرق القاهرة، ما زال محتفظاً برونقه واحداً من أرقى أحياء العاصمة المصرية. ومع مرور 117 عاماً على إنشائه، جاء تنظيم معرض «ميمورابيليا» (Memorabilia)، أو «التذكارات»، الذي يوثق مسيرة الحي عبر مقتنيات أصلية ووثائق نادرة تحكي تاريخه، ضمن فاعلية «أسبوع مصر الجديدة»، التي أطلقتها مبادرة «تراث مصر الجديدة»، الهادفة إلى حماية التراث العمراني والمعماري للحي. تعرض مقتنيات المعرض الذي يستضيفه «أوديسي غاليري»، للمرة الأولى أمام الجمهور، لتكون بمثابة نافذة يطلون منها على ملامح وتفاصيل مصر الجديدة، في رحلة إلى الماضي عبر مجموعة من الصور الفوتوغرافية والكروت البريدية والخرائط والعقود والمخاطبات الرسمية والخطابات، إلى جانب عدد من تذاكر الترام والإعلانات، وبعض مقتنيات ترصد كيف تطور الحي عبر العصور. يقول شكري أسمر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة تراث مصر الجديدة، ومُنظم المعرض، لـ«الشرق الأوسط»، «هذه المقتنيات التي تعرض لأول مرة في معرض جماهيري أكثرها من الأرشيف الخاص بي، فمنذ سنوات طويلة ولدي عشق كبير بأن أقوم بجمع الأشياء القديمة التي تخص مصر الجديدة، التي أفخر بالانتماء إليها، حتى تكون لدي أرشيف كبير في منزلي، وقد رأيت أنه قد حان الوقت لكي يخرج للنور لكي يتعرف عليه محبو وعاشقو مصر الجديدة، ولكي يتعرفوا عن قرب عن بعض ما يرصد ويوثق جانباً من تاريخ الحي العريق». وعن جمع مفردات هذا الأرشيف، يوضح: «البداية كانت عائلية بالحصول على مقتنيات من جدي وأعمامي، ثم الاتجاه إلى المعارف والأصدقاء وأسرهم ممن لديهم مقتنيات، ثم بالتواصل مع أقارب أسر هاجرت من مصر ومنازلهم مغلقة، حيث حصلت منهم على بعض المعروضات بعد أن رحبوا بفكرة المشاركة في الأرشيف، ثم كان التوسع بشراء بعض المفردات من أحد المتاجر الإلكترونية العالمية والمنصات المتخصصة في الأنتيكات، وبتوسيع البحث على شبكة الإنترنت تمكنت من الحصول على مجلدات وصور بعد التواصل مع أحفاد الجنود الذين كانوا موجودين في الحرب العالمية الأولى في مصر». يمكن للمتجول في معرض «ميمورابيليا» أن يتعرف على ملامح ما قبل مصر الجديدة، وملامح أخرى تكونت مع نشأة الحي، منها على سبيل المثال خرائط من زمن الحملة الفرنسية على مصر، منها خريطة عن أماكن معركة هليوبولس بقيادة الجنرال الفرنسي كليبر عام 1800م، حيث انتصر الفرنسيون على قوات البريطانيين والعثمانيين، وهي المنطقة المجاورة لمصر الجديدة حالياً. ومن أهم ما يُعرض أحد الأسهم الأصلية لإطلاق فندق «هوليوبولس بالاس»، الذي كان يعد أكبر فندق في الشرق الأوسط، والذي تحول من فندق سياحي إلى قصر الاتحادية الرئاسي، وقد تأسس في عام 1910م، وقد أطلق السهم وقت بنائه، وكان يباع في بلجيكا. يستحوذ «مترو مصر الجديدة» على جانب مهم من المعرض، فهو رمز ارتبطت به أجيال عديدة تربت ونشأت في الحي، حيث كان يقطع شوارعها عبر خطوطه المعروفة، حيث نجد مقتنيات من المترو ذاته، منها اللوحات المعدنية الإرشادية التي كانت توضع في مقدمة القطار للتعريف بمساره، إلى جانب مجموعة من تذاكر المترو، و«أبونيه» (اشتراك) على أحد الخطوط يعود لسنة 1941م، وخطابات من رئيس شركة المترو كتبت بالفرنسية، ومكاتبات رسمية تعود لعام 1908م عن تغيير مسار المترو وتخطيطه، وخريطة رُسمت عام 1936م تبين مسار مترو النُزهة. يضم المعرض أيضاً العديد من الصور التي تعكس النمط العمراني وجماليات العقارات ذات الطراز المعماري المتميز بالحي، وكذلك بعض المقتنيات الشخصية، منها كارنيه لنادٍ رياضي، وبوستر كارد، عقد بيع منزل، وعقد بيع أراضي، وعقد هبات لبعض البنايات. من الوثائق التي يضمها المعرض أعداد من مجلة «هليوبولس» تعود لسنة 1952م، وهي مجلة اجتماعية كانت تتناول أخبار عائلات مصر الجديدة ومناسباتهم، وتتضمن بعض الإعلانات عن المحلات والأنشطة التجارية، منها ما لا يزال باقياً حتى اليوم. كما نشاهد تذكرة حضور لمعرض «إكسبو باريس» 1900م، ثمنها فرانك، وتأتي في حجم طابع البريد. يعود أسمر للحديث، مبيناً أن «كافة هذه المعروضات هي مفردات صغيرة لكنها تروي جانباً من تاريخ مصر الجديدة، وكيف أنها خططت وبُنيت بشكل رائع، وكيف أنها كانت تضم ثقافات متعددة كلها كانت تعتبر نفسها ثقافة واحدة دون طبقية، وتعكس أنها على مدار تاريخها فتحت ذراعيها لجميع الجنسيات والفئات بما تضمه من مسارح ومطاعم ومنشآت، لذا جاء المعرض ليعرض ذكريات مشتركة في محاولة لكي نحافظ على روح مصر الجديدة».

مشاركة :