نساء من وطني.. لمى السليمان | عائشة عباس نتو

  • 12/15/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يمرُّ على سمعي مرَّةً بعد أُخرى هذا السؤال: كيف كان تأثير العمل في قطاع المال والأعمال كامرأة على (أجندة) حياة د. لمى عبدالعزيز السليمان في المسيرتين؟ نعم هناك صعوبات وإخفاقات في مسيرة حياتها، استنفدت رصيدًا من سنين عمرها، جهدًا وجهادًا! وحدُه عشق التحدّي للعمل والعطاء كان يلازمها ملازمة الظل في حياتها، وكان العمل (من أول مشوار حياتها) اكتشفت من خلاله بعضًا من ملامح نفسها المشحونة لحبِّ العمل، ودعم المرأة في بلادنا، وفي حياتها بين العمل والعطاء أدمنت العمل التطوّعي، خشيت أسرتها عليها من ذلك الإدمان أن يعُوقَ حياتها عندما تسلل داء السرطان لجسدها، مع أن والدها هو الذي (شجَّعها) على العمل في الأعمال التطوّعية، وكان فخورًا بعملها، وإنجازاتها بكل أشكاله ومصادره، ورمّمت لمى أشلاءَ نفسها بعد المرض، محَاولة إعادةَ بناء نفسها خلال حياتها العملية. ثم (اقترن) خيالها في سن مبكرة مع بداية العمل بسحر العطاء لهذا البلد المعطاء، واقتحمت أول تجربة انتخاب في مجالس الغرف التجارية الصناعية بجدة، ولم يقتصر على عضويتها بالمجلس، بل أصبحت أوّل نائبة رئيس الغرف التجارية بالعالم العربي، ومن أوائل نساء وطني التي خاضت تجربة الانتخابات البلدية. * أمّا الرحلة العملية، فقد كانت مرحلة أخرى في حياتها، حين انطلق بها (مكوك) التجربة الجديدة والمثيرة في فضاء من الحرية، والثقة، والاعتماد على النفس -بعد الله-، فاقتربت من نفسها أكثر. (تصالحًا معها) لتكتشف ما كانت تجهله، فأصبحت مهنتها ايجاد الحلول والطرق التي تمكّن المرأة في العمل التطبيقي، مستعينة بخبرة أهلها، ودعمهم في العمل بوجه عام، و(المصالحة) مع مرض الجسد بوجه خاص، وتعاهدت مع الحاضر والمستقبل من جهة أخرى، بأن تبذل كل جهدها لمن أعطاها صوته، ووثق فيها، وفي عملها، من نوافذَ الأمل والطمُوح، كي تعانق الحاضر والمستقبل معًا بشغفٍ وطموحٍ! * ورغم ذلك كلّه، تظلُّ مدينةً -بعد الله- لمرحلة المرض في بداية حياتها؛ لأنّها (فجَّرت) في وجدانها جَداولَ من الشفافية، مكّنَتْها من الإصغاء إلى طموحات نفسها وترجمتها إلى سلوكياتٍ أسهمت في إقامة جسور عبور نحو تفهم حاجات الآخرين ومعاناتهم، كي تتَجاوزَ أسوار نفوس المجتمع للتمكّن من خدمتهم. A.natto@myi2i.com

مشاركة :