خلال الأيام الماضية، تعالت الأصوات التي تطالب بوضع رقابة صارمة على مراكز التجميل في العديد من الدول العربية، خاصة مع ظهور تقنيات حديثة للتجميل والتخلص من التجاعيد، مثل عمليات حقن البوتوكس والفيلر، حيث يقوم بإجراء هذه العمليات، أناسا غير متخصصة أو مؤهلة أو حاصلة على رخصة مزاولة.. وشهدت العديد من الدول العربية، حوادث عدة خلال الأيام الماضية، حيث أجريت عمليات، أدت في نهاية المطاف، إلى تشوهات وإضابات عدة في الحالات، بسبب إجراء العمليات بواسطة أشخاص غير متخصصة. واستخدام حقن البوتوكس والفيلر، ليس قاصر على العمليات التي تجرى للسيدات فقط، وإنما للرجال أيضا، حيث تسربت هذه الحقن إلى صالونات الحلاقة، وتحوّلت حقن البوتوكس والفيلر إلى تجارة رائجة في العديد من الدول العربية. وتواصلت «الغد» مع الدكتورة وفاء علم الدين، استشارى الأمراض الجلدية، التي أكدت على الخطورة البالغة التي قد تحدث نتيجة قيام أشخاص غير مؤهلة بإجراء العملية، باعتبار أن هذه العمليات تحتاج إلى متخصص أمراض جلدية. وأشارت  علم الدين، إلى إنه بالرغم من منفعة مواد البوتوكس والفيلر، إلا أن لها أثار جانبية كثيرة أيضا، ومنها انتهاء مدة صلاحية المكونات الرئيسية للبودر الخاص بهذه الحقن. وحذرت علم الدين من أن هناك حالة تشوهات حدثت بسبب قيام بعض غير الأطباء بالحقن، مؤكدة أن هناك عضلات قرب العين تحتاج إلى نسب معينة، فيما تحتاج عضلات أخرى للحقن بنسب أكبر.       ما هو البوتوكس؟ البوتوكس هو سم كان الأطباء يستخدمونه قديمًا في علاج الحالات الجراحية الحرجة، ويتم تصنيعه من “Botulinum toxin”، ورغم ذلك إلا أن أطباء استطاعوا الاستفادة من هذا السم وتحويله إلى دواء له العديد من الاستخدامات لبعض الحالات المرضية. رغم أن بروتين بوتولينيوم سام، إلا أن تطبيق القليل من جرعات البوتوكس على فترات محددة، لا يؤذي الأشخاص، وبهذا يعتبر البوتكس آمن. ويعمل البوتوكس على إغلاق الإشارات الآتية من الخلايا العصبية في العضلات، ما يخفف من انكماش العضلات المستهدفة ويساعدها على الاسترخاء، ما يساعد في تحسين شكل الخطوط الدقيقة. كما يحدث ترهّل في الجلد بسبب الشد المتكرّر الذي تتعرّض له البشرة، مما يقتل العضلة بشكل بطيء، مع تفاقم مشكلة الكدمات وبقاءها أكثر من شهر.   مخاطر الفيلر  والفيلر هو مادة تستخدم للتعبئة تحت الجلد، وتستخدم لغرضين أساسيين، الغرض الأول هو إخفاء التجاعيد والندبات، والتجاعيد ما هي إلا نقص في مادة الكولاجين تحت جلد الإنسان وبالتالي تحدث الفراغات وتظهر التجاعيد، ويُستخدم الفيلر في هذه الحالة لملء تلك الفراغات فبالتالي تختفي التجاعيد. وفي بعض الحالات، يسبب الفيلر مشكلة في الرؤية في حال تسرّبت مادة الكولاجين إلى الشرايين القريبة من العين، ممّا يؤدي إلى انسدادها، مظهور أورام حميدة، نزيف داخلي أي تحت الجلد، حيث يظهر على شكل كدمات.       وقالت علم الدين: “لا مانع من استخدام الحقن بالبوتوكس والفيلر ولكن بشروط، أولها أن يكونا تحت إشراف طبيب مختص جلدية، درس علم تشريح، ويعرف جيدا ما هي الآثار الجانبية، وكيف يتعامل معها، بالإضافة إلى إعطاء الإرشادات اللازمة والتعليمات لمن يريد الحقن حتى بعد عملية الحقن”.   وقدمت علم الدين حزمة من النصائح للسيدات المقبلين على عمليات التجميل أولها التأكد قبل زيارة أي مركز من أن العاملين فيه أطباء متخصصون، وعدم الذهاب إلى أماكن مجهولة الهوية وتحري الدقة قبل التعامل مع أى مركز، وعدم الاندفاع وراء الإعلانات ذات المحتويات المضللة.   تحذير أمريكي وكانت هيئة الأغذية والعقاقير الأمريكية، أبلغت عن المخاطر التي واجهتها العديد من السيدات في الفترة من بين 1989 إلى 2003، ووجدت أن البتوكس أكثر ضررًا عن التطبيقات التجميلية الأخرى