أعلنت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة صباح أمس في مؤتمر صحفي نظمته في مقرها في الشويهين، عن انطلاق فعاليات الدورة ال 28 من مهرجان الفنون الإسلامية مساء غد في متحف الشارقة للفنون تحث ثيمة النور، بمشاركة 40 فناناً من 17 دولة عربية وأجنبية، يحيون 500 فعالية موزعة على مدينة الشارقة، والمنطقة الوسطى، والمنطقة الشرقية. تحدث خلال المؤتمر الذي حضره نخبة من الإعلاميين والفنانين المشاركين في المهرجان، رئيس الدائرة، ومنسق عام المهرجان فرح القاسم، حيث أعلن العويس عن الرؤية التي ينطلق منها المهرجان والمشروع الثقافي الذي تقوده الشارقة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كاشفاً الجانب العام للفعاليات التي تتواصل حتى 16 من يناير / كانون الثاني المقبل، وما تقدمه من رؤى وأطروحات تنصب في النهوض بالفعل الجمالي البصري. وقال: ثَمَّةَ إضافةٌ نسعى من خلالها إلى أن نعمق ونكمل مشروع الشارقة الثقافي الذي أرسى قواعده وزرع غرسه صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي جعل من المهرجان علامة فارقة في المشهد الفني على الصعيد المحلي والدول،ي بفضل رعايته الكريمة وإرشاداته المضيئة وبين العويس أن المهرجان حقق خلال دوراته المتتالية، حضوراً كبيراً، وازداد عمقاً وتأثيراً في منظومة الفنون الإسلامية بتطلعاتها المعاصرة وجذورها الأصيلة، وبات مواكباً وفاعلاً في السياق البصري العالمي، ضمن مسارات ثقافية تعكس رؤية الشارقة، وتعبر عن خطابها الحضاري في أبعاده الإنسانية الشاملة. وفي المهرجان يتخذ متخصصو الفن اتجاهات راكزة ومتنامية، تستقطب الآخر بثقافته وإبداعه، في إطار من الحوار الذي يتعدد بتعدد أوجه الحياة في الشارقة. وأضاف: أن في استمرارية المهرجان ترجمة لرؤية الشارقة في منح الفنون الإسلامية آفاقاً جديدة، تضمن انتشارها وممارستها، مما يسهم في ترسيخ حضورها على ساحة الفعل الثقافي، ويبرز حرص الشارقة على رعاية التراث الفني الإسلامي. ولعلّه من الضرورة بمكان ملاحظة أن في كل دورة من دورات المهرجان ثمة تنوع في الأطروحات الفنية شكلاً ومضموناً، مما يتوازى مع توق الفنانين المشاركين إلى تقديم رؤيتهم والتعبير بصرياً عن مفاهيمهم الجمالية ذات الصلة بالفنون الإسلامية، والثيمات المطروحة حولها. ولفت العويس إلى جهد المهرجان في تعميم الفعل الجمالي، واستقطاب التجارب الدولية المعنية بالفنون الإسلامية، بقوله: إن المعارض الدولية في المهرجان تستقطب التجارب الدولية المهمة، وذلك بالتوازي مع الندوة الفكرية التي تقام بمشاركة نقاد يتباحثون في قضايا فنية ملحة، من زوايا نقدية وتحليلية، تخرج بتوصيات ونتائج تلقي بظلالها على واقع الفنون، فضلاً عن عدد من البرامج المرافقة مثل الورش التخصصية، وعروض الأفلام الوثائقية وغير ذلك من فعاليات. وكشفت فرح القاسم الجانب المتعلق في توزيع الفعاليات وأعدادها، والبرنامج الذي تتوزع فيه معارض وندوات المهرجان، فأوضحت أن المهرجان ينظم 48 معرضاً متوزعة على مراكز ومعالم ثقافية عدة موجودة في الشارقة، حيث سيجمع متحف الشارقة للفنون عدداً من المعارض، وكذلك ساحة الخط، وغيرها من المراكز الثقافية في المدينة، والمنطقة الوسطى والشرقية. وبيّنت أن عدد الأعمال الفنية المعروضة خلال فعاليات المهرجان تبلغ 500 عمل، تتنوع بين الأعمال التركيبية، ولوحات الخط، والمنحوتات، وغيرها من الأعمال، مشيرة إلى أن إجمالي الأعمال المشاركة في المهرجان تنتمي إلى مدارس الفنون الحديثة، وتقدم رؤى جديدة في معالجة المفاهيم الإسلامية الجمالية والبصرية. وأكدت أن إجمالي الفعاليات والبرامج التي يقدمها المهرجان تصل إلى 223 فعالية وبرنامجاً موزعة بين المعارض، والندوات الفكرية المصاحبة للمهرجان، والجولات، والورش وغيرها من الفعاليات، حيث يشتمل البرنامج على 98 ورشة فنية، و25 محاضرة وندوة، و23 فيلماً، إضافة إلى 30 رحلة وزيارة ثقافية. وحول الندوات الفكرية المصاحبة للمهرجان أوضحت القاسم أن الندوات يحضرها منتدون من دول متعددة، يتباحثون ضمن محاور تضيء قضايا ملحة في الفنون الإسلامية، وتعقد الندوات في قاعات فندق هيلتون الشارقة، حيث تجمع الندوات عدداً من المتخصصين في الفنون الجميلة، وأصحاب الدراسات والقراءات في الفنون الإسلامية. وأشارت دائرة الثقافة والإعلام في كاتلوج المهرجان إلى مفهوم الضوء والرؤية التي ينطلق تحتها المهرجان لهذا العام، فجاء في بيان المهرجان: مفهوم النور بأبعاده المختلفة موضوعاً للبحث البصري، فنحدد ثيمة ينطلق المبدعون منها في عملهم الفني ضمن محاكاة للفنون الإسلامية المختلفة. وفي طيات مفهوم النور يتداعى لنا منسوبان أساسيان بين الشكل والمضمون، فالنور بمعناه العميق أبعد مما نتخيل، نشعر به رضى ذاتياً، ومصدر إبداع وإلهام وفكر، وبارقة أمل، ينبع من الداخل ليرتقي بالواقع المحسوس، ويرفع من شأن الإنسان، ومن خلال الثيمة تتجسد الرؤية الفنية لهذا المفهوم النور بعين الفنان الرهيف، الذي يختبر بشكل متواصل عوالم الضوء المادية، هذا الضوء الذي يختزل كل الألوان المرئية.
مشاركة :