لا شيء غير متحضر أكثر من انغماس المؤسسة السياسية في استمرارية عمليات إطلاق النار الجماعية في الولايات المتحدة، وفقا لما جاء في مقال رأي نشرته حديثا صحيفة ((نيويورك تايمز))، انتقد نفاق السياسيين الأمريكيين عندما طالبوا بالتحضر في مواجهة الاحتجاجات ضد العنف المسلح السائد. وقالت الكاتبة روكسان جاي في المقال بعنوان "لا تتحدث معي عن التحضر. في صباح الثلاثاء، كان هؤلاء الأطفال على قيد الحياة"، "عندما يتحدث السياسيون عن التحضر والخطاب العام، فإن ما يقولونه حقا هو أنهم يفضلون التزام الناس بالصمت في مواجهة الظلم. إنهم يريدون من الأشخاص المهمشين قبول أن ظروف الاضطهاد هي حقائق غير قابلة للتغيير في الحياة". وقالت "يُقال لنا مرارا، بشكل ضمني وصريح، إن كل ما يمكننا فعله هو تحمل هذه الاستمرارية من العنف. وإذا تجرأنا على الاحتجاج، وإذا تجرأنا على التعبير عن غضبنا، وإذا تجرأنا على قول هذا يكفي، فإننا نتلقى محاضرات حول أهمية التحضر". وأوضحت أن تاريخ الولايات المتحدة، التي تأسست على أرض مسروقة وبنيت بعمل الأرواح المسروقة، يشهد الكثير من الهمجية. "الوثيقة التي تحكم حياتنا حرمت فعليا أكثر من نصف السكان من حق التصويت. لم تحسب سوى ثلاثة أخماس السكان المستعبدين عند تحديد التمثيل".
مشاركة :