أوضحت نتائج دراسة نشرتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الثلثاء الماضي، أن نحو 80 في المئة من اللاجئين السوريين القادمين الى اليونان هم من الطلاب، وأن واحداً من كل خمسة أشخاص يبحث عن فرد من عائلته فقده بسبب الحرب. وقالت الناطقة باسم المفوضية ميليسا فيلمنغ، إن «نتائج المسح الأخير ساعدت على تبديد الشائعات حول اللاجئين السوريين»، خصوصاً بعدما علت أصوات معادية للاجئين في أميركا وأوروبا وغيرها من الدول إثر اعتداءات باريس الأخيرة التي اسفرت عن سقوط نحو 130 قتيلاً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأججت المخاوف في أن يتسرّب متطرفون إليها بين اللاجئين. وفي السياق نفسه، عبرت فيلمنغ في تشرين الثاني عن قلقها إزاء "ردود فعل بعض الدول التي تريد وقف البرامج السارية والعودة عن التعهدات التي قطعتها لإدارة أزمة اللاجئين"، موضحةً أنه «لا يجب أن يصبح اللاجئون كبش محرقة، أو الضحايا الجانبيين لهذه الأحداث الرهيبة». واستندت الدراسة التي أجريت بين نيسان (أبريل) وأيلول (سبتمبر) 2015 إلى مقابلات أجريت مع 1245 سورياً في مواقع مختلفة من اليونان. وكان 78 في المئة من الذين شملتهم الدراسة تحت سن الـ35 عاماً. وتابعت فيلمنغ أن 86 في المئة من اللاجئين الذين تم مقابلتهم حصلوا على مستوى عال من التعليم الثانوي أو الجامعي، موضحة ان أكبر مجموعة من اللاجئين هي من الطلاب والمهنيين العاملين، ومن بينهم معلمون ومحامون وأطباء ومصممون. وأوضحت نائب مدير مكتب المفوضية في أوروبا ديان غودمان، أن ألمانيا ثم السويد هما المقصدان الأوليان للواصلين الى اليونان، موضحة أن الأسباب الرئيسة التي دفعت اللاجئين الى عبور المتوسط كانت بالدرجة الأولى لم شمل العائلة وفرص العمل والتعليم. وتابعت أن «نتائج الدراسة تعطي صورة عامة وجيدة عن سمات الواصلين إلى اليونان» في الفترة التي أجري فيها المسح. وبحسب المفوضية، فإن غالبية اللاجئين الذين وصلوا الى أوروبا في العام 2015، البالغ عددهم نحو 820 ألف لاجئ وصلوا الى شواطئ أوروبا من طريق اليونان. وأعلنت المفوضية في وقت سابق عن انخفاض نسبة عبور اللاجئين للبحر المتوسط بأكثر من الثلث في تشرين الثاني الماضي، وعزت ذلك الى سوء الأحوال الجوية والجهود التي بذلتها تركيا في مكافحة مهربي البشر، إلا أن ذلك لم يمنع 140 ألف مهاجر من عبور المتوسط.
مشاركة :