انتهت العولمة.. وبدأت الحروب الثقافية

  • 6/6/2022
  • 09:18
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم‭: ‬ديفيد‭ ‬بروكس       أنا‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬محظوظ‭. ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أتذكر‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ - ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭- ‬التي‭ ‬بدا‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يجتمع‭ ‬معًا‭ ‬وأن‭ ‬الصراع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬بين‭ ‬الشيوعية‭ ‬والرأسمالية‭ ‬قد‭ ‬انتهى‭.‬ كانت‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تنتشر‭. ‬أصبحت‭ ‬الدول‭ ‬أكثر‭ ‬ترابطا‭ ‬اقتصاديا‭. ‬بدت‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬جاهزًة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬بدا‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تقارب‭ ‬عالمي‭ ‬حول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬العالمية‭ ‬–‭ ‬الحرية‭ ‬والمساواة‭ ‬والكرامة‭ ‬الشخصية‭ ‬والتعددية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬ لقد‭ ‬أطلقنا‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬التقارب‭ ‬هذه‭ ‬اسم‭ ‬العولمة‭. ‬لقد‭ ‬كانت،‭ ‬أولاً‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬عملية‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتكنولوجية‭ - ‬تتعلق‭ ‬بتنمية‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وانتشار‭ ‬التقنيات‭ ‬التي‭ ‬تضع،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬موسوعة‭ ‬ويكيبيديا‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬أيدينا‭ ‬على‭ ‬الفور‭. ‬لكن‭ ‬العولمة‭ ‬كانت‭ ‬أيضًا‭ ‬عملية‭ ‬سياسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وأخلاقية‭.‬ في‭ ‬التسعينيات،‭ ‬اعتبر‭ ‬عالم‭ ‬الاجتماع‭ ‬البريطاني‭ ‬أنتوني‭ ‬جيدينز‭ ‬أن‭ ‬العولمة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬تحول‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬حياتنا‭ ‬ذاتها‭. ‬إنها‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬بها‭ ‬الآن‮»‬‭. ‬لقد‭ ‬تضمنت‭ ‬‮«‬تكثيف‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬كانت‭ ‬العولمة‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬تكامل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬العالمية‭ ‬والمنتجات‭ ‬والأفكار‭ ‬والثقافة‭.‬ يتناسب‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬النظرية‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬نظرية‭ ‬التحديث‭. ‬كانت‭ ‬الفكرة‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬الدول،‭ ‬فإنها‭ ‬ستصبح‭ ‬أكثر‭ ‬شبهاً‭ ‬بنا‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ - ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بالتحديث‭ ‬بالفعل‭.‬ أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحوار‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬النطاق‭ ‬الموسع‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يُفترض‭ ‬أحيانًا‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬ستعجب‭ ‬بنجاح‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬الغربية‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬تقليدنا‭. ‬كان‭ ‬يُفترض‭ ‬أحيانًا‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬‮«‬تحديث‮»‬‭ ‬الناس،‭ ‬سيصبحون‭ ‬أكثر‭ ‬برجوازية‭ ‬واستهلاكية‭ ‬وسلمية‭ - ‬مثلنا‭ ‬تمامًا‭.‬ كان‭ ‬يُفترض‭ ‬أحيانًا‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬تحديث‭ ‬المجتمعات،‭ ‬فإنها‭ ‬ستصبح‭ ‬أكثر‭ ‬علمانية،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬سيكونون‭ ‬مدفوعين‭ ‬بالرغبة‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬المال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الرغبة‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭. ‬سيكونون‭ ‬مدفوعين‭ ‬بالرغبة‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬منازل‭ ‬الضواحي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الإيديولوجيات‭ ‬المتعصبة‭ ‬أو‭ ‬نوع‭ ‬التعطش‭ ‬إلى‭ ‬الهيبة‭ ‬والغزو‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭ ‬بقرون‭ ‬من‭ ‬الحروب‭.‬ كانت‭ ‬هذه‭ ‬رؤية‭ ‬متفائلة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬تطور‭ ‬التاريخ‭ ‬ورؤية‭ ‬للتقدم‭ ‬والتقارب‭. ‬لسوء‭ ‬الحظ‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬لا‭ ‬تصف‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭ ‬اليوم‭. ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتقارب‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يزداد‭ ‬تعقيدا‭ ‬وتشعبا‭. ‬لقد‭ ‬تباطأت‭ ‬عملية‭ ‬العولمة،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬أصبحت‭ ‬تسير‭ ‬القهقرى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬شجاعة‮»‬‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬لكن‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬غير‭ ‬متأثرة،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬متعاطفة‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭.‬ ذكرت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست‭ ‬أنه‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2008‭ ‬و‭ ‬2019،‭ ‬انخفضت‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي،‭ ‬بنحو‭ ‬خمس‭ ‬نقاط‭ ‬مئوية‭. ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التعريفات‭ ‬الجديدة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الحواجز‭ ‬أمام‭ ‬التجارة‭. ‬تباطأت‭ ‬تدفقات‭ ‬الهجرة‭. ‬انخفضت‭ ‬التدفقات‭ ‬العالمية‭ ‬للاستثمار‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬بمقدار‭ ‬النصف‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2016‭ ‬و2019‭.‬ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أسباب‭ ‬انحسار‭ ‬العولمة‭ ‬واسعة‭ ‬وعميقة‭. ‬أدت‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬لعام‭ ‬2008‭ ‬إلى‭ ‬نزع‭ ‬الشرعية‭ ‬عن‭ ‬الرأسمالية‭ ‬العالمية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭. ‬لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬المذهب‭ ‬التجاري‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬استراتيجية‭ ‬اقتصادية‭ ‬فعالة‭. ‬نشأت‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الحركات‭ ‬المناهضة‭ ‬للعولمة‭: ‬حركات‭ ‬مؤيدي‭ ‬خروج‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والقوميين‭ ‬المعادين‭ ‬للأجانب،‭ ‬والشعبويين‭ ‬الترامبيين،‭ ‬واليسار‭ ‬المناهض‭ ‬للعولمة‭.‬ كان‭ ‬هناك‭ ‬صراع‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬القصيرة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬التسعينيات‭. ‬أصبحت‭ ‬التجارة‭ ‬والسفر‭ ‬وحتى‭ ‬التواصل‭ ‬عبر‭ ‬الكتل‭ ‬السياسية‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬أخلاقياً‭ ‬وسياسياً‭ ‬واقتصادياً‭. ‬انسحبت‭ ‬مئات‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الغرب‭ ‬يرغب‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬الانفصال‭ ‬جزئيًا‭ ‬عن‭ ‬آلة‭ ‬بوتين‭ ‬الحربية‭.‬ لا‭ ‬يرغب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬الغربيين‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬بسبب‭ ‬اتهامات‭ ‬بالسخرة‭ ‬ومسائل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬يعيد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬التنفيذيين‭ ‬الغربيين‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬عملياتهم‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬النظام‭ ‬أكثر‭ ‬عداءً‭ ‬للغرب‭ ‬ولأن‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬مهددة‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬السياسي‭.‬ في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬منعت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬شركة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الصينية‭ ‬Huawei‭ ‬من‭ ‬المزايدة‭ ‬على‭ ‬العقود‭ ‬الحكومية‭. ‬عزز‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬قواعد‭ ‬‮«‬اشترِ‭ ‬المنتجات‭ ‬الأمريكية‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬تشتري‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬المحليًة‭.‬ يبدو‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بدأ‭ ‬ينقسم‭ ‬تدريجياً‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬غربية‭ ‬ومنطقة‭ ‬صينية‭. ‬كانت‭ ‬تدفقات‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬وأمريكا‭ ‬تناهز‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا‭ ‬قبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭. ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬انخفض‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭.‬ كتب‭ ‬جون‭ ‬ميكليثوايت‭ ‬وأدريان‭ ‬وولدريدج‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬رائع‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬لبلومبرج‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭: ‬‮«‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬تتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬ضد‭ ‬العولمة‭ - ‬نحو‭ ‬عالم‭ ‬تهيمن‭ ‬عليه‭ ‬مجموعتان‭ ‬أو‭ ‬ثلاث‭ ‬كتل‭ ‬تجارية‭ ‬كبرى‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬الأوسع،‭ ‬وخاصة‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬‮«‬يئد‭ ‬معظم‭ ‬الافتراضات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬تفكير‭ ‬الأعمال‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأربعين‭ ‬عامًا‭ ‬الماضية‮»‬‭.‬ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬العولمة‭ ‬ستستمر‭ ‬مع‭ ‬تدفق‭ ‬التجارة‭. ‬لكن‭ ‬العولمة‭ ‬باعتبارها‭ ‬المنطق‭ ‬الدافع‭ ‬للشؤون‭ ‬العالمية‭ - ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬قد‭ ‬انتهى‭. ‬اندمجت‭ ‬الصراعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬المنافسات‭ ‬السياسية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬منافسة‭ ‬عالمية‭ ‬واحدة‭ ‬للهيمنة‭. ‬تم‭ ‬استبدال‭ ‬العولمة‭ ‬بشيء‭ ‬يشبه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬الحرب‭ ‬الثقافية‭ ‬العالمية‭.‬ إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬ربما‭ ‬نركز‭ ‬كثيرًا‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬العوامل‭ ‬المادية‭ ‬مثل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬لدفع‭ ‬الأحداث‭ ‬البشرية‭ ‬وجمعنا‭ ‬جميعًا‭ ‬معًا‭. ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يحدث‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭.‬ في‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬كتب‭ ‬نورمان‭ ‬أنجيل‭ ‬كتابًا‭ ‬سيئ‭ ‬السمعة‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬الوهم‭ ‬العظيم‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬اعتبر‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬كانت‭ ‬مترابطة‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬للغاية‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬خوض‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭. ‬لقد‭ ‬ثبت‭ ‬زيف‭ ‬تلك‭ ‬الآن‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬العالم‭ ‬نشوب‭ ‬حربين‭ ‬عالميتين‭ ‬مدمرتين‭.‬ في‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬السلوك‭ ‬البشري‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬مدفوعًا‭ ‬بقوى‭ ‬أعمق‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬المصلحة‭ ‬الذاتية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭. ‬هذه‭ ‬الدوافع‭ ‬الأعمق‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ - ‬وهي‭ ‬ترسل‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬اتجاهات‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭.‬ عملت‭ ‬السياسة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬كآلة‭ ‬ضخمة‭ ‬لعدم‭ ‬المساواة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬ففي‭ ‬دولة‭ ‬بعد‭ ‬أخرى،‭ ‬ظهرت‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬النخب‭ ‬الحضرية‭ ‬ذات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والجامعات‭ ‬والثقافة‭ ‬والسلطة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬فيما‭ ‬تشعر‭ ‬مجموعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بالتهميش‭ ‬والتجاهل‭. ‬في‭ ‬دولة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬نشأ‭ ‬القادة‭ ‬الشعبويون‭ ‬لاستغلال‭ ‬هذه‭ ‬الاستياءات‭: ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وناريندرا‭ ‬مودي‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬ومارين‭ ‬لوبان‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬ ظل‭ ‬قادة‭ ‬الصين‭ ‬يتحدثون‭ ‬عما‭ ‬يسمونه‭ ‬‮«‬قرن‭ ‬الذل‮»‬‭ ‬وهم‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يحاول‭ ‬بها‭ ‬الغربيون‭ ‬المتكبرون‭ ‬فرض‭ ‬قيمهم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬العالم‭.  ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصاد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬الصين‭ ‬كدولة‭ ‬نامية‭.‬ يبدي‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬ولاءهم‭ ‬القوي‭ ‬لمكانهم‭ ‬ولأمتهم،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬شعر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬أماكنهم‭ ‬قد‭ ‬اهتزت‭ ‬وأن‭ ‬شرفهم‭ ‬القومي‭ ‬قد‭ ‬أصبح‭ ‬مهددا‭. ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬العولمة،‭ ‬بدت‭ ‬المنظمات‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬والشركات‭ ‬العالمية‭ ‬وكأنها‭ ‬تتفوق‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬القومية‭.‬ في‭ ‬دولة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬نشأت‭ ‬حركات‭ ‬قومية‭ ‬عالية‭ ‬للإصرار‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬واستعادة‭ ‬الكبرياء‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مودي‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬وترامب‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبوريس‭ ‬جونسون‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬وهم‭ ‬يقولون‭: ‬‮«‬فلتذهب‭ ‬العولمة‭ ‬والتقارب‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭. ‬سنجعل‭ ‬بلدنا‭ ‬عظيمًا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بطريقتنا‭ ‬الخاصة‭. ‬لقد‭ ‬استخف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دعاة‭ ‬العولمة‭ ‬بقوة‭ ‬القومية‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬التاريخ‮»‬‭.‬ الناس‭ ‬مدفوعون‭ ‬بالشوق‭ ‬الأخلاقي‭ - ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتباطهم‭ ‬بقيمهم‭ ‬الثقافية‭ ‬الخاصة،‭ ‬ورغبتهم‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬بقوة‭ ‬عن‭ ‬قيمهم‭ ‬عندما‭ ‬يبدو‭ ‬أنهم‭ ‬يتعرضون‭ ‬للاعتداء‭. ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬بدت‭ ‬العولمة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬بالضبط‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الاعتداء‭.‬ بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬سيطرت‭ ‬القيم‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬العالم‭ - ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أفلامنا‭ ‬وموسيقانا‭ ‬ومحادثاتنا‭ ‬السياسية‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬كانت‭ ‬إحدى‭ ‬نظريات‭ ‬العولمة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬العالمية‭ ‬سوف‭ ‬تتقارب‭ ‬وتلتقي‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬الليبرالية‭.‬ لكن‭ ‬المشكلة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬القيم‭ ‬الغربية‭ ‬ليست‭ ‬قيم‭ ‬العالم‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬لدينا‭ ‬قيم‭ ‬ثقافية‭ ‬متطرفة‭ ‬تمامًا‭. ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬أغرب‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬جمع‭ ‬جوزيف‭ ‬هنريش‭ ‬مئات‭ ‬الصفحات‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬لإظهار‭ ‬مدى‭ ‬غرابة‭ ‬القيم‭ ‬الغربية‭ ‬والمتعلمة‭ ‬والصناعية‭ ‬والغنية‭ ‬والديمقراطية‭.‬ يقول‭ ‬هذا‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬كتابه‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الغربيون‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الفردية،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬مهووسون‭ ‬بأنفسنا‭ ‬وننزع‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭. ‬نحن‭ ‬نركز‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ -‬سماتنا‭ ‬وإنجازاتنا‭ ‬وتطلعاتنا‭- ‬على‭ ‬علاقاتنا‭ ‬وأدوارنا‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭.‬ على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬افتراضات‭ ‬العولمة،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬العالمية‭ ‬متقاربة‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬تبدو‭ ‬متباينة‭. ‬درس‭ ‬الاقتصاديان‭ ‬فرناندو‭ ‬فيريرا‭ ‬وجويل‭ ‬والدفوغل‭ ‬أنماط‭ ‬الموسيقى‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬دولة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1960‭ ‬و2007‭.‬ لقد‭ ‬تبين‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬منحازون‭ ‬إلى‭ ‬موسيقى‭ ‬بلادهم‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬التحيز‭ ‬قد‭ ‬ازداد‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬التسعينيات‭. ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬الناس‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬عالمية‭ ‬متجانسة‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬يريدون‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هويتهم‭ ‬الثقافية‭.‬ كل‭ ‬بضع‭ ‬سنوات،‭ ‬يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬استطلاع‭ ‬القيم‭ ‬العالمية‭ ‬حيث‭ ‬يسأل‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬حول‭ ‬معتقداتهم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والثقافية‭. ‬كل‭ ‬بضع‭ ‬سنوات،‭ ‬يتم‭ ‬تجميع‭ ‬بعض‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬خريطة‭ ‬توضح‭ ‬طبيعة‭ ‬علاقة‭ ‬المناطق‭ ‬الثقافية‭ ‬المختلفة‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭. ‬ في‭ ‬عام‭ ‬1996،‭ ‬تم‭ ‬دمج‭ ‬المنطقة‭ ‬الثقافية‭ ‬البروتستانتية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والمنطقة‭ ‬الناطقة‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬مع‭ ‬المناطق‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى‭. ‬كانت‭ ‬القيم‭ ‬الغربية‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬أو‭ ‬المنطقة‭ ‬الكونفوشيوسية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬متجاورة‭.‬ لكن‭ ‬خريطة‭ ‬2020‭ ‬تبدو‭ ‬مختلفة‭. ‬لقد‭ ‬ابتعدت‭ ‬أوروبا‭ ‬البروتستانتية‭ ‬والمناطق‭ ‬الناطقة‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬ثقافات‭ ‬العالم‭ ‬وأصبحت‭ ‬الآن‭ ‬مثل‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬ثقافية‭ ‬غريبة‭.‬ في‭ ‬ملخص‭ ‬لنتائج‭ ‬الاستبيانات‭ ‬ووجهات‭ ‬نظرها،‭ ‬أشارت‭ ‬الرابطة‭ ‬العالمية‭ ‬لاستقصاء‭ ‬القيم‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬مثل‭ ‬الزواج‭ ‬والأسرة‭ ‬والجنس‭ ‬والتوجه‭ ‬الجنسي،‭ ‬‮«‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تباين‭ ‬متزايد‭ ‬بين‭ ‬القيم‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬منخفضة‭ ‬الدخل‭ ‬والدول‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المرتفع‭. ‬لقد‭ ‬اتسعت‭ ‬الهوة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الغرب‭ ‬وبقية‭ ‬العالم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‮»‬‭.‬ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬مدفوعون‭ ‬بقوة‭ ‬إلى‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬وهم‭ ‬يعتبرون‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبدو‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬الثقافية،‭ ‬والانهيار‭ ‬المتزامن‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬للحوكمة‭ ‬الفعالة،‭ ‬وكأنها‭ ‬فوضى‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬النظام‭ ‬بأي‭ ‬ثمن‭.‬ نحن‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬محظوظون‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لأن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬لها‭ ‬أنظمة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬القواعد،‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬حماية‭ ‬الحقوق‭ ‬الفردية‭ ‬والتي‭ ‬نختار‭ ‬فيها‭ ‬قادتنا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الناس‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬النظام‭.‬ مثلما‭ ‬توجد‭ ‬دلائل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يتباعد‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬وثقافيًا،‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬دلائل‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬متباين‭ ‬سياسيًا‭. ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬‮«‬الحرية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬2022‮»‬،‭ ‬لاحظت‭ ‬منظمة‭ ‬فريدوم‭ ‬هاوس‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬16‭ ‬عامًا‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬الديمقراطي‭.‬ لقد‭ ‬أفادت‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الدول‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تدهورًا‭ ‬فاق‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تحسنًا‭ ‬بأكبر‭ ‬هامش‭ ‬مسجل‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الاتجاه‭ ‬السلبي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006‭. ‬الركود‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الطويل‭ ‬آخذ‭ ‬في‭ ‬التعمق‮»‬‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬اعتقدنا‭ ‬أنه‭ ‬سيحدث‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬للعولمة‭.‬ في‭ ‬ذلك‭ ‬العصر،‭ ‬بدت‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬مستقرة،‭ ‬وبدا‭ ‬أن‭ ‬الأنظمة‭ ‬الشمولية‭ ‬سيطويها‭ ‬التاريخ‭. ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬تبدو‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬أقل‭ ‬استقرارًا‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬الشمولية‭ ‬أكثر‭ ‬استقرارًا‭. ‬فالديمقراطية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬انزلقت‭ ‬نحو‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والخلل‭ ‬الوظيفي‭.‬ في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬أظهرت‭ ‬الصين‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬شديدة‭ ‬المركزية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬متطورة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التكنولوجية‭ ‬مثل‭ ‬الغرب‭. ‬تمتلك‭ ‬الدول‭ ‬الشمولية‭ ‬الحديثة‭ ‬الآن‭ ‬تقنيات‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬بممارسة‭ ‬سيطرة‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬على‭ ‬مواطنيها‭ ‬بطرق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تصورها‭ ‬قبل‭ ‬عقود‭.‬ باتت‭ ‬الأنظمة‭ ‬الشمولية‭ ‬منافسة‭ ‬اقتصادية‭ ‬خطيرة‭ ‬للغرب‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬طلبات‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬استثمرت‭ ‬الحكومات‭ ‬والشركات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬9‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭. ‬لقد‭ ‬أصبحت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النظم‭ ‬الشمولية‭ ‬تتمتع‭ ‬بنسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الشعبي‭.‬ ما‭ ‬أصفه‭ ‬هو‭ ‬اختلاف‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الجبهات‭. ‬لقد‭ ‬أفاد‭ ‬الباحثان‭ ‬هيذر‭ ‬بيري‭ ‬وماورو‭ ‬ف‭.‬جيلين‭ ‬وأرون‭ ‬س‭. ‬هندي‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬حول‭ ‬التقارب‭ ‬الدولي‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬على‭ ‬مدى‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬لم‭ ‬تتطور‭ ‬الدول‭ ‬القومية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬أقرب‭ (‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬تشابهًا‭) ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأبعاد‮»‬‭. ‬نحن‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬نؤيد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬العالمية‭ ‬حول‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والكرامة‭ ‬الشخصية‭. ‬المشكلة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬العالمية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬قبولها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬ أنا‭ ‬أتحدث‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬يتحول‭ ‬فيه‭ ‬الاختلاف‭ ‬إلى‭ ‬صراع،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬تتنافس‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬والهيمنة‭. ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬تريدان‭ ‬إنشاء‭ ‬مناطق‭ ‬إقليمية‭ ‬يسيطران‭ ‬عليها‭. ‬بعض‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬الصراع‭ ‬الموجود‭ ‬تاريخيًا‭ ‬بين‭ ‬الأنظمة‭ ‬السياسية‭ ‬المتعارضة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭.‬ هذا‭ ‬هو‭ ‬الصراع‭ ‬العالمي‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الشمولية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وقوى‭ ‬الدمقرطة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭. ‬تبني‭ ‬الأنظمة‭ ‬غير‭ ‬الليبيرالية‭ ‬تحالفات‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬وهي‭ ‬تضخم‭ ‬استثمارات‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬اقتصاديات‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭. ‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تبني‭ ‬الحكومات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬تحالفات‭ ‬أوثق‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬لكن‭ ‬الجدارات‭ ‬ترتفع‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬كانت‭ ‬كوريا‭ ‬أول‭ ‬ساحة‭ ‬معركة‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬الأولى‭ ‬فيما‭ ‬اتضح‭ ‬أنه‭ ‬صراع‭ ‬طويل‭ ‬بين‭ ‬أنظمة‭ ‬سياسية‭ ‬متعارضة‭ ‬تمامًا‭.‬ لكن‭ ‬شيئًا‭ ‬أكبر‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬صراعات‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬وهذا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬صراع‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬اقتصادي‭. ‬إنه‭ ‬صراع‭ ‬حول‭ ‬السياسة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والثقافة‭ ‬والمكانة‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‭ ‬والأخلاق‭ ‬والدين‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭. ‬وبشكل‭ ‬أكثر‭ ‬تحديدًا،‭ ‬إنه‭ ‬رفض‭ ‬للطرق‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬الأشياء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الجبهات‭. ‬لتعريف‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬بأكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الوضوح،‭ ‬يمكنني‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬الفرق‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬تركيز‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬وتركيز‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬التماسك‭ ‬المجتمعي‭.‬ لكن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هنا‭. ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مهم‭ ‬هو‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬بها‭ ‬ضرب‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬الثقافية‭ ‬القديمة‭ ‬والطبيعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زرع‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الديمقراطي‭. ‬هناك‭ ‬أطراف‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬الاختلافات‭ ‬الثقافية‭ ‬والتوترات‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأجيج‭ ‬مشاعل‭ ‬الاستياء‭ ‬وتعبئة‭ ‬المؤيدين‭ ‬وجذب‭ ‬الحلفاء‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬السلطة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الاختلاف‭ ‬الثقافي‭ ‬الذي‭ ‬يحوّله‭ ‬الاستياء‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬ثقافية‭. ‬   أعاد‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬إحياء‭ ‬نظرية‭ ‬صموئيل‭ ‬هنتنغتون‭ ‬‮«‬صدام‭ ‬الحضارات‮»‬‭ ‬لتصوير‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭. ‬كان‭ ‬هنتنغتون‭ ‬محقًا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الأفكار‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‭ ‬والقيم‭ ‬تقود‭ ‬التاريخ‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تقوده‭ ‬المصالح‭ ‬المادية‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الانقسامات‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الخطوط‭ ‬الحضارية‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬هنتنغتون‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يزعجني‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرفض‭ ‬لليبرالية‭ ‬الغربية‭ ‬والفردية‭ ‬والتعددية‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متبق‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬فقط‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭.‬ أما‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فقد‭ ‬أصبحنا‭ ‬منقسمين‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬إقليمية‭ ‬وتعليمية‭ ‬ودينية‭ ‬وثقافية‭ ‬وجيلية‭ ‬وحضرية‭ / ‬ريفية‭. ‬بدأ‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭ ‬يتفكك‭ ‬بطرق‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تحاكي‭ ‬منطقتنا‭. ‬قد‭ ‬تختلف‭ ‬المسارات‭ ‬التي‭ ‬يفضلها‭ ‬الشعبويون‭ ‬المختلفون،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تتعارض‭ ‬مشاعرهم‭ ‬القومية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يثورون‭ ‬ضده‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭.‬ كيف‭ ‬تربح‭ ‬حربًا‭ ‬ثقافية‭ ‬عالمية‭ ‬تتشابك‭ ‬فيها‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬المختلفة‭ ‬حول‭ ‬العلمانية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الأخرى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تدفقات‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬والاستياء‭ ‬من‭ ‬المكانة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬فيه‭ ‬اليوم‭.‬ أنظر‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬حتى‭ ‬أعمق‭ ‬فهمي‭ ‬للعقود‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬الاجتماعي‭. ‬كنت‭ ‬أصغر‭ ‬سنا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أجرب‭ ‬بالفعل‭ ‬توترات‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬وحشية‭. ‬أفهم‭ ‬لماذا‭ ‬تمسك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬عندما‭ ‬سقط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬برؤية‭ ‬للمستقبل‭ ‬وعدت‭ ‬بإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬الوجودي‭.‬ أنا‭ ‬أنظر‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬بتواضع‭. ‬كثيرة‭ ‬هي‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬يوجهها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الغرب،‭ ‬وخاصة‭ ‬الثقافة‭ ‬الأمريكية‭ - ‬لكونها‭ ‬فردية‭ ‬للغاية،‭ ‬ومادية‭ ‬للغاية،‭ ‬ومتعالية‭ ‬للغاية‭ - ‬هذه‭ ‬الانتقادات‭ ‬ليست‭ ‬خاطئة‭. ‬لدينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬أقوياء‭ ‬اجتماعيًا‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬القادمة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العديدة‭ ‬القادمة،‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬إقناع‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬المتأرجحة‭ ‬عبر‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭.‬ في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬يشعر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بعدم‭ ‬احترام‭ ‬الغرب‭. ‬لذلك‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬ينبهرون‭ ‬بالغرب‭ ‬ويؤيدون‭ ‬القادة‭ ‬والأنظمة‭ ‬الشمولية‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬وعن‭ ‬كبريائهم‭ ‬الوطني،‭ ‬من‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬بوتين‭. ‬ لقد‭ ‬فقدت‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬التنبؤ‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬يتجه‭ ‬التاريخ‭ ‬كما‭ ‬فقدت‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬أن‭ ‬كلما‭ ‬وقع‭ ‬‮«‬تحديث‮»‬‭ ‬الدول‭ ‬أصبحت‭ ‬تتطور‭ ‬وفقًا‭ ‬لخط‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬به‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬اليوم‭ ‬لفتح‭ ‬عقولنا‭ ‬لإمكانية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المستقبل‭ ‬مختلفًا‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬توقعناه‭.‬ يبدو‭ ‬الصينيون‭ ‬واثقين‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحالفنا‭ ‬ضد‭ ‬بوتين‭ ‬سينهار‭. ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬المستهلكون‭ ‬الغربيون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬التضحيات‭ ‬الاقتصادية‭. ‬سوف‭ ‬تتفتت‭ ‬تحالفاتنا‭. ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الصينيين‭ ‬مقتنعون‭ ‬أيضًا‭ ‬بأنهم‭ ‬سيدفنون‭ ‬أنظمتنا‭ ‬المتدهورة‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭. ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬احتمالات‭ ‬يمكن‭ ‬استبعادها‭.‬   نيويورك‭ ‬تايمز

مشاركة :