بيروت - اتهمت السفارة الأوكرانية في بيروت روسيا بسرقة شحنات قمح تقدر بنحو 100 ألف طن من أوكرانيا وشحنها إلى سوريا وذلك منذ بداية الغزو في فبراير/شباط الماضي. ووصفت العملية المزعومة بأنها "أنشطة إجرامية". وقالت في بيان إن الشحنات تشمل واحدة على متن السفينة ماتروس بوزينيتش التي ترفع العلم الروسي والتي رست في ميناء اللاذقية السوري في أواخر مايو/أيار. وأظهرت بيانات من رفينيتيف أن ماتروس بوزينيتش حملت شحنة من القمح من ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، بتاريخ مغادرة 19 مايو/أيار وموقع تفريغ الشحنة محدد على أنه سوريا. وأظهرت لقطات بالأقمار الصناعية من بلانيت لابس (بي.بي.سي) في 29 مايو/أيار أن السفينة ذاتها راسية في اللاذقية. وقالت نقلا عن أجهزة إنفاذ قانون أوكرانية إن القمح الذي نقل على متن السفينة "سٌرق" من منشآت تخزين أوكرانية في مناطق احتلتها حديثا القوات الروسية، بينما لم تنف أو تؤكد وزارة الدفاع الروسية ووزارة الإعلام السورية ذلك إلى، لكن موسكو سبق لها ونفت اتهامات مماثلة بسرقة القمح الأوكراني. وأضافت السفارة "القمح مسروق من منشأة تجمع القمح من ثلاث مناطق أوكرانية في صومعة واحدة. هذا نشاط إجرامي"، مشيرة إلى أنها حاولت التواصل مع السلطات السورية لكنها لم تتلق ردا. وذكرت كذلك أن أكثر من مئة ألف طن من القمح الأوكراني "المنهوب" وصل لسوريا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. ومع وصول أسعار القمح العالمية لما يفوق 400 دولار للطن، فإن تلك الكمية تقدر قيمتها بأكثر من 40 مليون دولار. وروسيا مصدر مهم لواردات القمح لسوريا منذ بدء الحرب الأهلية هناك في 2011، وهي واردات تجارية ومساعدات إنسانية. كما زودت موسكو الرئيس بشار الأسد بدعم عسكري حيوي خلال الصراع وأرسلت قواتها الجوية لسوريا في 2015. وتعهدت روسيا بتزويد سوريا بمليون طن من القمح بموجب اتفاق ثنائي في 2021 وفقا لما ذكرته إنترفاكس. وتضمنت واردات دمشق شحنات من شبه جزيرة القرم. ووفقا لبيانات تتبع حركة السفن من رفينتيف فقد حددت ماتروس بوزينيتش وجهتها في البداية على أنها بيروت لكنها أغلقت أجهزة الإرسال في 25 مايو/أيار قبالة الساحل اللبناني. وأعادت السفينة أمس الأربعاء أجهزة إرسالها للعمل وتم تتبعها وهي تبحر غربا بعيدا عن الساحل السوري وفقا لتحركات ظهرت على موقع 'مارين ترافيك.كوم' لتتبع حركة الملاحة. في بيان الشهر الماضي، قالت وزارة الزراعة الأوكرانية إنها رصدت سرقة 500 ألف طن من القمح بالفعل من المناطق المحتلة في البلاد، مضيفة أن القمح يتم إرساله إما إلى روسيا، من مناطق خاركيف ودونيتسك ولوجانسك، أو إلى شبه جزيرة القرم من منطقتي زاباروجيا وخيرسون. وفي أبريل/نيسان، نفى الكرملين مزاعم بسرقة القمح وقال إنه لا يعلم من أين جاءت مثل تلك المعلومات. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي آندري رودينكو قوله في 25 مايو/أيار إن روسيا تنفي نفيا قاطعا تقارير وردت في وسائل إعلام غربية عن سرقة القمح من أوكرانيا وقال "لا نسرق أي شيء من أي أحد". لكن وكالة تاس للأنباء ذكرت نقلا عن كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة المدنية-العسكرية الموالية لروسيا في وقت سابق هذا الأسبوع أن منطقة خيرسون الأوكرانية التي تخضع حاليا للسيطرة الروسية بدأت في تصدير القمح لروسيا. ولم يذكر كيف تم تنسيق مسألة الدفع مقابل تلك الصادرات. وفي الشهر الماضي، شكرت أوكرانيا مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، على رفضها شحنة روسية قالت كييف عنها أيضا إنها مسروقة من أوكرانيا. وفي خضم تصاعد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، سادت مخاوف من أزمة غذائية عالمية وسط توقعات باضطرابات شديدة في إمدادات العالم من الغذاء من كل من روسيا وأوكرانيا أكبر مصدرين للقمح ولمواد غذائية أخرى منها الذرة وزيت الطبخ. كما أثار مسؤولون مخاوف من سيطرة روسيا على مخازن القمح الأوكرانية وأن ذلك قد يشكل تهديدا للأمن الغذائي في العالم، فموسكو التي تواجه عقوبات غربية لن تقدر على تصدير القمح الأوكراني وإذا أرادت تصديره فالعملية ستواجه عقبات كثيرة منها أن دولا لن تقبل قمحا مسروقا مخافة أن تقع تحت طائلة العقوبات الغربية.
مشاركة :