عشرات المستوطنين يدخلون باحات المسجد الأقصى بالقدس وتحذير فلسطيني من "تفجير الأوضاع"

  • 4/26/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دخل عشرات المستوطنين صباح اليوم (الأربعاء) المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وأدوا صلوات دينية في باحاته تحت حماية قوات الشرطة الإسرائيلية، ما دفع الرئاسة الفلسطينية إلى التحذير من "تفجير الأوضاع". وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان اليوم إن عشرات المستوطنين دخلوا باحات المسجد الأقصى شرق مدينة القدس على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وقاموا بأداء صلوات دينية في باحاته. وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن عددا من المستوطنين رفعوا العلم الإسرائيلي داخل باحات الأقصى، وهو أحد أكبر المساجد في العالم وتبلغ مساحته (144 دونما) ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين. وذكرت المصادر أن قوات الشرطة الإسرائيلية "اقتحمت" مصلى باب الرحمة أحد مصليات المسجد الأقصى لليوم الرابع على التوالي، وأجرت أعمال تفتيش في محيطه. وتعقيبا على ذلك، حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن إجراءات إسرائيل في المسجد الأقصى والضفة الغربية تقود إلى "تفجير الأوضاع". وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان وزع على الصحفيين، إن قيام مستوطنين "متطرفين باقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال في باحاته وتكرار اقتحام شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة وتخريب تمديدات الكهرباء داخله يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تبحث عن سبل تفجير الأوضاع". وحمل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذه "السياسات الخطيرة الساعية لتدمير أي جهد إقليمي أو دولي يبذل لتوفير الاستقرار ومنع تدهور الأوضاع"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني "لن يسمح لسلطات الاحتلال المساس بالمسجد الأقصى المبارك أو العبث فيه". وحذر من أن "الاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى هو لعب بالنار"، مشددا على أن المصلى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى. واعتبر أن الحصار الذي تتعرض له المدن الفلسطينية واقتحام القرى والبلدات والمخيمات في الضفة الغربية بمثابة "عقاب جماعي" على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن هذه السياسة "لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد بل ستدفع الأمور إلى مزيد من التصعيد والتوتر". ورأى أن السلطات الإسرائيلية تجر المنطقة لمربع "العنف والتصعيد والتوتر وعدم الاستقرار من خلال إصرارها على الاستمرار في سياسة العقاب الجماعي والقتل والاعتداءات على المسجد الأقصى، ومواصلة إرهاب المستوطنين بحماية جيش الاحتلال". وشهدت مدينة القدس في النصف الأول من هذا الشهر توترا بسبب تزامن شهر رمضان مع احتفال اليهود بعيد الفصح، وفيهما يدخل المسلمون واليهود إلى باحات المسجد الأقصى، وهو ما يرفضه الفلسطينيون ويرون أن دخول غير المسلمين يجري بتنسيق مع دائرة الأوقاف في المدينة حسب الاتفاقيات. ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها. والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ نهاية مارس من العام 2014. من ناحية أخرى، أضرم مستوطنون إسرائيليون اليوم النار في منزل في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وفق مصادر فلسطينية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مستوطنين هاجموا المنطقة الواقعة بين قريتي "جالود" و "قصرة" جنوب نابلس في ساعات الفجر وأحرقوا منزلا غير مأهول بالسكان. وأضاف دغلس أن مواجهات وصدامات اندلعت بين المستوطنين وسكان المنطقة الذين حاولوا التصدي لهم، محذرا من ازدياد عمليات حرق المنازل وتدمير الأراضي الزراعية في مناطق مختلفة من الضفة. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي رسمي على الحادثة، علما بأن المستوطنين أحرقوا الشهر الماضي منزلا مأهولا شمال مدينة رام الله، ونجت العائلة التي تسكنه بأعجوبة من الموت بعد إخراجها منه. وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إقدام مستوطنين "إرهابيين" على إحراق المنزل، مشيرة إلى أنها تتابع تلك "الجرائم" مع المحاكم الدولية المتخصصة لمحاسبة المسؤولين عنها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه "الجريمة وغيرها من جرائم المستوطنين الإرهابية"، معتبرا إياها إمعانا في التصعيد وخلق المزيد من التوترات في ساحة الصراع. وشهدت الضفة الغربية حوادث حرق متكررة لمركبات ومساجد ومنازل وكتابة شعارات عليها، وغالبا ما يتهم الفلسطينيون المستوطنين بالوقوف خلف تلك الحوادث ويحذرون من نتائجها. ويقطن ما يزيد على 500 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تعتبر مخالفة للقانون الدولي. وتصاعدت حدة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ بداية العام الجاري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 90 فلسطينيا برصاص إسرائيلي، مقابل مقتل 19 شخصا في إسرائيل نتيجة هجمات فلسطينية، بحسب إحصائيات رسمية فلسطينية وإسرائيلية.

مشاركة :