واصلت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، إقامة العديد من الفعاليات المصاحبة لجناحها ضمن معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال31، إذ عقدت عدداً من الجلسات النقاشية والندوات الحوارية المنبثقة عن مبادراتها المعرفية المتنوعة، استعرضت من خلالها استشراف آفاق الاستثمار، والاستدامة في القطاع الخاص، وتحديات اللغة العربية في نقل المعرفة. واستقبل جناح المؤسَّسة وفوداً رفيعة المستوى من دوائر ومؤسَّسات حكومية عدة، علاوة على شخصيات بارزة وفاعلة، للاطلاع على مبادراتها ومشاريعها المعرفية، التي على رأسها مركز المعرفة الرقمي الذي يُعدُّ منصة عربية مفتوحة تشمل 1.7 ملايين مادة رقمية، وتتيح حلولاً لبناء المكتبات الرقمية ومشاركة المحتوى للجامعات والمدارس والمؤسَّسات الحكومية. حوارات المعرفة ونظَّمت المؤسَّسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جلستين ضمن سلسلة «حوارات المعرفة»، حيث ناقشت جلسة بعنوان «الاستدامة في القطاع الخاص: من المسؤولية الاجتماعية إلى الحوكمة البيئية والاجتماعية»، الأهمية الكبيرة لتبنّي ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية في القطاع الخاص، بمشاركة إيفانو إيانيلي مستشار في التنمية المستدامة، الإمارات العالمية للألمنيوم، وأدارت الجلسة ستيفاني البستاني، محللة برامج، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقدَّم إيانيلي في بداية الجلسة عرضاً تقديمياً استعرض من خلاله أهمية تبنّي شركات القطاع الخاص معايير واضحة ومحدَّدة للحوكمة البيئية والاجتماعية في ظلِّ التحديات العالمية الراهنة، مشدداً على أنَّ الشركات لا يمكنها التفكير بشأن الاستدامة فقط من خلال الترويج لملصقات على منتجاتها أو القيام بحملات تسويقية، بل يجب أن تقوم بجهود فاعلة في هذا الأمر، والتحلّي بالنزاهة والمرونة. الاستثمار وقت الأزمات في حين ناقشت سارة مدلل القحطاني رئيس قسم الشرق الأوسط، «Mercury Capital»، آفاق الاستثمار خلال الأزمات، في الجلسة الثانية من جلسات «حوارات المعرفة» بعنوان «استشراف آفاق الاستثمار في وقت الأزمات»، متحدَّثة في بداية الجلسة عن وضع الأسواق العالمية ما قبل جائحة «كوفيد-19» مشيرة إلى أنَّ الأسواق كانت في ذروة نموها، وتتمتَّع بالازدهار مع وجود آفاق مستقبلية واعدة وإشارات إيجابية كثيرة نحو التحوُّل الرقمي، ولكن مع تفشّي الوباء عالمياً، بدأت مرحلة الانهيار في الأسواق وسرعان ما فقدت 30% من قيمتها. وأوضحت القحطاني أنَّ شركات التكنولوجيا كانت المستفيد الأكبر من هذه الأزمة، مواصلة تحقيق قفزات كبيرة في النمو، وأنَّ الشركات التي استطاعت أن تواكب التحوُّل الرقمي قبل الوباء تمكَّنت من المضي قدماً، مشيرة إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي والأنظمة الرقمية والتقنيات الناشئة والحديثة من أبرز المشاريع الاستثمارية الجديدة، حيث يمكنها أن تضمن 30% من إنتاج الغذاء العالمي خلال الأوبئة، وتوفِّر الحلول للتحديات اللوجستية وسلاسل الإمداد. معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة مبادرة «بالعربي» أطلق «برنامج دبي الدولي للكتابة»، الذي يهدف إلى تشجيع وتمكين المواهب الشابة ممن يمتلكون موهبة الكتابة في شتّى حقول المعرفة، ورشة بعنوان «كُتّاب الغد.. الإمارات بعد خمسين عاماً»، كما أقيمت احتفالية لإطلاق الكتب المنجزة في ورشة «القصة القصيرة 2020». وفي ضوء مبادرة «بالعربي» الهادفة إلى دعم اللغة العربية والمحافظة عليها والحث على استخدامها، نظَّمت المؤسَّسة، جلسة نقاشية بعنوان «الحلول الرقمية لدعم اللغة العربية وأثرها في تطوير مجتمع المعرفة»، بمشاركة الدكتور خالد عبدالفتاح مستشار حلول رقمية ومعرفية بالمؤسَّسة، والدكتور عماد عبدالعزيز، استشاري في مجال الدراسات بهيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، وأدار الجلسة حسين درويش. وناقش المتحدثون الخصوصية التي تتمتَّع بها اللغة العربية من حيث الخصائص البنيوية والمعرفية مقارنة بغيرها من اللغات، وما تمتاز به من مرونة وقدرة على الاستيعاب، لتتمكن على مدار السنوات من استيعاب الكثير من المصطلحات والمفردات، مشيرين إلى أنه على الرغم من ذلك فإنَّ هناك ندرة في المحتوى العربي الرقمي الذي لا يمثِّل سوى نسبة 3% من إجمالي المحتوى الرقمي العالمي، وذلك بالمقارنة بمحتوى اللغة الإنجليزية الذي يمثِّل ما نسبته 50% من إجمالي المحتوى الرقمي. وأرجع المتحدثون تدنّي ندرة المحتوى العربي الرقمي إلى أدوات التحوُّل الرقمي التي ابتكرت في البلدان الغربية وخُصِّصت لدعم اللغة الإنجليزية، ما أدّى إلى تأخُّر هذه الأدوات نحو 20 عاماً حتى تستطيع القدرة على معالجة اللغة العربية. «استراحة معرفة» في إطار «استراحة معرفة»، إحدى مبادرات المؤسَّسة الهادفة إلى ترسيخ ثقافة القراءة ودمجها في الحياة اليومية، عقدت عدداً من الجلسات النقاشية، حيث تم تنظيم جلسة تحت عنوان «أطفالنا ومكتسبات الصورة المرئية»، بمشاركة الكاتبة ري عبدالعال، فيما أقيمت جلسة بعنوان «التحوُّلات المعرفية في الخليج العربي»، بمشاركة الدكتور حسن مدن، وأدارت الجلسة رولا البنا، كما نظَّمت جلسة بعنوان «المدينة والإنسان في ماكيت القاهرة» بمشاركة الكاتب طارق الإمام، وأدارت الحوار الإعلامية صفية الشحي.
مشاركة :