انطلاق مؤتمر «حرية الدين والمعتقد» للحوار البنّاء بين الاتحاد الأوروبي والخليج

  • 5/30/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحت رعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تنطلق في المنامة خلال الفترة من 30 مايو حتى الأول من شهر يونيو مؤتمر «توسعة الأفق .. حرية الدين والمعتقد»، بالتعاون بين مملكة البحرين والاتحاد الأوروبي، وبمشاركة نخبة من صانعي السياسات والقرارات في مملكة البحرين والاتحاد الأوروبي وممثلي المجتمع المدني، بهدف ترسيخ أسس حوار منظم لتعميق الفهم المشترك لحرية الأديان والمعتقدات، والارتقاء بالتعاون الإنساني على مبادئ التعددية والتنوع لتعزيز احترام حرية الأديان والمعتقدات على الصعيدين الإقليمي والعالم. ويقام على هامش المؤتمر معرض تشارك فيه مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية إلى جانب مشاركة عدد من الجهات الأهلية. وتعكس الرعاية الملكية السامية للمؤتمر ما يوليه جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، من اهتمام ودعم لترسيخ الحريات الدينية والقيم والمبادئ الإنسانية القائمة على احترام التعددية وتعزيز التسامح والتعايش بين المجتمعات، وبما يدعم جهود مملكة البحرين في إيصال رسالتها الحضارية إلى العالم كنموذج رائد في مجال احترام الحريات والحقوق، كما انه يجسد حرص البحرين على تعزيز التعاون والشراكة القائمة مع أطراف المجتمع الدولي كافة، وكذلك تفعيل دور المجتمع المدني، من أجل الإسهام في نشر القيم الإنسانية الجامعة وتعزيز ثقافة السلام والتعايش والتسامح ودعم الجهود الإقليمية والدولية لترسيخ قيم الوسطية والاعتدال ونبذ الكراهية والعنف والتطرف. ويسعى المؤتمر الذي تنظمه جمعية «هذه هي البحرين» بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في البحرين والسفارة الفرنسية في البحرين، ويستمر على مدى ثلاثة أيام، إلى الخروج برؤية مشتركة لفهم أفضل لتاريخ مملكة البحرين والاتحاد الأوروبي ووجهات نظرهما تجاه حرية الدين والمعتقد، واستكشاف المزيد من الفرص لتعزيز التعاون والحوار البناء بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى تفعيل قنوات التواصل وإقامة الروابط مع الجهات الفاعلة ذات الصلة على كلا الجانبين، من خلال مجموعة الأنشطة الفردية والجماعية المرتبطة بصنع السياسات والقرارات وعمل المجتمع المدني. ويجسد إقامة هذا الحدث الكبير في مملكة البحرين تكريسًا للمكانة والسمعة الطيبة التي اكتسبتها المملكة كنموذج عالمي رائد للمجتمعات القائمة على التنوع والتعددية الدينية والحضارية والثقافية، وما تمتلكه من تجربة فريدة من نوعها في مجال حماية الحريات الدينية واحترام التنوع الديني والفكري والثقافي في إطار مبادئ الدستور وسيادة القانون، وهو ما يوفر للمشاركين في المؤتمر بيئة مثالية لإقامة حوار هادف وبناء حول كيفية الوصول إلى رؤى مشتركة لتعزيز التعايش والاحترام المتبادل في المجتمعات القادمة من خلفيات تاريخية ودينية وفلسفية مختلفة. وقد عُرفت مملكة البحرين على امتداد تاريخها الحضاري المتجذر بثوابتها القائمة على احترام الشعائر والحريات الدينية، والتي تعززت ضمن الرؤية الشاملة لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ونص عليها ميثاق العمل الوطني والدستور، وتجسدت في أسمى صورها من خلال ما يتمتع به المجتمع البحريني عامة، سواء مواطنين أو مقيمين في المملكة، ومن مختلف الديانات والطوائف، من حرية في ممارسة شعائرهم الدينية، وقيام الدولة بمختلف أجهزتها بتوفير كل ما يلزم من أجل ضمان ذلك. وتقوم رؤية جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه في دعم الحريات الدينية على نظرة حكيمة تؤمن بأهمية التنوع والاختلاف بين البشر باعتباره نعمة وقيمة سامية لتعزيز التعارف والترابط الإنساني المشترك، وهو ما أكده جلالته في العديد من المناسبات، ومنها تأكيد جلالته : «إن البحرين باحتضانها وتوقيرها وحمايتها للحريات الدينية بشعائرها المختلفة تعبر تعبيرًا صادقًا عن رحابة مجتمعنا، وقدرة بلادنا على التعايش المتحضر في ماضيها وحاضرها، والتي ستبقى بعون الله واحة إخاء ومنارة سلام لاهلها ولجميع المقيمين على أرضها الطيبة المعطاءة بالخير». وقد أولت مملكة البحرين اهتماما كبيرا بتعزيز الحريات الدينية، ضمن رؤية شاملة لإرساء دولة القانون والمؤسسات القائمة على مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية والقيم الإنسانية السامية، إذ يجسد مجتمع البحرين بتنوعه الديني والحضاري نموذ ًجا يحتذى لكل شعوب العالم، في ممارسة الحريات الدينية واحترام التعددية المذهبية، إذ تحتضن البحرين أكبر كنيسة كاثوليكية في المنطقة (كاتدرائية سيدة العرب) إلى جانب العديد من المساجد والكنائس والمعابد وكنيس يهودي، ويمارس جميع المواطنين والمقيمين شعائرهم الدينية بحرية وأمن واطمئنان. كما قدمت المملكة العديد من المبادرات الرائدة التي تعكس تمسكها بقيم التعددية والتعايش الديني والحضاري، ومنها إنشاء مركز الملك حمد العالمي، وتدشين «إعلان مملكة البحرين»، وكرسي الملك حمد لدراسات الحوار والسلام والتعايش بين الأديان في إيطاليا، وغيرها من الاسهامات الداعمة التي تعكس تنوع البحرين وحرصها على تعزيز مبادئ الصداقة والتسامح والانفتاح والاحترام المتبادل مع مختلف شعوب العالم. وبفضل الدعائم الثابتة التي أرساها جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، في ممارسة الحريات الدينية ونشر مبادئ السلام والمحبة والاحترام المتبادل في العالم، استطاعت مملكة البحرين أن تجذب أنظار العالم كمنارة للتعايش بين كافة الأديان والمعتقدات والمذاهب، وباتت نموذجا يستلهم الجميع من تجربته في الاعتدال والوسطية.

مشاركة :