ثقافة لا أعبدُ ما تعبدون

  • 6/3/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ثقافة لا أعبدُ ما تعبدون    منقذ داغر توقفت منذ مدة عن الاستشهاد بالآيات القرآنية،لاقتناعي بما قاله الإمام علي (ع) بأنه حمّال أوجه،لكني أجد هنا أن الإستشهاد بسورة (الكافرون) للتدليل على احترام الآخر ورُقي الحوار الرباني مهم لإيصال فكرتي. فالحراميه لم يكتفوا فقط بسرقتنا بأسم الدين،وأنما أوغلوا(وانا هنا لا اتحدث عن المتدينين بل الحراميه منهم)في إهانة الآخر وأستعباده وتجهيله وعدم مواطنته بأسم الدين.لقد شاهدت ذلك الشرطي الذي يفترض انه يحمي القانون وهو يعتدي على سكير في الشارع،ويضربه ويهينه حميةً للدين والاخلاق! ذكرتني هذه الحادثة بتنمر الكثيرين سواء في السلطة او المؤسسات أو حتى مواقع التواصل على كل من يخالف معتقدهم او لا يتفق مع آرائهم.أنهم لا ينظرون للآخر بصفته مواطن أو غير مواطن،بل بصفته مؤمن أو كافر،وليس بصفة أنه يعيش معهم في وطن أسمه العراق،بل هل يعيش معهم في دار الاسلام الذي يعيشون فيه أم في دار الكفر الذي يعيش فيه الآخرون. لاحظوا أن الخُلُق الإلهي السامي لم يأمر الرسول (ص) أن يقول للكافرين أني (أنبذ،أو أحتقر،أو حتى أزدري)ما تعبدون،بل أمره أن يكتفي بمخاطبتهم قائلاً (لا) أعبد ما تعبدون!! لا بل أنه سمّى كفرهم ديناً فقال (لكم دينكم)! انها قمة الاحترام للآخر المختلف عني ديناً وايماناً وعقيدة!! أعلم جيداً ان بعض المتفيهقين سيخرّجون هذه السورة مائة تخريجة كي يدّعوا(كما أدعى الدواعش)ان الله أمرنا أن نقسوا ونحارب الكفار،لكن النص صريح ولا يحتاج لمحتكري الفضيلة والحقيقة كي يفسروه لنا. فاذا كان هذا هو الخطاب المطلوب في مواجهة الكفار،فما بالك بما ينبغي ان يُخاطب به مواطنو بلدك من المسلمين او المؤمنين بديانات أخرى؟!! الكفر لغةً هو جحود النعمة وإخفاءها،وأي كفرٍ أكبر من جحود نعمة هذا الإسلام(المتسامح)التي حبانا بها الله. نحن اتباع (لكم دينكم) الذين اوصانا الله ان نحب الجميع ونخاطبهم بلينٍ ورأفة.نحن اتباع دين(أخٌ لك في الدين او الانسانية).نحن اتباع(ولا تُسألون عما كانوا يعملون).ببساطة نحن اتباع دين المواطنة لا اتباع دين (المؤامنة)،فلا تتخذوا من(المدنّس)وسيلة لانتهاك حقوقنا بأسم(المقدّس)،وإن كان لا بد من مدنسٍ ومقدس فليس من مقدسٍ اكثر من كرامة الانسان(أي أنسان)،وليس من مدنسٍ أكثر من إستحلال دم الانسان وماله وعرضه بأسم الدين. بقي سؤال أخير لهذا الشرطي المتنمر(الذائد عن الدين)،هل كنت ستضرب سياسياً او موظفاً  مرتشياً أو خائناً للامانة وتهين كرامته بنفس القسوة؟!

مشاركة :