أجمل سنوات عمري ضاعت هباء ولكن الخالق عوضني خيرا منها

  • 6/8/2022
  • 09:08
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

  يقول‭ ‬آرثر‭ ‬شوبنهاور‭ ‬‮«‬من‭ ‬يصمم‭ ‬على‭ ‬الانتصار‭.. ‬يقترب‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬النصر‮»‬‭!‬ نعم،‭ ‬إنها‭ ‬الإرادة،‭ ‬التي‭ ‬تقرب‭ ‬المسافات،‭ ‬وتقهر‭ ‬المستحيل،‭ ‬لذلك‭ ‬يبقى‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬فشل‭ ‬الكثيرين‭ ‬ليس‭ ‬غياب‭ ‬الرؤيا‭ ‬بل‭ ‬غياب‭ ‬العزيمة،‭ ‬فمن‭ ‬له‭ ‬إرادة‭ ‬له‭ ‬القوة،‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬للقدمين‭ ‬جناحين،‭ ‬يدفعان‭ ‬صاحبهما‭ ‬للخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الكفاح،‭  ‬ويمكناه‭ ‬من‭ ‬بلوغ‭ ‬أهدافه،‭ ‬مهما‭ ‬اعترض‭ ‬طريقه‭ ‬من‭ ‬تحديات‭.‬ زهرة‭ ‬إبراهيم‭ ‬رحيمي،‭ ‬امرأة‭ ‬برعت‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬الألم‭ ‬لصناعة‭ ‬الأمل،‭ ‬وفي‭ ‬تحويل‭ ‬المحن‭ ‬إلى‭ ‬منح،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ضياع‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬هباء‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬استطاعت‭ ‬بما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬فولاذية‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬الحياة،‭ ‬وقهر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العثرات‭ ‬والتجارب‭ ‬الصعبة،‭ ‬فقد‭ ‬صعدت‭ ‬السلم‭ ‬من‭ ‬أوله،‭ ‬وتربعت‭ ‬على‭ ‬قمته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تميزها‭ ‬وتفردها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النساء‭ ‬المليء‭ ‬بالنجاحات‭ ‬والكفاحات‭.‬ هي‭ ‬أول‭ ‬خليجية‭ ‬وبحرينية‭ ‬تتخصص‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬وصباغة‭ ‬السيارات،‭ ‬وأول‭ ‬شاعرة‭ ‬تصدر‭ ‬ألبوما‭ ‬شعريا‭ ‬رقميا،‭ ‬وتشارك‭ ‬في‭ ‬دويتو‭ ‬شعري‭ ‬مع‭ ‬فنان‭ ‬عربي‭ ‬شهير،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬صاحبة‭ ‬مشروعين‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الطبخ‭ ‬وصناعة‭ ‬العطور‭ ‬والبخور،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلها‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬سيدات‭ ‬الأعمال‭ ‬المتألقات‭ ‬على‭ ‬الساحة‭. ‬ حول‭ ‬تجربة‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬المتعددة‭ ‬المواهب‭ ‬قاهرة‭ ‬الصعاب‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭: ‬ حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟ لقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬علمتني‭ ‬معنى‭ ‬وقيمة‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬منذ‭ ‬صغري،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬والدي‭ ‬موظفا‭ ‬حكوميا‭ ‬مسؤولا‭  ‬عن‭ ‬الصيانة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الوزارات،‭ ‬أما‭ ‬والدتي‭ ‬فهي‭ ‬سيدة‭ ‬أعمال‭ ‬بدأت‭ ‬مشوارها‭ ‬بتملك‭ ‬ثلاث‭ ‬كراجات‭ ‬لتصليح‭ ‬السيارات،‭ ‬ونظرا‭ ‬لأنها‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬محافظة‭ ‬تحكمها‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬معينة،‭ ‬اضطر‭ ‬والدي‭ ‬إلى‭ ‬مباشرة‭  ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الكراجات‭ ‬بنفسه‭ ‬عوضا‭ ‬عنها،‭ ‬وكنت‭ ‬لهما‭ ‬الابنة‭ ‬الكبرى،‭ ‬أي‭ ‬بمثابة‭ ‬الابن‭ ‬الأكبر‭ ‬لأبي،‭ ‬لذلك‭ ‬كنت‭ ‬أساعده‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬عدة،‭ ‬وتعلمت‭ ‬منه‭ ‬الصنعة،‭ ‬كما‭ ‬دربني‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬واستقلالية‭ ‬الشخصية،‭ ‬وكنت‭ ‬أعاني‭ ‬من‭ ‬قسوته‭ ‬في‭ ‬التربية،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أدركت‭ ‬قيمة‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬لاحقا،‭ ‬وإليه‭ ‬يرجع‭ ‬الفضل‭ ‬فيما‭ ‬حققته‭ ‬اليوم‭.‬ ماذا‭ ‬عن‭ ‬هواياتك‭ ‬في‭ ‬الطفولة؟ هواياتي‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬كانت‭ ‬متعددة‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬هواية‭ ‬القراءة‭ ‬والاطلاع‭ ‬بصورة‭ ‬نهمة،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬أكتب‭ ‬الشعر،‭ ‬وأقوم‭ ‬بشراء‭ ‬وجمع‭ ‬السيارات‭ ‬خاصة‭ (‬السبورت‭) ‬منها،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬شديدة‭ ‬التعلق‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬حبي‭ ‬لها‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الهوس،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أعشق‭ ‬اقتناءها‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬لدي‭ ‬أسطول‭ ‬كبير‭ ‬منها‭.‬ هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬حبي‭ ‬للطهي،‭ ‬الذي‭ ‬قادني‭ ‬لامتلاك‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬والدتي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حبي‭ ‬وإتقاني‭ ‬لصناعة‭ ‬العطور‭ ‬والبخور‭. ‬ وما‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬مشروع‭ ‬الطبخ؟ مشروع‭ ‬الطبخ‭ ‬مشترك‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬والدتي،‭ ‬وهو‭ ‬يختص‭ ‬بالطباخ‭ ‬الشعبي‭ ‬البحريني‭ ‬الأصيل،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬والدي‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬تقريبا،‭ ‬حيث‭ ‬أطلقت‭ ‬مشروعها‭ ‬من‭ ‬المنزل،‭ ‬وقد‭ ‬عزمنا‭ ‬على‭ ‬توسعته‭ ‬وتطويره،‭ ‬وهو‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬إضافة‭ ‬النكهات‭ ‬المبتكرة‭ ‬والجديدة‭ ‬للطبخات‭ ‬التقليدية‭ ‬الأصيلة‭.‬ بماذا‭ ‬تتميز‭ ‬تجربتك‭ ‬الشعرية؟ لقد‭ ‬بدأت‭ ‬كتابة‭ ‬الاشعار‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬14‭ ‬عاما،‭ ‬وكنت‭ ‬هاوية‭ ‬بشدة‭ ‬لقراءة‭ ‬الشعر،‭ ‬وفخورة‭ ‬لكوني‭ ‬أول‭ ‬شاعرة‭ ‬تصدر‭ ‬ألبوما‭ ‬شعريا‭ ‬رقميا،‭ ‬وتشارك‭ ‬مع‭ ‬الشاعر‭ ‬العراقي‭ ‬الكبير‭ ‬الشهير‭ ‬جبار‭ ‬المياحي‭ ‬لعمل‭ ‬دويتو‭ ‬شعري‭.‬ أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية؟ لقد‭ ‬التحقت‭ ‬بأول‭ ‬وظيفة‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬19‭ ‬عاما،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬أثناء‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية‭ ‬لتخصص‭ ‬الأدب‭ ‬الإنجليزي،‭ ‬والتي‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬مواصلتها‭ ‬بهدف‭ ‬التفرغ‭ ‬لعملي‭ ‬ولمسؤوليتي‭ ‬تجاه‭ ‬اخواني‭ ‬واخواتي‭ ‬الست،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬كبرت‭ ‬قبل‭ ‬الأوان،‭ ‬وتعلمت‭ ‬معنى‭ ‬الاستقلالية‭ ‬مبكرا‭ ‬للغاية،‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬ضيعت‭ ‬أجمل‭ ‬سنوات‭ ‬عمري‭ ‬هباء‭ ‬وسط‭ ‬زحمة‭ ‬الحياة‭ ‬ومسؤولياتها‭ ‬وعدم‭ ‬التوفيق‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الاختيارات‭ ‬الخاصة‭.‬ كيف‭ ‬أصبحتِ‭ ‬أول‭ ‬خبيرة‭ ‬في‭ ‬تصليح‭ ‬وصباغة‭ ‬السيارات؟ لقد‭ ‬التحقت‭ ‬بالعمل‭ ‬لدى‭ ‬أحد‭ ‬وكلاء‭ ‬السيارات‭ ‬الشهيرة‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وتدرجت‭ ‬في‭ ‬المهنة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬مسؤولة‭ ‬الورشة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الورش‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عملت‭ ‬بمختلف‭ ‬الأقسام‭ ‬بها،‭ ‬واكتسابي‭ ‬خبرة‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعالم‭ ‬السيارات‭.‬ ما‭ ‬أهم‭ ‬الصعوبات‭ ‬في‭ ‬البداية؟ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬عملي‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سهلا،‭ ‬حيث‭ ‬أقوم‭ ‬بمهام‭ ‬صعبة‭ ‬مثل‭ ‬تقييم‭ ‬الاضرار،‭ ‬ومتابعة‭ ‬شركات‭ ‬التامين‭ ‬وإدارة‭ ‬المرور،‭ ‬ثم‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬إدخال‭ ‬السيارة‭ ‬للتصليح،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭  ‬تعلمت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬صباغة‭ ‬ولحام‭ ‬وحدادة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وتصل‭ ‬خبرتي‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬افخر‭ ‬به،‭ ‬كما‭ ‬انني‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬المطار‭ ‬وبين‭ ‬عملي‭ ‬كمذيعة‭ ‬بالتليفزيون‭ ‬بصورة‭ ‬مؤقتة،‭ ‬وكانت‭ ‬تجربة‭ ‬جميلة‭ ‬وممتعة‭ ‬أيضا،‭ ‬أسهمت‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬تخلصي‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الضغوط‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬امر‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭.‬ وعن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر؟ لعل‭ ‬أكبر‭ ‬تحدٍ‭ ‬واجهته‭ ‬اثناء‭ ‬عملي‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬موظفين‭ ‬أقدم‭ ‬مني‭ ‬في‭ ‬المهنة،‭ ‬ومن‭ ‬جنسيات‭ ‬وعقليات‭ ‬مختلفة،‭ ‬ولكني‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬الحياة‭ ‬عدم‭ ‬الاستسلام‭ ‬لأي‭ ‬صعوبات،‭ ‬فالله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬لا‭ ‬يعطي‭ ‬أصعب‭ ‬المعارك‭ ‬إلا‭ ‬لأقوي‭ ‬جنوده،‭ ‬وعموما‭ ‬أنا‭ ‬شخصية‭ ‬اعتادت‭ ‬أن‭ ‬تتحدي‭ ‬نفسها،‭ ‬ولا‭ ‬أعترف‭ ‬بالفشل‭ ‬أو‭ ‬اليأس،‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭  ‬جمعت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬بين‭ ‬كونى‭ ‬موظفة‭ ‬ومذيعة‭ ‬وطالبة‭ ‬وصانعة‭ ‬بخور‭ ‬وعطورات،‭ ‬بهدف‭ ‬زيادة‭ ‬دخلي‭ ‬المادي‭.‬ كيف‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬مشروع‭ ‬العطور‭ ‬والبخور؟ لقد‭ ‬خضت‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬أعجب‭ ‬كثيرا‭ ‬بمنتجاتي‭ ‬التي‭ ‬صنعتها‭ ‬للاستخدام‭ ‬الشخصي،‭ ‬حيث‭ ‬عرض‭ ‬عليّ‭ ‬العمل‭ ‬سويا‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬لصناعة‭ ‬العطور‭ ‬والبخور،‭ ‬وبالفعل‭ ‬رحبت‭ ‬بالفكرة‭ ‬واستثمرت‭ ‬موهبتي‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬أحقق‭ ‬من‭ ‬وراءه‭ ‬دخلا‭ ‬ماديا،‭ ‬ووفقت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬ومازالت‭ ‬أمارس‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬بكل‭ ‬شغف،‭ ‬وبصفة‭ ‬عامة‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬خروجي‭ ‬للعمل‭ ‬مبكرا‭ ‬صنع‭ ‬مني‭ ‬شخصية‭ ‬مسؤولة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وكنت‭ ‬أصغر‭ ‬فتاة‭ ‬تمنح‭ ‬مسؤولية‭ ‬قاعة‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي،‭ ‬وقضيت‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭.‬ هل‭ ‬واجهتِ‭ ‬أي‭ ‬انتقادات؟ بالطبع‭ ‬واجهت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بعض‭ ‬الانتقادات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فئة‭ ‬قليلة،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬والدي‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مرحبا‭ ‬بعملي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السيارات،‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تفرضه‭ ‬علينا‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬ولكني‭ ‬أصررت،‭ ‬وتحديت‭ ‬نفسي،‭ ‬وتحملت‭ ‬مشقة‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يقال‭ ‬إنه‭ ‬عمل‭ ‬يناسب‭ ‬الرجال‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر،‭ ‬وواصلت‭ ‬وحققت‭ ‬مكانة‭ ‬متألقة،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عملي‭ ‬التطوعي‭ ‬وخاصة‭ ‬لصالح‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬ودعمي‭ ‬لأعمال‭ ‬الاسر‭ ‬المنتجة،‭ ‬وعضويتي‭ ‬في‭ ‬التوست‭ ‬ماستر‭ ‬العالمية‭ ‬لفن‭ ‬الخطابة‭ ‬والمناظرات‭.‬ هل‭ ‬شعرتِ‭ ‬بندم‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إكمال‭ ‬دراستك؟ نعم،‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنني‭ ‬نادمة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬أنهيت‭ ‬حوالي‭ ‬عامين‭ ‬ونصف‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬ورغم‭ ‬انني‭ ‬أحمل‭ ‬اليوم‭ ‬دبلوما‭ ‬دوليا‭ ‬عاليا‭ ‬في‭ ‬الامداد‭ ‬والتموين‭ ‬وآخر‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭  ‬والقيادة،‭ ‬فإنني‭ ‬أفكر‭ ‬حاليا‭  ‬بجدية‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬مشواري‭ ‬العلمي‭.‬ أجمل‭ ‬حصاد؟ رغم‭ ‬شعوري‭ ‬بأن‭ ‬أجمل‭ ‬سنوات‭ ‬العمر‭ ‬ضاعت‭ ‬هباء‭ ‬وسط‭ ‬زحمة‭ ‬الحياة‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬والاختيارات‭ ‬غير‭ ‬الموفقة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأمور،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أجزم‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬قد‭ ‬عوضني‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بالكثير،‭ ‬فكم‭  ‬أشعر‭ ‬اليوم‭ ‬بفخر‭ ‬شديد‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬اختياري‭ ‬بموقع‭  ‬مشاهير‭ ‬العالم‭ ‬كإحدى‭ ‬الشخصيات‭ ‬المهمة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اختياري‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬عشرين‭ ‬شخصية‭ ‬نسائية‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬برنامج‭ ‬طموح‭ ‬واستشراف‭ ‬الإذاعي،‭ ‬كذلك‭ ‬تم‭ ‬اختياري‭ ‬ضمن‭ ‬الشخصيات‭ ‬المميزة‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬بحرينيون‭ ‬مميزون‭ ‬عام‭ ‬2021‮»‬،‭ ‬وضمن‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬الوطنية‭ ‬لمهارات‭ ‬تصليح‭ ‬السيارات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إنجاز‭ ‬آخر‭ ‬مهم‭.‬ ما‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الإنجاز‭ ‬المهم؟ لقد‭ ‬تم‭ ‬مؤخرا‭ ‬ترشحي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كصاحبة‭ ‬قصة‭ ‬ملهمة‭ ‬للخريجين‭ ‬الجدد،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشعرني‭ ‬بفخر‭ ‬شديد،‭ ‬بأن‭ ‬أصبح‭ ‬قدوة‭ ‬ونموذجا‭ ‬ناجحا‭ ‬ومكافحا‭ ‬للشباب‭ ‬فهذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي،‭ ‬وأتمنى‭ ‬الاقتداء‭ ‬بي‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإصرار‭ ‬والإرادة‭ ‬ومحاولة‭ ‬كسر‭ ‬القاعدة‭ ‬وتحطيم‭ ‬القيود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬شغفي‭ ‬مهما‭ ‬واجهني‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬أو‭ ‬عثرات‭ ‬أو‭ ‬تحديات‭.‬ هدفك‭ ‬الحالي؟ لا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬جعبتي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطموحات‭ ‬التي‭ ‬أتمني‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬حلم‭ ‬يراودني‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬أكبر‭ ‬معهد‭ ‬تدريبي‭ ‬عملي‭ ‬لتصليح‭ ‬السيارات‭ ‬بالبحرين،‭ ‬ليصبح‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬مركزا‭ ‬خليجيا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تأسيسه‭ ‬وإدارته،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬ليضاف‭ ‬إلى‭ ‬رصيده‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬المهمة‭.‬

مشاركة :