يحاولُ المؤلف الجزائري عبدالقادر بن دعماش في كتابه الجديد “الشيخ عمر الزاهي.. رائد الجيل الجديد لأغنية الشعبي” رصد المحطّات التي صنعت من الزاهي حالة فريدة في مدوّنة الفنّ الجزائري. ويُعدُّ عمر الزاهي (1941 - 2016)، والذي يعرف محليا باسم “اعمر” من الفنانين الذين حققوا نجاحا جماهيريّا في مجال الأغنية الشعبية بالجزائر. ويستخدم بشكل رئيسي المندول في تسجيلاته وأعماله. ويوضح الباحث أنّ الزاهي عمل على إحياء التراث الجزائري، من خلال الاشتغال عليه، وإخراجه من بطون الكتب، وتلحين أهمّ قصائده وأدائها مغنّاة في الحفلات العامة والأعراس. “الشيخ عمر الزاهي.. رائد الجيل الجديد لأغنية الشعبي” كتاب يرصد المحطّات التي صنعت من الزاهي حالة فريدة في مدوّنة الفنّ الجزائري وتناول بن دعماش في أربعة فصول حياة ومسار الفنان وظهور ميوله للغناء وخطواته الأولى مع عالم الطرب والموسيقى كما تطرق إلى علاقاته مع فنانين تركوا بصماتهم في سجل هذا اللون الغنائي في مقدمتهم بوجمعة العنقيس وكاتب الأغاني والملحن محبوب سفر باتي. كما أشار إلى عشق هذا الفنان لآلة الماندول منذ الصغر وأيضا لتفتحه على كل الأنواع الموسيقية من شرقية وغربية المشهورة في تلك الفترة. ويشيرُ بن دعماش في كتابه الصادر عن المؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية إلى أنّ تجربة الزاهي أثّرت في جيل ستينات القرن الماضي، مشبّها ما قدمه الزاهي في مجال الأغنية بما قدّمه أشهر الفنانين في مدوّنة الفن الفرنسي، أمثال شارل أزنافور، وجون فرات، وجاك بريل، وداليدا، وأيضًا ما قدّمه روّاد الأغنية المشرقية، أمثال أم كلثوم، ووردة الجزائرية، وعبدالحليم حافظ. وجمع الباحث بين دفّتي الكتاب العشرات من القصائد التي شكّلت أهمّ الأعمال التي لحّنها الزاهي، وانتقاها بعناية لتكون جواز سفره إلى قلوب الملايين الذين عشقوا فنّه. ويجد متصفح هذا الكتاب الذي يقترب في طريقة تصميمه من الكتاب الفاخر نبذة عن شخصية هذا الفنان وخصاله في مقدمتها تواضعه المعهود ومقته لكل أنواع الفخر والبهرجة. ويقول بن دعماش في هذا الصدد إن الزاهي فنان متواضع وزاهد وضع حياته وطريقة عيشه في خدمة فنه وهو أيقونة فريدة من نوعها إذ استطاع بإنسانيته أن يكسب قلوب الجماهير التي لقبته بـ”عميمر” وذلك تعبيرا عن حبهم لهذا “الشيخ” الذي تنازل عن كل الألقاب ليكون فقط واحدا منهم.