تولي جلّ، إن لم يكن كل، دول العالم، اهتماماً كبيراً بالحفاظ على لغاتها وتطويرها، بما يواكب متطلبات العصر الحديث، وتحرص على إطلاق المبادرات والمشروعات التي تقي لغاتها من موجات التراجع. وكما هي حال العديد من اللغات الأخرى، تواجه اللغة العربية تحديات كبيرة في مواكبة تحولات العصر، نتيجة العديد من العوامل، إلا أن قابلية هذه اللغة الخالدة للتجديد والتطوير، تتيح لها مواصلة دورها الحضاري والإنساني، في توثيق جسور التواصل مع بقية الأمم والشعوب، ونقل العلوم والمعارف منها وإليها. وتختلف طبيعة التحديات التي تواجه اللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، في ضوء تسارع وتيرة التطور التكنولوجي في الدولة، والتنوع الثقافي واللغوي الكبير، حيث تحتضن الإمارات على أرضها مزيجاً فريداً من الثقافات والحضارات، قد لا يكون موجوداً في أي دولة أخرى. وتهتم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، في إطار دورها بإرساء دعائم المجتمعات القائمة على المعرفة، بالتركيز على اللغة العربية، باعتبارها محوراً رئيساً ضمن مبادراتها ومشروعاتها، وإبراز خصوصيتها وتفرُّدها عن اللغات العالمية الأخرى. وتمضي المؤسَّسة قُدُماً في جهودها ومساعيها في خدمة اللغة العربية، وتعزيز مكانتها، من خلال المبادرات والبرامج المختلفة، حفاظاً على الهوية الوطنية، والموروث الحضاري، وإيماناً منها بالدور المحوري للغة العربية في مجالات العلم والثقافة والمعرفة، ووفاءً لرسالتها الحضارية، باعتبارها كنزاً للمعرفة والفكر الإنساني. مبادرة وفي هذا السياق، أطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في سنة 2013، مبادرة «بالعربي»، التي تهدف من خلالها، إلى تشجيع استخدام اللغة العربية في الحياة اليومية، وتعزيز حضورها في وسائل الإعلام الرقمي والاجتماعي، وإلى تنمية الدور المعرفي للغة العربية، والإضاءة على جماليات وسلاسة استخدام هذه اللغة، وعناصر تفرُّدها في مختلف المجالات، وتشجيع جيل الشباب العربي على استخدام لغتهم الأم، وزيادة المحتوى الرقمي باللغة العربية، كما تستهدف المبادرة الناطقين باللغة العربية، وغير الناطقين بها، على السواء، حيث تحظى فعالياتها بإقبال كبير من جميع فئات المجتمع، سواءً من داخل الدولة أو خارجها، للمشاركة والتفاعل مع الأنشطة الرئيسة للمبادرة، والتي تمتد لأسبوع كامل، بمنصات تم توزيعها بعناية في مواقع التجمعات السكانية، كمراكز التسوُّق في الدولة، وعدد من دول العالم. قوة دافعة وتمكنت مبادرة «بالعربي»، من الإسهام بشكل كبير في استعادة اللغة العربية لرونقها ومكانتها، بصفتها إحدى اللغات الرئيسة في العالم، وذلك من خلال زيادة استخدامها عبر الإعلام الرقمي، حيث تحظى فعاليات المبادرة بإقبال وانتشار واسعين في العديد من الدول، وهو الأمر الذي يعكس دورها المتنامي، كقوة دافعة لجهود نشر اللغة العربية، وتمكينها في المجتمعات، بكافة الشرائح المكوّنة لها، لا سيما شريحة الشباب، وإثبات مرونة وحيوية هذه اللغة، وتغيير النظرة النمطية عنها. استمرارية وعلى مدى قرابة عقد من الزمن، شكلت «بالعربي»، مبادرةً نوعيةً لتشجع استخدام اللغة العربية، وتعزيز حضورها، والتوعية بأسس استخدامها الصحيح، بهدف استعادة تألقها، وصونها، وتمكينها، وتعزيز مكانتها، وضمان استمرارية استخدامها، وتمثِّل المبادرة جزءاً من استراتيجية حكومية واسعة النطاق، ونهجاً تتبناه دولة الإمارات العربية المتحدة في توظيف كافة الإمكانات والأدوات لصون اللغة العربية. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :