اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع فلسطينيين متحصنين داخل المسجد الأقصى الأحد، بينما زار المئات من اليهود الحرم القدسي قبل مسيرة الأعلام المثيرة للجدل، فيما اتهم متحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بـ"اللعب بالنار بلا مسؤولية وبتهور شديد"، من خلال السماح للمستوطنين بتدنيس المقدسات في القدس. وتنظم المسيرة السنوية بالقدس احتفالا باحتلال إسرائيل للبلدة القديمة في حرب عام 1967، وتجتذب الآلاف من المشاركين في شوارعها الضيقة والحجرية. وحذرت الفصائل الفلسطينية من احتمال أن تُعيد مسيرة الأعلام في الحي الإسلامي بالبلدة إشعال الصراع المستمر منذ عقود مع الإسرائيليين. واتهم المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبوردينة في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إسرائيل بأنها "تستهتر بالمجتمع الدولي، ولا تحترم قرارات الشرعية الدولية، وتعتبر نفسها فوق القانون". وطالب أبوردينة المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها، تجاه ما يجري وعدم التعامل بازدواجية. وقال إن "كافة إجراءات الاحتلال في القدس المحتلة تتناقض مع قرارات مجلس الأمن، الذي يعتبر القدس ضمن الأراضي المحتلة عام 1967". وأضاف أن "طريق الأمن والسلام في المنطقة يمر من خلال تلبية حقوق الشعب الفلسطيني، وأن المقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، لا يمكن أبدا القبول بتدنيسها". واندلعت مواجهات بين مصلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى، قبيل تنظيم مسيرة الأعلام الإسرائيلية في شرق القدس. الأقصى وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن نحو 1800 يهودي زاروا الموقع، وقام بعضهم بالتلويح بأعلام إسرائيل وأدوا صلوات، وهي أمور يحظر القيام بها في الحرم. وأضافت الشرطة أنه تم إبعاد هؤلاء الأشخاص، وتم إلقاء القبض على آخرين بعد الاشتباكات. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن "أكثر من ألف مستوطن، يتقدمهم عضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير، اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة". وأوضحت أن ذلك تم "بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية التي أغلقت المصلى القبلي، وحاصرت المصلين والمعتكفين داخله، واعتقلت عشرة شبان من باب السلسلة". وكانت القوات الإسرائيلية قد انتشرت منذ ساعات الفجر الأولى عند باب العامود وشددت من إجراءاتها، ونصبت حواجزها العسكرية داخل أسوق البلدة القديمة، وعلى الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى. ويحتشد المئات من الفلسطينيين منذ ساعات الفجر داخل الأقصى، وأدوا صلاة الفجر بداخله في ظل شكاوى من تقييد الشرطة الإسرائيلية عملية دخولهم إلى داخل باحات المسجد. وأعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة حالة التأهب والاستنفار قبيل تنظيم مسيرة الأعلام، فيما حذرت الرئاسة الفلسطينية من تصعيد ميداني خطير على خلفية ما يجري في القدس. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى الاستعداد لاحتمال إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة أو جنوب لبنان، على خلفية تنظيم المسيرة التي ستمر من باب العامود وأحياء البلدة القديمة. وعلى إثر ذلك، جرى تعزيز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية بالمزيد من بطاريات "القبة الحديدية"، فيما تم تجنيد الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس. وخلال السنوات الماضية، صورت حماس نفسها مدافعا عن القدس الإسلامية. وبعد توتر دام أسابيع العام الماضي على إثر عمليات إجلاء لفلسطينيين في المدينة، أطلقت حماس صواريخ على إسرائيل خلال مسيرة العام الماضي، مما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوما أودت بحياة ما لا يقل عن 250 فلسطينيا في غزة و13 شخصا في إسرائيل. ويرفض رئيس الوزراء نفتالي بينيت حتى الآن قبول أي تغييرات، على الرغم من دعوات بعض حلفائه في الائتلاف إلى إعادة التفكير في المسيرة. وقال مكتبه الجمعة "مسيرة الأعلام ستنظم كالمعتاد وفقا للمسار المخطط كما كان منذ عقود"، مضيفا أنه سيراجع الوضع بانتظام خلال الساعات المقبلة. وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم، بينما يريد الفلسطينيون الجزء الشرقي منها عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتعتبر حماس أن إسرائيل كلها أرض محتلة. ولكن بالنسبة للفلسطينيين تمثل مسيرة الأعلام استفزازا صارخا وانتهاكا لواحد من الأماكن القليلة في المدينة الذي ما زال يحتفظ بطابع عربي قوي. وتطوق أنشطة الاستيطان اليهودي المتزايدة المدينة. وتأتي المسيرة في لحظة مشحونة بالفعل. واندلعت اشتباكات متكررة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى في أبريل خلال شهر رمضان، مع غضب المسلمين من زيادة أعداد الزوار اليهود للمسجد. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :