أعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد الله بو حبيب اليوم (الجمعة) أن بلاده لن تتعاون مع الدول الأوروبية بشأن إبقاء النازحين السوريين في لبنان. وقال بو حبيب في تصريحات للصحفيين عقب اجتماعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون لإطلاعه على أجواء الزيارات التي قام بها أواخر الشهر الماضي إلى كل من بروكسل ونيويورك وواشنطن إن لبنان لم يعد باستطاعته تحمل وجود مليون ونصف نازح سوري على أرضه، وهم ليسوا من اللاجئين السياسيين، انما من اللاجئين الاقتصاديين والأمنيين، والحكومة السورية مستعدة لقبول عودتهم من دون أي عقاب ولا أي مشكلة. وأضاف "النازحون عندنا منذ 11 سنة، فيما الأوروبيون ما يزالون من دون خريطة طريق للانتهاء من هذه المعركة، ونحن في ظل عدم وجود أي خريطة طريق لنهاية هذا الوضع، لن نقبل أن نتعاون معهم في إبقاء النازحين عندنا". وتابع "كل ما نريده من المنظمات الدولية التي تدفع (مساعدات مالية) للنازحين السوريين هو أن تتوقف عن الدفع لهم في لبنان، بل في بلدهم بعد عودتهم إليه". وكان أبلغ لبنان الأمم المتحدة في أواخر أبريل الماضي بعدم قدرته على "تحمل وزر ملف النازحين السوريين من أجل مصلحة دول أخرى" دون تسميتها. وفي 9 مايو الماضي، طالب وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هيكتور حجار في المؤتمر السادس للاتحاد الأوروبي حول مستقبل سوريا والمنطقة في بروكسل المجتمع الدولي تعويض بلاده بـ30 مليار دولار من خلال خطة موزعة على فترة زمنية محددة" عن خسائر تكبدتها باستضافة النازحين السوريين على مدى 11 عاما. وتشير تقديرات الحكومة اللبنانية إلى أن لبنان يستضيف 1.5 مليون لاجئ سوري يعيش معظمهم في أكثر من الف و 400 مخيم عشوائي في مختلف المناطق اللبنانية. ويمر لبنان بأزمة صنفها البنك الدولي على أنها واحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن الـ19. وأدت أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية وصحية متشابكة في لبنان إلى انهيار عملته الوطنية وإلى تجاوز معدل الفقر نسبة 82 % مع تفاقم البطالة والتضخم وتآكل المداخيل والمدخرات وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار مع نقص في الوقود والأدوية وحليب الأطفال.■
مشاركة :