طهران - الوكالات: توعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بردّ «فوري» على أي خطوة «سياسية» في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع، في ظل تحضير دول غربية مشروع قرار يدعو طهران إلى التعاون مع الوكالة الأممية. ويأتي هذا الموقف غداة تأكيد الولايات المتحدة أنها تعدّ مع ثلاث دول أوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) مشروع قرار يحضّ إيران على «التعاون الكامل» مع الوكالة، بعد إعلان الأخيرة الأسبوع الماضي أن طهران لم تقدم إيضاحات وافية بشأن أسباب العثور على آثار مواد نووية في مواقع غير مصرّح عنها. وقال أمير عبداللهيان في اتصال هاتفي مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن «أي خطوة سياسية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث ستدفع بلا شكّ الى رد فعل متّسق، فعاّل، وفوري من جانب الجمهورية الإسلامية»، وذلك وفق بيان صادر عن الخارجية الإيرانية. ورأى وزير الخارجية الإيراني أن إعداد الدول الغربية مشروع القانون «يتعارض مع الممارسة الدبلوماسية، ومتسرّع وغير بنّاء، وسيجعل مسار التفاوض أكثر صعوبة وتعقيدا»، من دون تقديم إيضاحات بهذا الشأن. ويأتي هذا التجاذب في وقت يهيمن الجمود على المباحثات بين إيران والقوى الكبرى الهادفة الى إحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي لعام 2015، والذي انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي في 2018. وكانت الوكالة الأممية التي تتخذ من فيينا مقرا قد قالت في تقرير يوم الاثنين إن إيران لم تقدم توضيحات وافية بشأن آثار لمواد نووية تم العثور عليها في ثلاثة مواقع لم تصرّح عنها بأنها شهدت أنشطة كهذه، هي مريوان ورامين وتورقوزآباد. وينظر إلى إقفال الملف الذي يشكّل نقطة تجاذب منذ مدة طويلة على أنه محوري في سياق جهود إحياء الاتفاق النووي. وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس الخميس أن لدى واشنطن «مخاوف جدية للغاية»؛ لأن «إيران لم ترد بشكل موثوق على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضاف: «يمكننا أن نؤكد أننا نعتزم الانضمام إلى المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا في تقديم مشروع قرار بشأن ضرورة التعاون الكامل لإيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وتشتبه دول غربية وإسرائيل في أن إيران تسعى لتطوير سلاح ذرّي، وهو ما تنفيه طهران على الدوام مؤكّدة الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وانتقد أمير عبداللهيان زيارة المدير العام للوكالة الذرية رافايل جروسي لإسرائيل، حيث التقى رئيس وزرائها نفتالي بينيت الجمعة. واعتبر الوزير الإيراني أن هذه الزيارة «تناقض مبدأ الحيادية» التي يجب أن تتمتع بها الوكالة الأممية، إضافة إلى وضعها «التقني والمهني». وأكد بينيت لجروسي استعداد إسرائيل لاستخدام «حقها في الدفاع عن النفس» في مواجهة البرنامج النووي الإيراني. وسبق لطهران أن اتهمت اسرائيل بالوقوف خلف عمليات تخريب طالت منشآتها النووية، إضافة الى اغتيالات بحق علمائها النوويين.
مشاركة :