سيطرة شركات صناعة السلاح على الكونجرس الأمريكي

  • 6/4/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تألمت‭ ‬كثيراً‭ ‬عندما‭ ‬قرأت‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬عندما‭ ‬اغتال‭ ‬19‭ ‬طفلاً‭ ‬بين‭ ‬السابعة‭ ‬والعشر‭ ‬سنوات‭ ‬ومدرستين‭ ‬وزاد‭ ‬عليهم‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬موت‭ ‬زوج‭ ‬إحدى‭ ‬المدرستين‭ ‬عندما‭ ‬توقف‭ ‬قلبه‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬موت‭ ‬زوجته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حب‭ ‬حياته‭ ‬وتزوجا‭ ‬منذ‭ ‬27‭ ‬عاماً‭ ‬وترك‭ ‬وراءه‭ ‬أربعة‭ ‬أبناء‭ ‬أبرياء‭.. ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬أي‭ ‬مستقبل‭ ‬مؤلم‭ ‬ينتظرهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقدوا‭ ‬والديهم‭.‬ كم‭ ‬هن‭ ‬مفجوعات‭ ‬أولئك‭ ‬الأمهات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شاهدن‭ ‬جثث‭ ‬أطفالهن‭ ‬الذين‭ ‬ذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬مدارسهم‭ ‬ببراءة‭ ‬ولم‭ ‬يتوقعوا‭ ‬لا‭ ‬هم‭ ‬ولا‭ ‬آباؤهم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬المأساوي‭ ‬سيكون‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬القصيرة‭.‬ ما‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬النفسي‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬شابا‭ ‬هادئا‭.. ‬لم‭ ‬يعتد‭ ‬قط‭ ‬على‭ ‬أحد‭.. ‬ليرتكب‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬البشعة‭.. ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الكمية‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬الحقد‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬حطم‭ ‬سعادة‭ ‬23‭ ‬أسرة‭ ‬بريئة‭.. ‬ما‭ ‬قرأته‭ ‬في‭ ‬الإنترنت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬فقيرة‭ ‬مفككة‭.. ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬من‭ ‬والديه‭.. ‬وأمه‭ ‬مدمنة‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭.. ‬وكان‭ ‬يتعرض‭ ‬كثيراً‭ ‬للاستهزاء‭ ‬والتجريح‭ ‬بسبب‭ ‬فقره‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬هاجمها‭.. ‬وكان‭ ‬يتحمل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التنمر‭ ‬الحقير‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلبة‭ ‬المعقدين‭.. ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يرد‭ ‬عليه‭.. ‬لينطوي‭ ‬ويعزل‭ ‬نفسه‭ ‬عنهم‭.. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أحالوا‭ ‬حياته‭ ‬إلى‭ ‬عذاب‭ ‬مستمر‭ ‬لينفجر‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جريمته‭ ‬البشعة‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يكمل‭ ‬بعد‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبله‭.‬ وكلنا‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬الطلبة‭ ‬المتنمرين‭ ‬هم‭ ‬أيضاً‭ ‬ضحايا‭ ‬لآبائهم‭ ‬المعقدين‭ ‬الذين‭ ‬يضربون‭ ‬ويحقرون‭ ‬أبناءهم‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭.. ‬فيضعون‭ ‬قهرهم‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬منهم‭ ‬مادياً‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬هادئ‭ ‬منعزل‭ ‬عن‭ ‬زملائه‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭.. ‬ويتراكم‭ ‬القهر‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬المساكين‭ ‬ويصبرون‭ ‬متألمين‭ ‬مع‭ ‬ظروفهم‭ ‬القاسية‭ ‬التي‭ ‬يعيشونها‭.. ‬ليصبوا‭ ‬يوماً‭ ‬عذابهم‭ ‬في‭ ‬اعتداء‭ ‬وحشي‭ ‬نذل‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاعتداء‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬رشاشاً‭ ‬وارتدى‭ ‬قميصاً‭ ‬ضد‭ ‬الرصاص‭ ‬واتجه‭ ‬إلى‭ ‬مدرسته‭ ‬التي‭ ‬عانى‭ ‬فيها‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬تنمر‭ ‬أولاد‭ ‬صفه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يدرس‭ ‬بها‭ ‬ليحطم‭ ‬حياة‭ ‬23‭ ‬ضحية‭ ‬بريئة‭ ‬ويحيل‭ ‬حياتهم‭ ‬إلى‭ ‬حزن‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬نسيانه‭.‬ الذي‭ ‬يدهشني‭ ‬حقا‭ ‬إهمال‭ ‬القوانين‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭.. ‬كيف‭ ‬تسمح‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬يباع‭ ‬رشاش‭ ‬لشاب‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬المراهقة‭.. ‬دون‭ ‬فحص‭ ‬لقواه‭ ‬العقلية‭.. ‬وخلفيته‭.. ‬إنني‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬بلدا‭ ‬متقدما‭ ‬ينتشر‭ ‬فيه‭ ‬اغتيال‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬مثلما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭.. ‬واضح‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬أباطرة‭ ‬المال‭ ‬ومعظمهم‭ ‬صهاينة‭.. ‬يقفون‭ ‬ضد‭ ‬تحجيم‭ ‬بيع‭ ‬السلاح‭ ‬حتي‭ ‬لا‭ ‬تتقلص‭ ‬أرباحهم‭.. ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬والثراء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬العالم‭.. ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬فوضي‭ ‬عبثية‭ ‬وعدم‭ ‬اهتمام‭ ‬بأرواح‭ ‬الناس‭ ‬الأبرياء‭ ‬فقط‭ ‬لأن‭ ‬الأثرياء‭ ‬الرأسماليين‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يتقلص‭ ‬انتاج‭ ‬السلاح‭ ‬لزيادة‭ ‬أرباحهم‭ ‬المهولة‭.‬ أين‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وهم‭ ‬يتشدقون‭ ‬بها‭ ‬حول‭ ‬حكام‭ ‬العرب‭.. ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬ينتقد‭ ‬الممارسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الظالمة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬اغتصبوها‭.. ‬هل‭ ‬يستطيع‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬قوانين‭ ‬الأمن‭ ‬للدولة‭ ‬بمراقبة‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬عدد‭ ‬ضحايا‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬الشرطة؟‭ ‬بالطبع‭ ‬لا‭.. ‬لأن‭ ‬الشركات‭ ‬الضخمة‭ ‬الصهيونية‭ ‬وغيرها‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بذلك‭.. ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا‭ ‬الأبرياء‭.. ‬لذلك‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يوفروا‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬أزعجونا‭ ‬بها‭ ‬وهم‭ ‬يمارسون‭ ‬عكسها‭.‬

مشاركة :