بناء علاقة متينة مع ابنك يتطلب مراحل طويلة، بدءاً بالسنوات الأولى من عمره، حيث يستشعر حب والديه والاهتمام به، ما ينعكس على حياته الاجتماعية ويبلور شخصيته ويجعل مناعته النفسية قوية. بالحديث عن الموضوع، أكدت نادية الخالدي اختصاصية إرشاد أسري وصحة نفسية، أن بناء علاقة قوية مع الأبناء في مرحلة مبكرة من حياتهم، يساعدهم على الاستقرار النفسي ويعزز جودة حياتهم. وذكرت أن هذا الأسلوب يزيد من كفاءتهم وإنتاجيتهم ويحميهم من المشاكل النفسية ويجعلهم نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم. أنماط الشخصية وأشارت الخالدي إلى أن العلاقة المتينة بين الآباء والأبناء تبدأ في سن مبكرة، وذلك يتطلب فهم نمط شخصية الطفل منذ حداثة ولادته، والتي تختلف من طفل لآخر. وأضافت: يجب أن نستوعب أنماط شخصية الأبناء على اختلاف مراحلهم العمرية ونتعلم كيف نشبع حاجاتهم منذ الولادة. إذ إن الإنسان يولد متوازناً، وفي حال عدم إشباع حاجاته تختل شخصيته وتتسم بعدم التوازن. ففي مرحلة الرضاعة إذا لم يتم إشباع حاجات الطفل من الرضاعة بالشكل المطلوب، فإنه قد يصبح شرهاً، وإذا تم التساهل معه في مرحلة تنظيفه، فإنه يصبح عنيداً وغير منضبط. ويجب إشعار الطفل بالمسؤولية، وتشجيعه على العطاء وحل المشكلات، سواء الخاصة به أو التي تعني الأسرة. تفاعل الآباء وذكرت الخالدي أن قوة العلاقة بين الآباء والأبناء تعكس شخصة الوالدين، موضحة أن الآباء أنواع، منهم الأب المتسلط الذي يفرض قوانين على أبنائه من دون مناقشة مع إهمال المشاعر. والأب المتساهل الذي يركز على المشاعر ويهمل القوانين، والأب المتسلط الذي ينجح في تربية أبناء يتحملون المسؤولية ويكونون فاقدي الحنان والثقة بالنفس وأحياناً متمردين على القوانين ولا يعرفون قيمة الأشياء. أما الأب الحازم، فيصر على تطبيق القوانين مع مراعاة المشاعر، ويعلم الانضباط ويساعد أبناءه على احترام النظام وبناء العلاقات. إنصات وشددت الخالدي على ضرورة الإنصات إلى الأبناء وفهمهم وتقديرهم واحتوائهم ومساعدتهم على ابتكار حلول خاصة بهم، والتركيز على جانب التحفيز والابتعاد عن اللوم والعتاب والتربية بالحب وليس بالخوف. وأضافت: مهما كان الطفل صغيراً، فهو يراكم ذكريات ترافقه طوال حياته، فإذا كنت تريد طفلاً سعيداً حسن الخلق، فلا بد من تقوية علاقتك به، والعمل على ترجمة هذا الحب إلى أفعال يومية حتى يشعر بالحب ويصله الإحساس كما الأقوال. نادية الخالدي نادية الخالدي اهتمام أكدت نادية الخالدي ضرورة إشعار الطفل بالحب، وعدم التعامل معه بدافع الواجب فحسب. ويجب أن نشعره بأهميته وبأنه هدية من الله، وأن وجوده ثمين في حياتنا، وأننا نستمتع عندما نقضي وقتاً معه، لافتة إلى أن الطفل يستشعر إما بطاقة إيجابية أو سلبية، كما أن قضاء وقت معه يستدعي الاهتمام والتقدير والاحترام.
مشاركة :