أجمع المشاركون في المحاضرة على ضرورة تكاتف جميع المؤسسات الفنية والجهات الراعية للفنون، إضافة إلى الفنانين، لتطوير دور الفن في المجتمع. أقامت منصة الفن المعاصر (كاب) محاضرة بعنوان «أثر غياب الفنون في المناهج على الذائقة الفنية»، بمشاركة الفنان علي العوض، وفنان الكاريكاتير بدر بن غيث، ورئيسة مجموعة «الكوميكس والمانغا» في جمعية الكاريكاتير الكويتية أمل البقشي، وحاورهم حسين سنا. وقال المحاور سنا إن «المحاضرة جمعت عدة محاور، هي بيان أهمية الفن في صناعة الحضارات، والثقافة ودورها في الحضارة، وتأسيس المؤسسات الثقافية والفنية في الكويت، بداية من دائرة المعارف، والرواد الذين درسوا في الخارج، مثل عبدالعزيز حسين، وأحمد العدواني وغيرهما، وناقشنا المطلوب من المؤسسات، وأهمها وزارة التربية التي تخرج الكوادر الفنية، والجامعات، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والمؤسسات التي تعتبر رديفة مثل مجلة العربي، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والمنصات، وجمعيات النفع العام». وأشار إلى أن تأسيس هذه المؤسسات في الماضي أدى إلى طفرة ثقافية على المستوى المحلي، وإلى أين وصلت هذه المؤسسات اليوم، هل هي في تراجع، أم مواكبة لدورها، وكيف يمكن أن تتحرك في هذا الزمن مع متغيرات المستقبل. جوانب إيجابية ومعوقات من جانبه، أعطى العوض نبذة ثرية عن تاريخ الحركة التشكيلية في الكويت، ثم تكلم عن المناهج ودورها وأثرها في المجتمع، وتأثيرها على الواقع العام، وعلى الطلبة، مؤكدا أن «وزارة التربية لا تستطيع وحدها أن تصنع كل شيء، فنحن جزء من مجتمع كبير، يتكون من وزارة التربية، والكليات الفنية، والجهات التي تهتم بالفن، مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والمعارض، وهي التي تصنع الفنان، والحركة، وتغير الحركة وثقافة المجتمع، وكل شخص موجود يجب أن يغير ما في نفسه أولا، ومن ثم يغير ما في الآخرين». وأردف: «يجب أن نكون إيجابيين في طرحنا حتى نوصل للناس الجوانب الإيجابية، التي تشجعهم على العمل، فلا يوجد عمل بدون معوقات، ولكن كمبدع يجب أن تكون لديك مرونة حتى تتخطى هذه المعوقات للوصول إلى ما تريد تحقيقه، وفي الوقت الحالي ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في أن تجعل المبدع والفنان يعمل بمفرده، فهو صاحب الشركة، والمحل، ويملكه من متابعين، ومن محتوى يفوق ما قد يتلقاه من المؤسسات الفنية». غياب الفن وذكر الفنان بن غيث أنه شيء طبيعي أن يؤثر غياب الفن على الذائقة العامة، وعلى التذوق الفني لدى الأفراد، إضافة إلى عدم وجود جيل ثان أو ثالث للفنون التشكيلية في الكويت، وأيضا طرح تساؤلات، منها لماذا نتعلم الفن، وهو أحد الأسئلة التي غابت عن الجيل الحالي. وأوضح أن «جائحة كورونا أثرت، ففي زمن كورونا قمنا بتدريس الطلاب فنونا تشكيلية داخل وزارة التربية، لكن بعد الجائحة منعت، وأيضا مع وجود بعض الظروف الاقتصادية والاجتماعية وبعض المؤسسات التي ضعف دورها، كل ذلك أحدث أثرا، وطرح تساؤلا: هل لدينا فن؟». وقدم نصائح عدة لتنشيط الذائقة الفنية، مضيفا: «نعود إلى البداية الحقيقية للفن وهي المدارس، وتجديد رؤية وتسويق الفن في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فهو الراعي الرسمي، وهناك مؤسسات أخرى يجب أن تدخل في هذا الإطار، ولا بد من إعادة التفكير في القوانين الموجودة التي تحرم الفنانين من الظهور، وفي المقابل هناك دول أخرى حولت الفن إلى جانب تسويقي في مجتمعاتها وانطلقوا الآن». أهمية التعليم بدورها، أكدت البقشي أن هناك أهمية تكمن في الجانب الفني بالتعليم، لافتة إلى أن «التعليم يصنع المجتمع ويؤثر على طريقة التفكير، ويجب علينا تطوير الطرق لتوصيل المعلومة، ليس فقط في مادة التربية الفنية أو التربية الموسيقية، ولكن فيما يخص جميع المواد حتى يتعلم الطلبة كيفية التفكير، والنقد، وأيضا تنمية الحس الفني والتفكير تنطبق على جميع المواد«. وأضافت أن»موضوع الذائقة الفنية مهم ويترجم إلى مستوى الفنانين بالكويت والخليج بشكل عام، ويؤثر على ثقافة المجتمع، وكيف يرى المجتمع نفسه الفنانين، ويركز على دور الفنانين في المجتمع، فنحن لدينا ثقافة، ودور مجتمعي يجب أن نطبقه، الموضوع لا يتعلق بالإنتاجية فقط، والشهرة، وإقامة معرض«، واقترحت أن»يكون هناك بناء لنطاق حواري، وبناء ثقافة معينة تترجم إلى أشياء أخرى مثل افتتاح متاحف، وتقدير حاجتنا من التخصصات، معارض، تقدير الثقافات والمهارات الموجودة».
مشاركة :