الترابط الأسري يطرد «الضيف الثقيل»

  • 12/11/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتكئ أبناء عبدالصمد القرشي (رحمه الله) على إرث وفكر خلاق خلفه لهم والدهم الراحل الذي قضى نحبه وهو يؤم الناس ليلة عيد الفطر المبارك، ما رسم برحيله خارطة طريق واضحة المعالم لأربعة أشقاء يتعايشون كالجسد الواحد ينبض فيه فؤادهم بالحب والإخاء ويسدل الحوار عليهم ستاره كل مساء متسربلا أطراف حديث يسمع فيها أصوات صغار العائلة قبل كبارهم. يقول محمد عبدالصمد القرشي إن قاطرة الحياة الأسرية يمكن ان تمضي دون منغصات إذا حاول الزوجان العمل بإذابة الخلافات ونبذها، مؤكدا أن أسرة القرشي تعمل بحراك دؤوب وفي تكاتف من أجل طرد الخلافات الأسرية، أو «الضيف الثقيل» عبر الترابط الأسري. وأضاف القرشي «الحياة ليست شهرة ومالا، بل الحياة الحقيقة في قيم الناس وتراحمهم وترابطهم وتكاتفهم، الحياة هي كلمة طيبة وابتسامة لكل من حولك وهذا ما عرفناه وورثناه من والدنا رحمه الله، لذا لا تزال أسرتنا مترابطة قادرة على مجابهة التحديات بلغة الوحدة والعزيمة الصادقة، لم يفسد المال ما تربينا عليه، فالكبير فينا يعطف على الصغير والصغير يحترم ويقدر الكبير، نجتمع كل مساء ونجلس بكل بساطة في حديقة المنزل أو في استراحة الحسينية بالعوالي، نتجاذب أطراف الحديث، نختلف في الرؤى لكن لا خلاف بيننا فالحوار الهادف البناء سيد الموقف، فالأسرة لا بد أن تكون متقاربة يسمع كل منا صوت أخيه ويصغي له، فنحن في زمن نحتاج فيه للتقارب الوجداني والأسري». ويزيد القرشي «كان سر انطلاقتنا في عالم التجارة حين افتتح والدنا (رحمه الله) في عام 1932م أول محلاته في مكة المكرمة ضمن عمارة المشروع المجاورة لدار الأرقم المطلة على المسعى، في اتجاه الصفا في الحرم المكي، كان ذلك المحل مدرة لنا نستقي منها كل جماليات الحياة، كان والدي يحرص على تعليمنا أدبيات السوق، فن التعامل مع الناس والزبائن، الصدق والعدل والوفاء وكان يردد: رأسمال التجار يا عيالي صدق المعاملة، والدين المعاملة كما ورد في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.. كانت تلك المعاني تبث فينا شحنة من الحرص على الترابط والتكاتف وكان (رحمه الله) يروي لنا قصة الأبناء وحزمة الأعواد التي لم تكسر، تلك هي الرماح الشهيرة في البيت المعروف تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا، كان هذا سر من أسرار نجاحنا كعائلة بعد توفيق الله لنا». ويذهب القرشي في حديثه ليروي قصة ترابط أسرة القرشي بعد رحيل رب الأسرة ليقول «رحل والدي وهو يصلي بالناس في المحراب ليلة العيد، كان صلاحه وحكمته ومسيرته نبراسا لنا لذا قررنا المضي على خطواته حيث اتفق الإخوان إحسان عبدالصمد القرشي، زهير عبدالصمد القرشي، محمد عبدالصمد القرشي وأنس عبدالصمد القرشي، بالإضافة إلى ابنته السيدة نجلاء عبدالصمد القرشي على أن نكون يدا واحدة، متحدين متعاونين لا يفسد المال بيننا ولا تغير الدنيا سماتنا وما ربينا عليه من والدنا، نساعد الفقير المحتاج ونقف مع طالب العون ونسهم في خدمة الدين والوطن بما نملك».

مشاركة :