تعكف وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي في المدينة المنورة هذه الأيام، على تجهيز معرض عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف، ضمن فعاليات المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 1434هـ- 2013م. وتحكي محتويات المعرض التوسعات التي شهدها المسجد النبوي منذ أن أسسه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى آخر توسعة، ليقف زوار المدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف من مواطنين ومقيمين على أدق التفاصيل التي صاحبت هذه التوسعات، والتغير الذي طرأ من توسعة لأخرى، ومتابعة مراحل التطوير العملاقة في المسجد منذ البداية وحتى عصرنا الحالي. وعد عبد الهادي بن دخيل الحجيلي مدير المعرض، المشروع الذي يقع في الجهة الجنوبية من المسجد النبوي من المعالم البارزة في حرم المسجد النبوي الشريف. وأفاد بأن المعرض يبرز توسعات المسجد وعمارته عبر التاريخ في أكثر من 35 صورة فوتوغرافية ووسيلة عرض ومجسمات وأشرطة وثائقية باللغتين العربية والإنجليزية، ومجموعة متكاملة من اللوحات التي توضح مراحل بناء توسعة خادم الحرمين الشريفين منذ وضع حجر الأساس مروراً بأعمال إزالة المباني والحفر ووضع الأساسات إلى أن تم تشييد بناء توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي وساحاته ومواقف السيارات ومرافق الخدمات ومجسم للمسجد النبوي، إضافة إلى نسخ لبعض المخطوطات وصور لرسائل الدعوة الأولى، فضلا عن مجسم يحوي خاتم النبي صلى الله عليه وسلم. وأوضح عبد الهادي الحجيلي أن المعرض يضم أهم إصدارات الكتب عن المدينة المنورة وقاعة مغلقة يعرض بها شريط مصور لزوار المعرض لمدة 20 دقيقة، يحكي المراحل التي خضع فيها المسجد النبوي للتوسعة والعمارة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي الشريف، إضافة إلى المشاريع التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين في توسعة المسجد النبوي الشرقية بمساحة 30.500 متر مربع وتظليل ساحات المسجد بـ 250 مظلة ونظام التهوية والترطيب لرذاذ الماء في ساحات المسجد النبوي الشريف بـ436 مروحة. وبيّن أن المعرض يضم نسخاً لبعض المخطوطات النادرة، ونسخاً من المصحف الشريف لأجزاء عمّ وقصار السور، والجزء السادس عشر من سورة مريم، والجزء الأول من سورة الفاتحة، وأوائل سورة البقرة، وسورة إبراهيم بعدة روايات، إضافة إلى معلومات مهمة عن البناء المعماري للمسجد النبوي ومرافقه من مباني الخدمات وغرف التحكم ونفق الخدمات ومحطات الطاقة الكهربائية الاحتياطية والتكييف، وما تقدمه وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف من خدمات لزوار المسجد النبوي، وكذلك توزيع عدد من إصداراتها ومنها كتاب أئمة المسجد النبوي 1344هـ ـــ 1433هـ وكتاب مكتبة المسجد النبوي النشأة والأثر وعرض فيلم وثائقي بعنوان الوسائل العلمية بالمسجد النبوي الشريف، مما يعكس حقيقة راسخة ماثلة للعيان تترجم العناية بالحرمين الشريفين منذ عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة. وأفاد الحجيلي بأن معرض عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف يستقبل طلاب المدارس من المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وطلاب تحفيظ القرآن الكريم وطلاب الجامعات السعودية. أحد الزوار من خارج السعودية يلتقط صورا للوحة في المعرض. وعن الزيارة ومواعيدها أكد أن ذلك يتطلب إرسال طلب الزيارة وتحديد موعدها، لافتا إلى أن مواعيد زيارة المعرض تتم خلال أيام الأسبوع من الأحد إلى الخميس خلال الفترة الصباحية، ويمكن لمن يرغب زيارته التنسيق مع إدارة العلاقات العامة في الوكالة وتعبئة الاستمارة الخاصة بذلك. وفي استطلاع للآراء أجرته وكالة الأنباء السعودية داخل أروقة المعرض أشاد الزوار بالعناية الفائقة للدولة والجهود المتواصلة والواضحة بالعناية بالمسجد النبوي، والتوسعة العملاقة التي يشهدها المسجد من الداخل والخارج وأعمال إزالة المباني والحفر ووضع الأساسات. وقال الدكتور أحمد ماطر من عسير: لقد فوجئت بالنمط المعماري وتسهيل الخدمات وسهولة الوصول إلى المسجد النبوي الشريف بداية من منطقة الدائري الأول والترتيب المرن وكذلك جمال الهندسة المعمارية التي حافظت على التراث الإسلامي والأجواء الدينية البديعة. وأضاف إقامة هذا المعرض الفريد من نوعه والقريب من المسجد النبوي الشريف يوضح تفاصيل كثيرة للناس عن المسجد النبوي وتوسعته وطريقة الأعمال والمشاريع العملاقة التي يشهدها هذا المسجد المبارك والمجهود الجبار الذي بذل من خلال الصور واللوحات التعريفية الجميلة، إضافة إلى توضيح التوسعة والتطور اللاحقين اللذين حظي بهما المسجد في عهد خادم الحرمين الشريفين. فيما قال الدكتور أمين بن إدريس فلاته رئيس قسم القراءات في جامعة أم القرى في مكة المكرمة: اعتدت دوما عند قدومي للمدينة المنورة بعد التشرف بالصلاة في المسجد النبوي الشريف وزيارة قبر الرسول- صلى الله عليه وسلم والسلام عليه وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما أن أقوم بزيارة معرض عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف الذي بذل فيه جهدا كبيرا بإقامته واحتوائه على الكم الهائل من الصور والمخطوطات واللوحات التعريفية والأفلام الوثائقية التي توضح مراحل هذه التوسعة العظيمة والمباركة. مجسم في المعرض وزوار يلتقطون صورا تذكارية له. وأردف: لقد لاحظت انبهار أغلب زوار المعرض من جميع الجنسيات بما يرونه من أعمال هم يرونها في الظاهر كأنها أشياء يسيرة، ولكن عندما يطلعون على ما وراءها من جهد وعمل جبار يباركون هذا الجهد، ويدعون لكل من كان وراء هذا العمل وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين. كما سجل الزائر بلال ماجد محوك من سورية إعجابه الشديد بمحتويات المعرض الذي زاده معرفة بأعمال البناء الشاقة والجهود الجبارة المبذولة لتوسعة المسجد النبوي، التي تعد التوسعة الأكبر في تاريخ المسجد النبوي الشريف وعلى مر العصور، والتي بدأت بهدم المباني المجاورة ووضع أساس متين لبناء معماري رائع وزخرفة جميلة ومآذن شاهقة هي الأعلى في الحضارة الإسلامية وساحات المسجد النبوي الشاسعة بتوفير جميع الخدمات من مظلات تقي المصلي الشمس ومراوح رذاذ الماء لتلطيف الجو وغيرها من الخدمات التي تبعت هذه التوسعة العملاقة. وقدم الزائر أدهم سيف الدين من السودان شكره لرئاسة المسجد النبوي الشريف على إقامة هذا المعرض المميز، مشيدا بكل محتويات المعرض من صور ومجسمات ولوحات تعريفية بمراحل التوسعة الكبرى للمسجد التي أمر ببنائها خادم الحرمين الشريفين، مروراً بأعمال إزالة المباني والحفر ووضع الأساسات لها، حيث لمس الجميع نتيجة هذه التوسعة الكبرى داخل المسجد وخارجه وساحاته والأسطح ومواقف السيارات ومرافق الخدمات المتنوعة. وقال أدهم: مما شدني في المعرض احتواؤه على نسخ من المصحف الشريف وبعض المخطوطات وصور رسائل الدعوة الأولى التي بعثها نبينا عليه الصلاة والسلام في عهد النبوة للملوك في ذاك الوقت، إضافة إلى مجسم يحوي خاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك مجموعة ثمينة من الكتب عن المدينة المنورة. فيما أعرب مشرفو وطلاب دورة التبيان الصيفية العاشرة لحفظ القرآن الكريم والقراءات والسنة النبوية في مكة المكرمة عن شكرهم الجزيل للقائمين على المعرض الذي أسهم كثيرا في تزويدهم واطلاعهم على أعمال البناء والتوسعة والمشاريع العملاقة التتابعية التي كانت غائبة عنهم، وقالوا: إن المعرض قدم لنا صورة كاملة عن هذه التوسعة الكبيرة وعلى الجهود المبذولة.
مشاركة :