تشهد مدينة لاس فيغاس اليوم المناظرة التلفزيونية الخامسة والأخيرة للعام الحالي، بين مرشحي الحزب الجمهوري، وسط توقعات بأن يتم التركيز على سياسات مكافحة الإرهاب والتطرف وقضايا الأمن القومي. وتجذب هذه المناظرة اهتماما كبيرا، باعتبارها تسبق الانتخابات الحزبية الجمهورية التي تجري في ولاية أيوا بعد سبعة أسابيع، ويبحث الحزب الجمهوري عن مرشح قادر على التفوق على هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة للحزب الجمهوري في السباق الرئاسي لعام 2016. ويستمر المرشح دونالد ترامب في بؤرة الاهتمام، بعد تصريحاته المعادية للمسلمين، التي أثارت جدلا واسعا وانتقادات كبيرة، مما جعل هذا المناظرة بمثابة فرصة للحياة أو الموت بالنسبة لطموحات ترامب. ورغم مجيء ترامب في مقدمة استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وعلى مستوى استطلاعات الحزبية في ولاية نيو هامشير بفارق كبير عن منافسيه من الحزب الجمهوري، فإن كثيرا من المحللين لا يتوقعون أن يفوز ترامب بترشيح الحزب. ويتقدم ترامب استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني بنسبة 27 في المائة (متقدما بنحو أربع نقاط منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يليه تيد كروز بنسبة 22 في المائة (متفوقا بـ12 نقطة منذ الاستطلاع الماضي في أكتوبر)، وماركو روبيو 15 في المائة (متفوقا بأربع نقاط)، وبن كارسون عند 11 في المائة (متراجعا 18 نقطة)، وجيب بوش بنسبة 7 في المائة (متراجعا نقطة واحدة). بينما أظهر استطلاع آخر لشبك «بلومبرغ» تقدم السيناتور تيد كروز بنسبة 31 في المائة، يليه ترامب بنسبة 21 في المائة، والمرشح الجمهوري بن كارسون عند 13 في المائة، سيناتور ولاية فلوريدا ماركو روبيو عند 10 في المائة. ويتزايد اهتمام الجمهوريين بالسيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز، الذي استطاع التقدم إلى المركز الأول في استطلاعات الرأي في ولاية أيوا، والمركز الثاني على المستوي الوطني مستفيدا من تراجع المرشح الجمهوري بن كارسون. ويرى المحللون أن كروز يشغل تهديدا خطيرا لكل من ترامب وماركو روبيو. وتتزايد سخونة المناقشات داخل الحزب الجمهوري حول المرشح المحتمل لخوض سباق الرئاسية لعام 2016، ويقول الخبراء إن سيناريو فوز ترامب بالترشيح سيكون كابوسا للحزب، حيث تظهر استطلاع رأي لصحيفة «وول ستريت» أن هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي ستتفوق على كل من ترامب وكروز، لكنها قد تخسر أمام ماركو روبيو أو بن كارسون. وربما يكون ما أثاره ترامب من تصريحات لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة والانتقادات التي وجهت له قد دفع من حظوظ تيد كروز، الذي ينظر له باعتباره المرشح الأكثر اعتدالا مقارنة بترامب. ولا يتوقع المحللون طروحات جديدة من المرشحين فيما يتعلق بالبرامج أو الأفكار التي عرضها المرشحون في المناظرات السابقة، لكن سياسات مكافحة الإرهاب، وكيفية هزيمة تنظيم داعش، وسياسات الدفاع والأمن القومي قد تتصدر النقاشات. وتدور المناظرة التي تنظمها شبكة «سي إن إن»، على قسمين، القسم الأول يجري بين تسعة مرشحين يتصدرهم دونالد ترامب وفقا لاستطلاعات الرأي الأميركية، يليه كروز وروبيو وكارسون وبوش، وفي أدنى الاستطلاعات كل من كريس كريستي وجون كاشيك ومارلي فيورينا وراند بول. أما القسم الثاني فيدور النقاش بين أربعة مرشحين آخرين، الذين يشغلون أدنى المراتب في الاستطلاعات، وهم مايك هاكيبي وليندسي غراهام وريك سانتورك وجورج باتاكي.
مشاركة :