بعد أكثر من ثلاثة أعوام من المفاوضات الشاقة في كوبا، السلطات الكولومبية والقوات الثورية المسلحة الكولومبية تتوصل إلى اتفاق تاريخي يُنهي النزاع الدامي القائم بين الطرفين منذ نهاية ستينيات القرن الماضي والذي خلَّف أكثر من مائتين وعشرين ألف قتيل وعشرات آلاف المفقودين. هذا الاتفاق غير المسبوق يليه آخر نهائي في شهر مارس/آذار المقبل يتم بموجبه التعويض لضحايا النزاع والعفو عن جزء من المتمردين الذين لم يتورطوا في أعمال عنف خطيرة. الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس ثمن هذا الإنجاز السياسي وقال: لأول مرة في تاريخها تلتزم القوات الثورية الفارك بالمساهمة في التعويضات المادية للضحايا. النقطة الاساسية في هذا الاتفاق تكمن في أنه لن يصدر أيَّ عفو عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب الخطيرة والمجازر وبشكل عام الانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان. المعنيون بهذا الاستثناء من العفو سوف يُقدَّمون إلى محكمة السلام، حسب تسميتها في الاتفاق، التي ستُشكَّل بعد توقيع الاتفاق النهائي والتي يعترف خلالها المُذنبون بما ارتكبوه على أن تُخفَّف عليهم العقوبات التي سوف تتراوح بين خمسة أعوام وثمانية أعوام لا أكثر. الاتفاق النهائي سيُعرض على الكولومبيين للاستفتاء قبل بدء تنفيذه . العديد من عناصر الفارك مطلوبون من طرف القضاء في الولايات المتحدة الأمريكية في قضايا تهريب المخدرات. بوغوتا تلتزم بمقتضى اتفاق السلام مع المتمردين بعدم تسليمهم إلى واشنطن.
مشاركة :