تضامن مئات الصحفيين والكتاب والإعلاميين العراقيين مع مقدم برنامج (المحايد) الذي يبث عبر شاشة قناة العراقية الحكومية. وتبنت القوى والفصائل المسلحة المرتبطة بإيران حملة ضغط على الجهات الحكومية لإيقاف البرنامج وفصل فريقه بالكامل بعد هجوم صدر من الباحث سرمد الطائي ضد شخصيات إيرانية. وصدر يوم امس الاحد قرار بفصل الإعلامي سعدون محسن ضمد وزملائه في الاعداد بعد تهديدات طالته عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل اشخاص محسوبين على القوى التابعة لإيران. ووصف ضيف البرنامج قاسم سليماني بـ(القاتل) وتحدث بتركيز عن التدخل الايراني في العراق ومصادرة إرادة الدولة العراقية من قبل أذرع ايران ما تسبب بحالة استياء وغضب لدى قوى الاطار التنسيقي وأذرعها العسكرية. وقالت مصادر حكومية خاصة لـ(أخبار الخليج) ان قرار اقالة مقدم البرنامج جاء بخلاف رغبة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يدعم الاعلام والإعلاميين، موضحة ان الكاظمي تعرض لضغوط كبيرة اضطر إلى ان يرفع يده عن حماية فريق البرنامج. ويقول خبراء قانونيون في بغداد ان مجموعة من القوانين التي تعود إلى عهد صدام حسين مكنت السلطات من اتخاذ إجراءات قانونية ضد منتقديها، وذلك باستخدام أحكام التشهير والتحريض في قانون العقوبات وقوانين أخرى. وأكدوا ان السلطات تواصل استخدام قوانين مبهمة الصياغة في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك سلطات إقليم كردستان العراق، التي تسمح للمدعين العامين بتوجيه تُهم جنائية ضد الآراء التي لا تعجبهم كما تستخدم السلطات في المناطق التي تسيطر عليها كل من الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان المحاكمات بموجب هذه القوانين لإخافة الصحفيين والنشطاء والأصوات المعارضة الأخرى، وإسكاتهم في بعض الحالات. وتحجب الفضائيات العراقية مقابلات وحوارات أجرتها مع سياسيين وباحثين بسبب تعرضهم لرموز وشخصيات سياسية نافذة او لتدخلات دول الجوار بالشأن العراقي وخاصة ايران. ويخشى الناشطون المدنيون من عمليات تصفية قد تطولهم اذا تخطوا الخطوط الحمر ودخلوا في مساحة المحظور ما يجعل الكثير منهم يلجأ الى الترميز او الإشارة بدلا من التصريح بالأسماء الصريحة حين ينتقدون ممارسات منحرفة تصدر عن السياسيين او عن زعماء الفصائل المسلحة.
مشاركة :