الحرب الأوكرانية تعيد تشكيل أسواق النفط العالمية

  • 5/30/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن (رويترز) - أعادت الحرب الروسية الأوكرانية تشكيل سوق النفط العالمية، فتقدم موردون من أفريقيا لتلبية الطلب الأوروبي في حين تسعى موسكو، التي ترزح تحت وطأة عقوبات غربية، للاستفادة بشكل متزايد من عمليات نقل خطرة من سفينة لسفينة لتوصيل الخام إلى آسيا. ويمثل هذا التحول في المسارات أكبر تغيير على جانب العرض في السوق العالمية لتجارة النفط الخام منذ أن غيرت ثورة النفط الصخري الأميركي شكل السوق قبل نحو عشر سنوات، كما يشير إلى أن روسيا ستكون قادرة على التحايل على حظر نفط قد يفرضه عليها الاتحاد الأوروبي، إذا استمرت دول آسيا وخاصة الصين في شراء خاماتها. ودفعت العقوبات التي فُرضت على موسكو بعد بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير، والتي تشمل حظراً أميركياً على الواردات، روسيا إلى الابتعاد عن أوروبا والتوجه إلى مشترين في الهند والصين يحصلون على شحنات بتخفيضات كبيرة، وفقاً لبيانات القطاع والتجار. وأفادت بيانات وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس بأن الصادرات الروسية عادت إلى مستويات ما قبل الهجوم العسكري الروسي في أبريل، واستقرت أسعار النفط قرب مستوى 110 دولارات للبرميل بعد أن بلغت أعلى مستوياتها في 14 عاماً عند 139 دولاراً للبرميل في مارس. فجوة المعروض ويقول محللون إنه حتى لو اتفق الاتحاد الأوروبي على حظر النفط في الجولة التالية من عقوباته على روسيا، فإن الطلب الآسيوي يمكن أن يعوض أثر ذلك الحظر. وقال نوربرت روكر من مجموعة جوليس بير: «لا نتوقع اتساع فجوة المعروض أو ارتفاع الأسعار، ما لم يمارس الغرب ضغوطاً دبلوماسية على المشترين الآسيويين». ومنعت مجموعة العقوبات المتشابكة والمعقدة التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي على موسكو السفن المملوكة لروسيا أو التي ترفع علم روسيا من دخول الموانئ، مما يعني أن بعضاً من التجارة المتزايدة لآسيا تتم عن طريق نقل الشحنات من سفينة لأخرى في عرض البحر، وهي عملية مكلفة وتنطوي على مخاطر تسرب الخام. وبشكل عام، قفزت تدفقات النفط الروسي إلى آسيا بحراً بنسبة 50 بالمئة على الأقل منذ بداية العام، وفقاً لشركة بترو-لوجيستكس لتعقب ناقلات النفط وبيانات أخرى. وتحول نقل الشحنات من سفينة لأخرى، والذي يمثل نسبة ضئيلة من حجم التجارة البحرية، من الساحل الدنمركي إلى البحر المتوسط لتجنب العقوبات والاعتراضات. وقال مارك جيربر رئيس بترو-لوجيستكس لرويترز: «النقل من سفينة لأخرى كان شائعاً في المياه الدنمركية عند مدخل بحر البلطيق... لم يعد ذلك يحدث هناك، لكن نقل الشحنات من ناقلة مفروض عليها عقوبات إلى أخرى لا تشملها العقوبات، زاد في مياه البحر المتوسط الأدفأ والمواتية أكثر». وقدر جيربر كميات الخام والمنتجات النفطية الروسية التي تنقل من سفينة لأخرى في البحر المتوسط بنحو 400 ألف برميل يومياً يذهب أغلبها لآسيا، إضافة إلى 2.3 مليون برميل يومياً تذهب بشكل مباشر. وفي يناير قبل الهجوم كان نحو 1.5 مليون برميل يومياً تذهب مباشرة إلى آسيا. تكلفة الشحن ويقول تجار إن الخام الروسي يحمل على سفن أفراماكس أو سويزماكس التي تنقل أقل من مليون برميل وتنقل الشحنات في البحر إلى سفن أكبر حجماً تسع مليوني برميل، مما يقلل تكلفة الشحن. والشحنات المنقولة بحراً مجرد جزء من إجمالي الصادرات الروسية. وارتفع إجمالي الصادرات الروسية من الخام ومنتجاته، ومنها المنقولة عبر خطوط الأنابيب، إلى ما يزيد قليلاً على ثمانية ملايين برميل يومياً، وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية. من أجل تعويض الخام الروسي، تحولت المصافي الأوروبية، إلى استيراد خامات من غرب أفريقيا. وزادت هذه الواردات بنسبة 17 بالمئة في أبريل نيسان، بالمقارنة بمتوسط الفترة من 2018 إلى 2021، وفقاً لبيانات بترو-لوجيستكس. الطلب الأوروبي وتظهر بيانات أيكون زيادة كذلك وتشير إلى أن 660 ألف برميل يومياً، معظمها من نيجيريا وأنجولا والكاميرون، تصل إلى شمال شرق أوروبا في مايو، منها ثلاث شحنات من خام أمينام النيجيري، بالمقارنة مع شحنة واحدة في فبراير. وفي الوقت نفسه، يقول جيربر: إن شحنات خامات غرب أفريقيا إلى الهند انخفضت إلى النصف تقريباً، فجرى شحن 280 ألف برميل يومياً في أبريل، انخفاضا من 510 آلاف برميل يومياً في مارس، مع تحول نيودلهي إلى الخام الروسي. ومع الزيادة الكبيرة في الطلب الأوروبي، يقول التجار إن أسعار خامات نيجيريا الخفيفة منخفضة الكبريت على وجه الخصوص ارتفعت إلى مستويات قياسية. وزادت الإمدادات من شمال أفريقيا إلى أوروبا بنسبة 30 بالمئة منذ مارس وفقاً لبترو-لوجيستيكس. ومن هذه الشحنات، تشير بيانات أيكون إلى أن الشحنات الواصلة إلى شمال غرب أوروبا من ميناء سيدي كرير المصري، والتي يقول محللون إنها ستزيد إلى مثليها تقريباً بالمقارنة بشهر مارس، لتتجاوز 400 ألف برميل يومياً في مايو. وزادت الولايات المتحدة كذلك إمداداتها لأوروبا. وقالت كبلر إن واردات الخام الأوروبية من الولايات المتحدة في مايو ارتفعت بأكثر من 15 بالمئة عنها في مارس، وهو أعلى ارتفاع شهري مسجل. وأفرغت أوروبا نحو 1.45 مليون برميل يومياً من الخام من الولايات المتحدة.

مشاركة :