إن ما تحظى به مواقع التواصل الاجتماعي في وقتنا الحاضر من اهتمام بالغ من قبل أفراد المجتمع السعودي إذا علمنا أن أكثر من نصف السكان يستخدمون الإنترنت. ورغم وجود إيجابيات كثيرة في مواقع التواصل من أهمها دور هذه المواقع كمنصة فورية للأخبار والمعلومات وكذلك توفيرها لفرص عمل وتطوير وظيفي إلا أنها لا تخلو من سلبيات ومخاطر على المجتمع وكمثال وليس للحصر تعارض بعض ما تأتي به مع ثقافتنا المحلية ووجود معلومات غير دقيقة ومظللة في بعض الأحيان. فمع ظهور ما يعرف الآن بالمواطن الإعلامي حيث مكنته عمليه الدمج الحاصلة بين التقنية والمعلومات فيما يسمى بالتكنومعلومات من تصوير الأحداث وتوثيقها ومن ثم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي وهذا ساهم في ظهور ما يعرف بالإعلام البديل. إن عدم توثيق هذه الأخبار وصعوبة التحقق من مصداقيتها وعلاقة مصدرها قد أسهم في أن تكون هذه الشبكات أداة فاعلة في يد كل من يريد بث ونشر الإشاعات ومن ثم دعم هذه الإشاعات بأدلة مظللة أدى ذلك إلى تصديقها والاعتقاد بصحتها وبناء الأفكار والرؤى على أساسها. إن ما نواجهه في وقتنا الحاضر هو تهديد لأمننا الفكري والذي يعد بعداً استراتيجيا لأمننا الوطني. فالبعد الفكري لأمننا الوطني يهدف إالى المحافظة على الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد الكريمة. إن ارتباط البعد الفكري بهويتنا الوطنية لضمان الاستقرار القيمي يعد الأساس لأمن الفرد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي لمواجهة ما يهدد تلك الهوية وتبني الأفكار الهدامة التي تنعكس سلبياتها على مجتمعنا ناحية الحياة. ولمواجهة هذه التهديدات يجب علينا العمل على محورين متوازيين يعملان بتنسيق مستمر وهذان المحوران هما: ١- محور علمائنا ومثقفينا وإعلامنا الوطني فعليهم دور كبير في إيضاح الحقائق بشفافية وصراحة والمشاركة الفعالة في هذا الحراك الثقافي في وسائل التواصل الاجتماعي للرد على الشبهات والمعلومات المغلوطة. إن مستخدم هذه الوسائل يقرأ معلومة من مصدر مجهول ويأتي النقاش أيضاً من أطراف مجهولة منها السليم ومنها ما يأخذنا إلى معتقدات وأفكار معارضة ولكنها أيضا خطيرة علينا. لماذا لا يبدأ علماؤنا ومثقفونا المعتدلون وإعلامنا بالمشاركة الفعلية لإيضاح تلك الأفكار ويناقشوها علناً في مواقع التواصل الاجتماعي ليكون لهم دور في رفع ثقافة المجتمع وإيضاح الحقائق والرد على الشبهات. 2 محورا تعليمي وتربوي وهنا يكمن دور المدرسة والمنزل للمراقبة لتحديد توجه الأبناء الفكري والتقرب منهم والعمل على تقويم المعوج من هذه الأفكار لتعزيز الاستقرار النفسي. لابد لأولياء الأمور المشاركة في مثل هذه المواقع لمعرفة مع من يتواصل أبناؤهم ومعرفة طرق إيضاح الحقائق لهم من مصادرها الصحيحة. كذلك تبيان أن ما يتلقونه من معلومات وأخبار قابل للتصديق والتكذيب وأن عليهم البحث عن المصدر الحقيقي والثقة في مثل هذه المعلومات وعلى المدرسة مراقبة سلوك الطلاب والطالبات وملاحظة التغير سوا الفكري أو المعتقدي من خلال فتح باب النقاش مع الطلبة والطالبات والعمل على تصحيحه ومشاركتهم في النقاش والاستماع لآرائهم مما سيؤدي بنا الثقة بين المعلمين وطلابهم. يجب ألا نغفل أيضا عن احتمالية وجود عينات من المعلمين وأولياء أمور لديهم أفكار ملوثة ولكن هذا لا يمكن تعميمه وسيكون من السهل اكتشافه من قبل معلمين آخرين في المدرسة والذين يجب عليهم الإبلاغ للجهات الحكومية المختصة لمحاولة انتشال هذه العينات من براثن هذا الفكر ومحاولة المناصحة والتقويم لتعديل السلوك. ياسر مقحم الروقي رابط الخبر بصحيفة الوئام: مواقع التواصل الاجتماعي والأمن الفكري
مشاركة :