رام الله / القدس 5 يونيو 2022 (شينخوا) دخل مئات المستوطنين الإسرائيليين باحة المسجد الأقصى شرق مدينة القدس بحجة الأعياد اليهودية اليوم (الأحد) وسط تنديد ورفض فلسطيني لتصاعد "الاستفزازية" الإسرائيلية فيه. وقال الشيخ عمر الكسواني مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى إن أكثر من 400 مستوطن دخلوا باحة الأقصى منذ ساعات الصباح على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة بحماية من قوات الشرطة الإسرائيلية وقاموا بأداء الصلوات والرقص والغناء والانطباح على الأرض في الجزء الشرقي من المسجد. واعتبر في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) الخطوة "نهج جديد" تريد السلطات الإسرائيلية تكريسه في المسجد الأقصى ما ينذر بزيادة التوتر والعنف. وتابع أن قوات الشرطة أغلقت المصلى القبلي داخل الأقصى بالسلاسل الحديدية على من يتواجد بداخله من المعتكفين والمرابطين، مشيرا إلى أن الشرطة فرضت قيودا على المصلين منذ عصر أمس ومنعت ما دون 40 عاما من دخول الأقصى. وجاء دخول المستوطنين لباحة الأقصى تلبية لدعوات أطلقتها منظمات الهيكل بمناسبة عيد "نزول التوارة" الذي بدأ اليوم ويستمر حتى يوم غد (الاثنين)، بحسب ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة. وتزامنت الخطوة مع إحياء الفلسطينيين في الخامس من يونيو في كل عام ذكرى حرب الأيام الستة التي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن العام 1967، وانتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء المصرية وهضبة الجولان السورية. ونشر فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) مقاطع فيديو تظهر دخول المستوطنين إلى باحة الأقصى وأخرى لعناصر من الشرطة تغلق المصلى القبلي وتقف على أبوابه تحمل الهروات، فيما قوبلت الخطوة بالتكبير من قبل المصلين الفلسطينيين. من جهته قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية الرائد وسيم بدر في بيان إن عددا من المخلين بالنظام قاموا بالعبث داخل الحرم القدسي، مشيرا إلى أن هذا النهج يمس بالمصلين المسلمين وبقدسية المكان. وأضاف بدر أن عناصر الشرطة أعادت الهدوء والنظام للسماح بالزيارات وفق قواعد الزيارة، مؤكدا منح حرية العبادة للمسلمين في المكان في نفس الوقت. وتسمح الشرطة الإسرائيلية على مدار أيام الأسبوع عدا يومي الجمعة والسبت للمستوطنين بدخول المسجد الأقصى عبر باب المغاربة على فترتين الصباحية وما بعد الظهر. وأدان المفتي العام للقدس والديار والفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين "استباحة الأقصى بالقوة العسكرية"، معتبرا الخطوة "لن تغير من الواقع شيئا لأن ما يتم بالقوة لا يترتب عليه أي أثر قانوني وشرعي بنظر كافة القوانين والشرائع الدولية". ودعا حسين في تصريح لـ((شينخوا)) الدول العربية والإسلامية إلى التحرك الجاد والحقيقي لوقف الممارسات الإسرائيلية بحق الأقصى ومدينة القدس، مطالبا إياهم بطرد السفير الإسرائيلي احتجاجا على "الاستفزازية" اليومية. ويعتبر المسجد الأقصى نقطة ساخنة ومقدسة لكل من المسلمين واليهود، ويقع في شرق القدس، وهي منطقة احتلتها إسرائيل مع باقي الضفة الغربية في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط، وضمتها بعد ذلك بوقت قصير في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي. وفي هذا الصدد قال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية في المدينة أحمد الرويضي إن إسرائيل تريد جعل دخول المستوطنين أمر طبيعي وروتيني والعمل على إنهاء الوصاية الأردنية المتمثلة بالأوقاف الإسلامية التي تقوم بدور ديني وترميم وحراسة الأقصى. وذكر الرويضي لـ ((شينخوا)) أن ما يجري في الأقصى له علاقة بالسيادة في مدينة القدس، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية تحاول التحكم بالقرار في داخل المدينة المقدسة دون النظر لوجود الشعب الفلسطيني. من جهتها حملت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية في بيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات ونتائجها على ساحة الصراع وتداعياتها على الجهود المبذولة لوقف التصعيد الذي يشعله رئيسها نفتالي بينت لإطالة أمد حكومته. وقال البيان إن الوزارة تتابع ما يجري في المسجد الأقصى على كافة المستويات وبالتنسيق الكامل مع الأردن لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة على دولة الاحتلال، لوقفها واتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية لتوفير الحماية للقدس ومقدساتها. وأشار إلى أن ازدواجية المعايير الدولية باتت تشجع إسرائيل على التمادي "بالتمرد على الاتفاقيات الموقعة والانقلاب عليها، والاستخفاف بإرادة السلام الدولية وبالتزاماتها كقوة احتلال". والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم تبلغ مساحته (144 دونم) ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين. ويقدس اليهود أيضا المسجد ويطلقون على ساحاته اسم "جبل الهيكل" نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل، حسب معتقدها. ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
مشاركة :