صحوت من نومي أول خيوط الفجر عبر نافذةٍ تطلّ على مدينة الدمام.. حيث تتسلل رائحة البحر لتمتزج بذرات روحي .. حينها تحدثت مع أختي لطيفة العفالق حول تخصيص هذا اليوم الحالم لزيارة الحبيبة الدكتورة عائشة المانع التي أرهقت قلبها بالنضال.. وكنت قد عرفت الدكتورة عائشة المانع امرأة من سطور الجرائد، تعمل بشكل دائم على تعديل الأنظمة التي ترى فيها هضماً أو إجحافاً لحقوق النساء في السعودية. عرفتها تُكاتب الأمراء والوزراء بحثاً عن فرصٍ أكبر لتعليم المرأة وتطوير قدراتها وتدير كلية محمد المانع للعلوم الطبية والصرح الطبي لمجموعة مستشفيات المانع العامة إذْ أنشات برنامج عائشة المانع للصحة العالمية وهو الذي يقدم المنح الدراسية في جامعة أوريغون وبيروت وفي الجامعات الداخلية للنساء السعوديات الراغبات في دراسة العلوم الصحية ويتكفل بكافة أقساط الجامعة، كما يدعم أبحاث أعضاء هيئة التدريس ويوفر ورش العمل. عرفتها عن قرب من خلال صوتها الذي يعلو في المؤتمرات والمنتديات مطالبةً بحقوق المرأة في القطاع الخاص... يا لهذه الآمال التي لا تموت ياعائشة، قلتها بتقدير وإجلال وأنا أمرر راحة كفِّي لأصافح تلك العظيمة التي بلّلها العرق البارد، شعرت بانقباض في معدتي وجفاف في فمي حينما علّقت بسخرية « دعموا قلبي بدعامات، تعب ذلك القلب». كنت صامتة أسمعها بكل حواسي وهي تقص خبر المنح الدراسية للفتيات التي ناضلت من أجلهن.. يا ترى كم عائشة المانع لدينا يا وطن؟ تساءلتُ بصمت، الكل يعرف أن نساء هذا الوطن تتشارك مع رجاله في آمال وطنية، بقيت متأملة لها كنموذج ماثل أمامي لكل تلك الآمال الوطنية. حملت حقيبتي وغادرت منزلها وأنا أتمتم : جميلة وطموحة هي الحياة بوجود أمثالك يا عائشة . وكم كنا سعداء أنا وأختي لطيفة العفالق حين ابتدأ يومنا بحلم لقائها وانتهى بتحققه. A.natto@myi2i.com
مشاركة :