حذرت شخصيات لبنانية من شلل سياسي وانهيار اجتماعي في البلاد بسبب عدم وجود أغلبية برلمانية لإقرار القوانين، فيما دعا الرئيس ميشال عون الدول العربية للوقوف إلى جانب بلاده لمساعدتها على النهوض من وضعها المأساوي. وقال اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن اللبناني، إن مخاطر الشلل السياسي ازدادت منذ أن أسفرت الانتخابات التي جرت الشهر الماضي عن «برلمان متشرذم»، محذراً من كارثة في ظل عدم وجود أغلبية لإقرار القوانين. وأبدى إبراهيم قلقه بشأن عدم الاستقرار الاجتماعي قائلاً «نحن قلقون من عدم الاستقرار الاجتماعي أكثر من عدم الاستقرار السياسي في بلد يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات المالية في العالم». جاءت تصريحات إبراهيم خلال مقابلة نشرتها مجلة الأمن العام التي تصدرها المديرية العامة للأمن العام اللبناني. وقال: «هذه النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات يمكن أن تُحدث كارثة، لأن لدينا تكتلات سياسية كبيرة مع اتساع الفجوة بينها في مختلف القضايا، ولا توجد أغلبية لإقرار القوانين». ويقول محللون، إن المزيد من الانقسام في البرلمان يعزز احتمالات الشلل السياسي والتوتر بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين، في وقت تمس فيه حاجة البلاد إلى قرارات حكومية لمعالجة الأزمة الاقتصادية. وفي سياق آخر، قال اللواء عباس إبراهيم، إنه سيزور سوريا لإجراء محادثات مع القادة السوريين حول مصير صحفي أميركي فُقد في سوريا قبل 10 سنوات. وأضاف إبراهيم أن المسؤولين الأميركيين يريدون منه أن يستأنف جهوده لإعادة أوستن تايس وغيره من الأميركيين المفقودين في سوريا. واختفى تايس، الصحفي المستقل والجندي السابق في مشاة البحرية، أثناء إعداده تقارير في سوريا عام 2012. وقال إبراهيم إنه خلال محادثات سابقة مع دمشق بشأن تايس، طرحت سوريا مطالب تتعلق بانسحاب القوات الأميركية واستئناف العلاقات الدبلوماسية ورفع بعض العقوبات الأميركية. وقال إبراهيم إن «المسؤولين الأميركيين يريدون مني استئناف جهودي لحل هذه المشكلة، ويريدون عودة ناسهم، هذا ما يهدفون إليه». في غضون ذلك، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون حاجة بلاده إلى وقوف «الإخوة العرب» إلى جانبها من أجل المساعدة على الاستنهاض من وضعها المأساوي. وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان، إن ذلك جاء خلال استقبال عون أمس، وفد المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب. ونقل البيان عن عون القول: «نحن بحاجة إلى وقوف الإخوة العرب إلى جانبنا ونعرف أن لبنان لطالما كان قبلة الدول العربية ومعروفة روابط الأخوة التي تجمعنا ونحن نتطلع إلى لقاءاتكم من أجل المساعدة على استنهاض لبنان من الوضع المأساوي الذي نعيشه».
مشاركة :