طرابلس - نفى الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق، اليوم الأربعاء دعوة رئيس المجلس عقيلة صالح إلى الحرب، خلال كلمته التي ألقاها في اجتماع سرت أمس الثلاثاء ما يشير الى حجم التوتر والخلافات في ليبيا. وفي صفحة مجلس النواب بموقع "فيسبوك" قال بليحق "ننفي ما يحاول البعض ترويجه من أكاذيب عن كلمة رئيس المجلس في اجتماع سرت حول دخول الحكومة للعاصمة طرابلس بقوة السلاح ، ومن بينهم الناطق باسم الحكومة منتهية الولاية المغتصبة للسلطة بقوة السلاح". وتابع "لقد أكد، عقيلة صالح، خلال كلمته بشكل واضح لا لبس فيه بأن دخول العاصمة يكون بأحد المسارين أما القتال أو موافقة المجموعات المسلحة، وتكون الحكومة تحت سيطرتهم". وقال انه "تجنباً لاراقة الدماء فإن مدينة سرت التي تتوسط البلاد هي الحل الضامن لتحرر الحكومة من السيطرة عليها في غير ما يقره القانون". والاثنين اعلن الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية، محمد حمودة رفض الحكومة لما وصفه بـ "دعوة رئيس مجلس النواب، عقيلة لدخول طرابلس بالقتال والحرب". وقالت حكومة الدبيبة أنها لن تسمح لأي طرف باستخدام القوة أو العنف من أجل الفوضى وتنفيذ الأجندات السياسية الخاصة وفرضها بالقوة محذرة من "مساعي من بعض الأطراف لسحب أموال من إيداعات المواطنين في المصارف التجارية يخشى أن تستخدم لتمويل الحروب" ، بحسب قول الناطق. واتهم انصار الدبيبة كلمة عقيلة "دعوة إلى تجديد الحرب بين الفرقاء السياسيين في البلاد". وكان مجلس النواب قد كلف الحكومة الجديدة، وأدت اليمين القانونية أمامه بداية آذار/ مارس الماضي، إلا أنها لم تتمكن من استلام مهامها ودخول عاصمة البلاد بسبب إصرار حكومة الدبيبة على عدم تسليم السلطة الا لجهة منتخبة. وحاولت حكومة باشاغا في مناسبتين دخول طرابلس إلا أن قوات داعمة للدبيبة حالت دون ذلك، وأدت المحاولة الأخيرة لحدوث اشتباكات في طرابلس سرعان ما انتهت بعد انسحاب باشاغا منها باتجاه سرت. وكان باشاغا قد صرح في أكثر من مناسبة رفضه اللجوء للقوة في دخول طرابلس. وقرر بعد محاولته الأخيرة اعتماد مدينة سرت كمقر مؤقت لحكومته التي لم تنل الاعتراف الدولي حتى الآن. من جانب اخر دعا الدبيبة، الأربعاء، إلى استئناف بيع النفط ثم التفاهم على آلية توزيع إيراداته بين مناطق البلاد. وقال الدبيبة في كلمة خلال اجتماع لمجلس الوزراء بالعاصمة طرابلس، نقلها إعلام محلي: "يجب استئناف بيع النفط أولا، ومن ثم التفاهم على آلية توزيع الإيرادات، لانتهاز فرصة ارتفاع أسعار الطاقة في العالم". ومنذ 17 أبريل/ نيسان المنصرم، يشهد قطاع النفط في ليبيا موجة إغلاقات للحقول والموانئ من جانب جماعات قبلية في الجنوب والوسط والجنوب الغربي والشرقي. من ناحية أخرى، جدد الدبيبة رفضه لأي دعوات للاقتتال بين الليبيين، مؤكدا أن حكومته "ما تزال تمد يدها للسلام والحوار". وزاد "كثير من الأطراف تتحدث عن الحرب والقتال ودخول طرابلس، لكن نحن مصممون على التمسك بشعار لا للحرب والاختلاف بين أبناء الشعب الليبي". وشدد على التزام حكومته بعدم الإسهام في اندلاع حرب جديدة بين الليبيين، مضيفا: "عازمون على الدفاع عن الشعب الليبي بالسلام حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا". ودعا إلى جلوس الأطراف الليبية لمناقشة الانتخابات، وتكوين قاعدة دستورية لإجراء هذه الانتخابات وإنهاء المرحلة المؤقتة التي تمر بها البلاد.
مشاركة :