أعلن تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض في السودان مقاطعته للحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيغاد) لحل الأزمة السياسية بالبلاد والمقرر له الأربعاء، فيما قال مراقبون إن الخطوة تئد تماما مساعي تجاوز الأزمة السياسية. وأفاد بيان صادر عن التحالف وهو التكتل السياسي المدني المعارض الرئيسي في البلاد "تلقت قوى الحرية والتغيير دعوة من الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد) لاجتماع فني الأربعاء القادم بحضور أطراف عسكرية ومدنية، وقد نقلت القوى اعتذارها عن حضور الاجتماع". وأرجع البيان الاعتذار إلى أن الحوار "لا يخاطب طبيعة الأزمة الحالية المتمثلة في انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر والذي يجب أن تؤدي أي عملية سياسية لإنهائه بصورة كاملة وإقامة سلطة مدنية ديمقراطية". وأكد القيادي بالتحالف الواثق البرير عدم المشاركة لعدم اكتمال الظروف المواتية للحوار من "إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف العنف ضد المتظاهرين". وتزامن ذلك مع إطلاق قوات الشرطة، حسبما روى شهود عيان، قنابل الغاز المسيل للدموع على المئات من المحتجين الذين خرجوا إلى الشارع مطالبين بالحكم المدني في منطقة بري شرق العاصمة ومدينة أم درمان غربها. والحرية والتغيير هو التحالف الذي قاد الاحتجاجات التي أطاحت حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير في أبريل 2019، بعد حكم استمر لثلاثة عقود. وعقب الإطاحة بالبشير وقع تحالف الحرية والتغيير اتفاقا مع الجيش لإدارة فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، على أن تجرى انتخابات عامة بعدها. لكن قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان قطع الطريق على ذلك في أكتوبر عندما نفذ انقلابا عسكريا أطاح فيه المدنيين من حكم المرحلة الانتقالية. ومنذ ذلك الحين يشهد السودان اضطرابات سياسية واقتصادية، ويخرج للتظاهر بشكل منتظم الآلاف من السودانيين في العاصمة ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين الذين قُتل 99 منهم وجرح العشرات، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية. ودفع هذا الوضع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، الذي علق عضوية السودان منذ الانقلاب، ومنظمة إيغاد إلى الدعوة إلى حار سياسي حتى لا ينهار السودان تماما "على الصعيدين السياسي والأمني". ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :