الشاهين الاخباري – نانسي كنعان عانت العديد من فتيات المجتمع الأردني مما يسمى بزواج القاصرات الذي أخفى ملامح طفولتهن وانخرطن بمفهوم الزوجية وأيديهن مكبلة بالعادات . قانون الأحوال الشخصية الأردني يمنع زواج الفتيات دون سن 18 إلا في حالات استثنائية حددها ،إلا أننا نرى أن كثيرا من القاصرات يتزوجن دون السن القانوني ودون وجود أسباب قانونية تبيح زواجهن ،كما تنص المادة (10من الفقرة أ) من قانون الأحوال الشخصية على أنه “يشترط في أهلية الزواج أن يكون الخاطب والمخطوبة عاقلين وأن يتم كل منهما ثماني عشرة سنة شمسية من عمره ” وبينما جاء في (الفقرة ب) من القانون “على الرغم ما ورد في الفقرة (أ) من هذه المادة فيجوز للقاضي وبموافقة قاضي القضاة أن يأذن في حالات خاصة بزواج من أكمل الخامسة عشرة سنة شمسية من عمرة وفقاً لتعليمات يصدرها لهذه الغاية إذا كان في زواجه ضرورة تقتضيها المصلحة ويكسب من تزوج وفق ذلك أهلية كاملة في كل ما له علاقة بالزواج والفرقة وآثارهما” إن زواج القاصر في المجتمع ينقسم الى شقين ،الاول ما يكون لظروف اقتصادية واجتماعية،وما يعنيه بالمادية والاجتماعية حاجة الأسرة للمادة ،وان الشق الآخر ما يكون خوفا من الأنحراف والمقصود به ان الفتاة عندما تكون بسن حرجة تكون بأمس الحاجة الى الرعاية والمتابعة وقد لا تجد هذه الرعاية وعلى الرغم من مصادقة الاردن على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تنص على “أن الطفولة يبدأ من عمر يوم لادة الطفل الى ثمانية عشر عاماً” ولكنه لم يلتزم بهذه المصادقة كما أن اي زواج يتم بخلاف الحالات الاستثنائية التابعة لدائرة قاضي القضاة فهو يعتبر “زواج قاصر”لأن الفتاة عندما تتزوج بسن اقل من ثمانية عشر عاما فهذا يعني بحد ذاته تعرضها لعنف في طفولتها التي حرمت منها وبتخليها ايضا عن مقاعد الدراسة من أجل زواج لن يستمر طويلا ليستقر بطلاق مبكر. مفهوم الزواج المبكر : هو زواج احد الطرفين او كلاهما الذي يتم قبل بلوغ السَن القانوني (اي لم يتمم الثامنة عشر من العمر )عادة ما تكون المرأة هي الطرف في هذه العلاقة . القاصر : هو كل شخص تحت سن الثمانية عشر عاماً حيث يعرف الفرد القاصر (قانونياً):كل من لا زال في مرحلة الطفولة ،عاجز عن تولي مسؤولية نفسه وحده يكون مرتبطاً بشكل كلي ومباشرة بعائلته ولا يزال واقعاً تحت وصاية والده او شخص مسؤول عنه بصفة عامة . وزواج الفتاة وعي فس سن الصصغير قد يؤدي لممارسة العنف ضدها ،ولا يقتصر على العنف الجسدي وإنما يتعدى إلى أشكال عديدة ، منها : 1. النظرة الدونية للمرأة . 2.حرمانها من المشاركة في صناعة القرارات الأسرية . 3.ضرب المرأة والانجاب المتكرر ، وتحميلها أعباء الاعمال الشاقة. 4.إساءة استخدام الطلاق 5.عدم الحصول على التعليم المناسب . 6.حرمانها من العمل . وهذا قد يعد أحد عوامل التوترات النفسية ، حيث ان حالات الاكتئاب ،القلق ،الاحباط، وضعف الثقة بالنفس تكثر عند من تزوجن في سن مبكر ،لأن الفتاة تجهد نفسها امام مسؤليات الزواج .اضافة الى عدم نضجها فهي ما زالت متقلبة العواطف والاراء ولا تزال حاجتها العاطفية دون اشباع . اسباب زواج القاصرات يعتبر التزويج المبكر هو انتهاك صارخ لمرأة وطفل يتجسد في نفس الشخص . حيث نصت القوانين والاتفاقيات الدولية على حماية حقوق الطفل وتأمين احتياجاته الاساسية وكل ما يضمن عيشة بكرامة . اشترطت القوانين عدم تضارب الوصاية او الولاية مع مصلحة الطفل الفضلى ، وقد كان مبرر اولياء الامور للزواج المبكر هو تخفيف من حدة الفقر أو العبء الناتج من اعالة اسرة كبيرة من ضمنها فتيات ،وتوفير الحاية للصغيرات منهه (خاصة في حالات الحروب واللاجئين ) بعض الانظمة نصت صراحة على احترام رغبة الطفل حتى لو خالف الامر لويه معتبرة ان هذا يمثل خرق لحقه وكسر لإرادته ويمكن تلخيص الاسباب كما يلي : 1 .الحروب : أن ثمن الحروب باهظ جداً .والثمن ليس فقط ذاك الذي يدفع على ارض المعركة من قتلى وجرحى ونازحين ومشردين ومعاقين ،بل هناك ثمن من نوع آخر ،يبتلع صغيرات ،ويزج بهن في حفلات زواج مبكر . 2.الفقر : من أهم الاسباب المؤدية الى زواج القاصرات ، والذي ينتشر بشكل كبير في المناطق الفقيرة ،والذي يكثر فيها عدد افراد العائلة الواحدة ، مما يؤدي الى اجبار الاهالي لتزويج بناتهم في عمر صغير من اجل التخلص من مصروفهن وتفاقتهن 3. العادات والتقاليد : تعتبر من الاسباب المؤثرة تأثيراً مباشراً في زواج القاصرات ،فتنتشر هذه الافكار في المجتمعات التي تعتمد على الموروث الاجتماعي المرتبط بتزويج الفتيات بعمر صغير ،كجزء من العادات المتعارف عليها . 4.الجهل الفكري : والذي ينتشر بين العائلات التي لا تدرك مدى الخطورة ، والضرر في تزويج الفتاة في عمر صغير ،ولا يقدرون انها غير قادرة على تحمل مسؤولية زوج ، ابناء وغيرها من المسؤوليات العائلية الاخرى والخوف من ارتفاع معدل العنوسة مما يدفع الأب او الأم الى يزويج ابنتهما من رجل قد لا يكون مسؤولاً او قد يكون السبب الخوف من المجهول والمستقبل .والاعتقاد الخاطىء بأن الزواج يحمي الفتاة من الانحراف والدخول في طرق ملتوية ، حيث يصبح الزواج حاجة ماحة للحفاظ على شرف العائلة . 5. القوانين غير الفعالة في منع زواج القاصرات : حيث ان كثير من البلدان لديها قوانين تمنع تزويج الصغيرات لكنها غير فعالة ولا يعمل بها لأنها تخالف عادات المجتمعات واعتقاداتهم الدينية . الأثار السلبية الناتجة عن زواج القاصرات حيث يمكن تقسيم الأثار السلبية الناتجة عن زواج القاصرات الى قسمين (اثار صحية و اثار نفسية واجتماعية ) الاثار والمشاكل الصحية فيما يخص الأنثى ،لابد من نمو اعضائها التناسلية استعدادً للحمل والولادة .فأفضل سن لزواج الفتاة من 30-20 سنة وهي سن الخصوبة المناسبة من ناحية استقرار الرحم واستيعابه للجنين وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية ان الفتيات اللواتي تقل اعمارهن عن 15سنة تزداد نسبة وفاتهن 5 اضعاف اذ يشكلن ربع الوفيات من نصف مليون امرأة تموت سنويا بسبب مضاعفات الحمل والولادة ومن اهم هذه الاسباب هي : 1 . النزيف مباشرة بعد الولادة 2. تعفن الدم زتلوث الدم بالبكتيريا 3. تسمم الحمل والتخلص من المشيمة بعد الولادة ومن المشكلات الصحية التي تواجهها القاصرات بسبب الزواج المبكر : 1.تمزق المهبل والاعضاء المجاورة له من اثار الجماع 2. الالتهابات في الجهاز التناسلي والبولي والتهابات منتقلة جنسياً يمكن ان تتسبب في العقم 3. فقر الدم ومشاكل التغذية والافتقار للرعاية الصحية 4. ازدياد نسبة الاصابة بمرض هشاشة العظام في سن مبكرة نتيجة الكلس 5. الأجهاض 6. انغراس المشيمة في موقع متدني من الرح 7. زيادة نسب الاصابة بسرطان عنق الرحم 8. ظهور التشةهات العظمية في الحوض والعمود الفقري ولا يقتصر آثار الزواج المبكر الصحية فقط على الام ولكن يمكن ان تمتد لتصل الى الجنين ويتعرض الطفل للامراض المتكررة ومضاعفات مثل : 1.قصور في الجهاز التنفسي لعدم اكتمال نمو الرئتين 2. اعتلالات الجهاز الهضمي 3. تأخر النمو الجسدي والعقلي 4. زيادة الاصابة بالشلل الدماغي 5. الاصابة بالعمى والاعاقات السمعية 6. اختناقات الجنين في بطن الام نتيجة القصور الحاد في الدورة الدموية المغذية للجنين الأثار والأعراض النفسية زواج الطفلة قد يتسبب بمعاناتها من الحرمان العاطفي من حنان الوالدين والحرمان من عيش مرحلة الطفولة وقد يؤدي ذلك الى الاصابة بأمراض نفسية مثل : الهستيريا والفصام والأكتئاب واضظرابات الشخصية ، كما ينجم عن ذلك اضظرابات في العلاقات الجننسية بين الزوجين ، بفعل عدم ادراك الطفلة لطبيعة العلاقة ما يؤديالى عدم نجاح العلاقة وصعوبتها ومن الاثار النفسية على الاطفال لام قاصرة ، تتمثل بالشعور بالحرمان فلا يمكن للام القاصرة ان تقوم بعملها كأم ناضجة ومن الممكن ان تؤدي الاضظرابات النفسية الى امراض نفسية في الكبر كالفصام والاكتئاب الأثار والاعراض الاجتماعية تفقد الفتاة هويها الاجتماعية ،وتشعر بأنها لا تمتلك شخصية خاصة بها ، وذلك لشعورها بالحرمان من ابسط حقوقها في الحياة ، وفي الحصول على التعليم المناسب ،كما انها لا تمتلك الثقافة الكافية للتعامل مع الاطفال لانها ما زالت في مرحلة الطفولة لذلك لا تكون مستعدة لتقبل التعامل مع الاطفال وهي في مرحلة عمرية غير مناسبة ، ومن المشكلات الاجتماعية التي تترتب على زواج الفتاة وهي قاصر على سبيل المثال : 1.تسرب الزوجة القاصر من التعليم بعد الزواج ،وفقدانهن حق التعليم 2.حدوث الطلاق بسبب كثلرة المشاكل الزوجية وذلك لعدم اتقان الوزوجة بواجباتها المنزلية 3.اجبارها القيام ببعض الاعمال التي لا تستطيع القيام بها 4.عدم قدرة الفتاة على ابداء رايها في امور تخص حياتها وذلك لصغر سنها 5. وقوع الفتايات ضحايا العنف الاسري الوسوم الشاهين الاخباري زواج القاصرات
مشاركة :