النفط عند أعلى مستوى في شهرين وسط انقسام أوروبي بشأن حظر الخام الروسي

  • 5/30/2022
  • 23:45
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع إلى أعلى مستوى في شهرين، وسط انقسام أوروبي بشأن حظر واردات النفط الخام من روسيا، التي تأتي في إطار الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية ضد موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا. وشهد اجتماع الاتحاد الأوروبي أمس انقساما بشأن فرض حظر بعد عدم موافقة جميع سفراء الاتحاد الأوروبي، في مباحثات سابقة على حل وسط اقترحته المفوضية الأوروبية لاستثناء النفط المستورد عبر خط الأنابيب من الحظر. ويسعى أعضاء الاتحاد إلى التغلب على معارضة المجر فرض عقوبات على النفط الروسي، وتحقيق الإجماع في هذا الشأن، حيث من المتوقع أن يؤدي أي حظر إضافي على النفط الروسي إلى نقص المعروض في سوق النفط الخام، التي تعاني بالفعل ضغوطا على الإمدادات وسط زيادة الطلب على البنزين والسولار ووقود الطائرات قبل ذروة موسم الطلب الصيفي في الولايات المتحدة وأوروبا. كما تترقب السوق الاجتماع الـ29 لوزراء الطاقة في تحالف "أوبك +" بعد غد الخميس عبر الفيديو لتحديد مصير زيادة الإنتاج الشهرية لشهر تموز (يوليو) المقبل وسط انخفاض ملحوظ في وفاء بعض المنتجين بحصص الزيادة المقررة، خاصة عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون إن تحالف "أوبك +" يبدي رغبة أقوى في التماسك والحفاظ على الوحدة ويتطلع إلى مستقبل أفضل للتعاون المشترك. وأشار المحللون إلى قيام "أوبك +" في اجتماعها المقبل بدراسة مستجدات حظر الاتحاد الأوروبي، الذي لا يزال معلقا على النفط الروسي وإمكانية ظهور مزيد من متغيرات فيروس كورونا ومدى استجابة الطلب العالمي على النفط للأسعار المرتفعة بشكل قوي ومستمر. وأوضحوا أن السعودية والإمارات تمتلكان تقريبا أغلب الطاقة الإنتاجية العالمية الفائضة وكلاهما يستثمر بكثافة في توسعات مشاريع المنبع مدعومين بميزانيات أقوى ومن الاستفادة من احتياطياتهم منخفضة التكلفة نسبيا. وأكد روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن ترقب القرار الأوروبي بشأن حظر النفط الروسي جعل أسعار النفط تستهل الأسبوع على مكاسب قوية وسط توقعات بقدرة المفوضية على إقناع المجر بالانخراط في القرار الأوروبي الجماعي بوقف واردات النفط الخام من روسيا. وأشار إلى أن القمة الأوروبية يعقبها على الفور اجتماع وزراء الطاقة في تحالف "أوبك +" لتحديد أهداف الإنتاج في يوليو ومن المؤكد أنه سيأخذ في الحسبان ما انتهت إليه مفاوضات القادة الأوروبيين، لافتا إلى أن شهر سبتمبر المقبل سيشهد انتهاء العمل باتفاقية إدارة سوق النفط بين أوبك وروسيا وتسعة حلفاء آخرين مع انتهاء برنامج الإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج لإعادة أهداف إنتاج المجموعة إلى مستويات ما قبل الوباء، مرجحا أن تستمر الشراكة بين أوبك وروسيا بصور وأشكال مختلفة. من جانبه، قال ردولف هوبر، الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة إن المنتجين استفادوا من المكاسب المفاجئة من ارتفاع أسعار النفط لتعويض خسائر فادحة وقعت لهم في عامي الوباء، مشيرا إلى استعداد المنتجين لاستمرار العمل المشترك في ملفات عديدة منها زيادة الاستثمار في الوقود التقليدي وفي مشاريع انتقال الطاقة. وذكر أن تحالف "أوبك +" واجه صعوبات واسعة في الوفاء بخطط زيادة الإنتاج، خاصة في دول مثل روسيا ونيجيريا وأنجولا بسبب تداعيات الحرب ونقص الاستثمار، وهو ما أعاق جهود تنشيط الإنتاج في عديد من الدول. من ناحيته، قال ماثيو جونسون، المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات إن أغلب التكهنات في سوق النفط الخام تصب في اتجاه عدم قيام تحالف "أوبك +" بإجراء أي مفاجأت خاصة بوضع الإنتاج، حيث ستحافظ المجموعة على مسارها بالتخفيض التدريجي لتخفيضات الإنتاج بزيادات شهرية قدرها 432 ألف برميل يوميا طالما ظلت الأسعار ثابتة نسبيا. وأشار إلى تمسك تحالف "أوبك +" بصحة قراءته لوضع السوق النفطية، حيث أكد مرارا أن سوق النفط لا تزال متوازنة مع عدم وجود مؤشرات على أي نقص في النفط الخام، وذلك على الرغم من تنامي الطلب العالمي بالتزامن مع العقوبات، التي تعوق الإنتاج الروسي، موضحا أن "أوبك" تفسر ارتفاع أسعار البنزين والديزل بأنه يرجع إلى نقص طاقة التكرير في جميع أنحاء العالم إلى جانب العوامل الجيوسياسية. بدورها، قالت مواهي كواسي، العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية إن ضغوط المستهلكين مستمرة من أجل الحصول على إمدادات إضافية، مرجحة استمرار حركة الأسعار المرتفعة والمتقلبة للنفط الخام. وأشارت إلى بلوغ عديد من الدول المنتجة بالفعل الحد الأقصى للإنتاج، بينما أقرت روسيا بأن إنتاجها قد ينخفض بنحو 8 في المائة بسبب العقوبات الغربية وهو ما يفتح الباب أمام وزراء الطاقة في تحالف "أوبك +" لبحث فكرة تعديل حصص الإنتاج خلال اجتماعهم الوزاري الخميس، لافتة إلى تقديرات لوكالة "بلاتس" تشير إلى تراجع إنتاج المجموعة مجتمعة بمقدار 2.6 مليون برميل يوميا عن أهدافها الإنتاجية في أبريل الماضي. وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس إلى أعلى مستوى له منذ شهرين مع انتظار السوق لمعرفة ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيتوصل إلى اتفاق بشأن حظر واردات النفط الروسي. وخلال التعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 54 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 119.97 دولار للبرميل، وارتفعت عقود برنت لشهر آب (أغسطس) 69 سنتا أو 0.6 في المائة إلى 116.25 دولار للبرميل. وقفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 62 سنتا أو0.5‭ ‬ في المائة إلى 115.69 دولار للبرميل، لتواصل المكاسب القوية، التي حققتها الأسبوع الماضي. و‬‬‬قال مسؤولون إن حكومات الاتحاد الأوروبي لم تتمكن من الاتفاق على فرض حظر على النفط الروسي أمس الأول لكنها ستواصل المحادثات بشأن اتفاق لحظر الشحنات البحرية من النفط الروسي مع السماح بالتسليم عبر خط أنابيب قبل القمة. وسيؤدي أي حظر إضافي على النفط الروسي إلى نقص المعروض في سوق النفط الخام، التي تعاني بالفعل من ضغوط على الإمدادات وسط زيادة الطلب على البنزين والسولار ووقود الطائرات قبل ذروة موسم الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا. من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 118.84 دولار للبرميل الجمعة مقابل 116.50 دولار للبرميل في اليوم السابق. وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة، حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، وأن السلة كسبت نحو أربعة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 114.69 دولار للبرميل.

مشاركة :