لا تزال الأزمة بين العراق وتركيا تراوح مكانها، إذ طلبت بغداد من أنقرة سحب كامل قواتها، وسط تأكيدات على أنّ الانسحاب الجزئي المفترض لا يمثّل في حقيقته سوى إعادة نشر للآليات التي توغّلت داخل الأراضي العراقية، في الأثناء شنّ الطيران الفرنسي ولأول مرّة غارات جويّة في العراق باستخدام صواريخ عابرة جو- أرض على مواقع تنظيم داعش. وطالبت الحكومة العراقية أمس تركيا بسحب كامل القوات التي نشرتها في العراق دون موافقة بغداد، لتعبر بذلك عن عدم رضاها على الانسحاب الجزئي لهذه القوات الذي تم أول من أمس. وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، أنّ مجلس الوزراء ناقش الأزمة مع تركيا، مجدّداً موقفه الثابت بضرورة استجابة الجارة تركيا لطلب العراق بالانسحاب الكامل من الأراضي العراقية واحترام سيادته الوطنية. إعادة انتشار في السياق، أفادت مصادر نيابية أنّ الانسحاب الجزئي المفترض للقوات التركية من الأراضي العراقية، لا يعدو أكثر من كونه إعادة نشر للقطع العسكرية التي توغلت في الأراضي العراقية. وذكرت المصادر أنّ تركيا قررت إعادة نشر قواتها بشكل كامل في معسكر بعشيقة جراء الضغوط الدبلوماسية التي مارسها العراق تجاه أنقرة. إلى ذلك، قالت مصادر في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أنّها تتوقع زيارة قريبة للغاية لوزير الدفاع التركي عصمت يلماظ إلى بغداد للبحث معمقاً في الأسباب التي أفضت إلى التوغل التركي وسبل إنهائه بما ينهي الأزمة الراهنة التي اشتدت مع توجه العراق إلى مجلس الأمن الدولي للضغط على تركيا من أجل سحب قواتها. اقتصادياً، قالت مصادر محلية متطابقة من محافظات وسط وجنوبي البلاد إن المحافظات التسع في وسط وجنوب البلاد قرّرت تطبيق ما وصفته المقاطعة المدروسة للبضائع التركية، والابتعاد عن القطع السريع والمباشر للعلاقات الاقتصادية مع تركيا، كونها ستلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد العراقي. وأشارت المصادر إلى أنّ قرار المقاطعة المدروس سيقر مبدأ مطالبة العمال الأتراك العاملين في مشروعات تركية وسط وجنوبي البلاد بمغادرة ووقف مشاريعهم إذا ما أصرت تركيا على عدم سحب قواتها بشكل كامل من الأراضي العراقية. وصول مسؤول في الأثناء، وصل وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ أمس إلى العراق. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وسائل إعلام عراقية أنّ يلماظ سيلتقي نظيره العراقي خالد العبيدي ورئيس الوزراء حيدر العبادي، بهدف ترتيب آليات وجود المدربين العسكريين الأتراك. يأتي ذلك في وقت أشادت الولايات المتحدة ودول أوروبية بقرار تركيا نقل جزء من قواتها المتمركزة في معسكر بعشيقة قرب الموصل إلى شمالي العراق، واعتبرتها خطوة تساعد على نزع فتيل الأزمة مع بغداد. صواريخ عابرة ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في باريس، أنّ الطيران الحربي أطلق للمرة الأولى أمس صواريخ عابرة جو- أرض على مواقع لتنظيم داعش أثناء غارة جوية في العراق. وأوضحت الوزارة في بيان أنّ الغارة شنت وشاركت فيها عشر طائرات مطاردة رافال وميراج 2000 مجهزة بقنابل وبصواريخ عابرة. تفجيرات مفخّخة ميدانياً، أفادت مصادر بمحافظة الأنبار بمقتل 68 شخصاً على الأقل من الجيش العراقي وقوات الطوارئ والحشد العشائري. وتم استهداف وحدات من الجيش وقوات الحشد العشائري أمس، بتفجير أربع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون من تنظيم داعش شرق الرمادي، حيث قتل ثلاثون شخصاً منهم. وفي حادث منفصل، قالت مصادر أمنية إنّ 15 من أفراد الجيش العراقي وأبناء الحشد العشائري قتلوا في هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين لتنظيم داعش غربي الرمادي، فيما قتل 23 من الحشد العشائري في تفجير ست عربات مفخخة من داعش شمالي المدينة.
مشاركة :