أكدت جلسة «التحوّل العالمي وصعود الشرق الأوسط ومستقبل القوة الناعمة» على الأهمية الكبيرة للقوة الناعمة للدول، والدور البارز الذي تقوم به في تعزيز مكانتها، التي تترك آثارها الكبيرة على جميع المجالات، وفي مقدّمتها المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكيف يمكن للقوة الناعمة أن تشكل أحد مقومات النجاح الرئيسة في السياسة العالمية. تحدث في الجلسة الحوارية التي عقدت ضمن فعاليات «الدورة 31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022»، وأدارها الدكتور سيب فيرهين، من أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، عمر سيف غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية، والدكتور شاشي ثارور المؤلف والسياسي الهندي والمسؤول الدولي السابق في الخدمة المدنية، وعضو البرلمان عن مدينة ثيروفانا نثابورام ومؤلف أكثر من عشرين كتاباً روائياً وغير روائي. قوة ناعمة وقال عمر غباش: «القوة الناعمة هي تعبير عن ثقافة الدول وطرق تعاونها وبناء العلاقات الإيجابية مع دول العالم الأخرى، ومن هنا نجد مثلاً دولة الإمارات رسّخت مكانتها وهويتها بكل يسر وسهولة كقوة ناعمة عالمياً، لأنها فسحت المجال لإيجاد نوع من التلاقي والحوار المعرفي والثقافي المؤثّر والفاعل بين جميع من يعيش على أرضها، في حين أن هناك دولاً ومدناً أخرى تحاول ذلك جاهدة ولم يحالفها الحظ للوصول لهذه الغاية». وشدّد غباش على أهمية التوافق بين جميع مقوّمات القوى التي تسهم في تأكيد المكانة العالمية لأي دولة من الدول، والتي تجعل للدولة مكانة مهمة ومميّزة عالمياً، وقادرة بالتالي على لعب دور عالمي مهم في ظل المتغيّرات والتطوّرات على الساحة الدولية، مع اكتساب الكثير من الاحترام والتقدير من مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تمتلك بالإضافة إلى قوتها الناعمة مقوّمات كثيرة للقوة، والتي يأتي في مقدمتها امتلاكها لنظام مالي مميز يسمح لجميع الأشخاص تأسيس أعمالهم والوصول بمشاريعهم نحو العالمية. قصة جيدة وقال الدكتور شاشي ثارور: «إن القوة الناعمة تتعلّق بشكل أساسي بوجود قصة جيدة ترويها الدول عن نفسها، والدولة هي من تفرض هذا الحضور العالمي لها من خلال ما يروى عنها، وفي حال كان الأمر نقيض ذلك فمن المستحيل أن تمتلك الدول التي لديها قصص مناقضة للقوة الناعمة أن يكون لها تأثير عالمي، لأنها لن تكون قادرة على التواصل مع المجتمع العالمي بالمقوّمات الرئيسية لهذه القوة التي أصبحت أكثر تأثيراً مع مرور الوقت في بناء العلاقات الدولية». وشهدت الجلسة الحوارية في ختام أعمالها توقيع عمر سيف غباش كتاب «رسائل إلى شاب مسلم»، الذي تمت صياغته كمجموعة من الرسائل الموجهة إلى ابنه الأكبر سيف، والتي يؤكّد عبرها المعنى الحقيقي لأن يكون الشاب مسلماً في القرن الحادي والعشرين. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :