أجمل سنوات العمر سنوات العمر تسير متواترة كأنها كرة ثلج تتدحرج على سطح مائل .. تبدأ متمهلة عندما تكون صغيرة .. ثم تتسارع وهي تكبر .. وتمضي في طريقها على نفس المنوال.. إلى أن تقف .. أو تسقط الأيام في بداية حياتنا تختلف عما تكون عليه لاحقاً.. فلو قارنا يومنا ونحن في سن السادسة.. سنجده أطول من يومنا ونحن في السادسة والثلاثين .. هذا التسارع والذي غالباً ما يحكمه عوامل نفسية .. يظهر أثره في فترة الطفولة.. فبرغم أنها تقل عن العقدين من الزمان ، إلا أنها الفترة الأطول في حياة الإنسان والأغنى بالذكريات .. بعد ذلك تتوالى السنوات وتنقسم إلى مراحل .. أجمل هذه المراحل هي التي تسبق الشيخوخة المصحوبة بالأمراض وكثير من إعطاب الزمن .. وغالباً ما يطلق عليها أجمل سنوات العمر.. هذه المرحلة تكون حافلة بالمسرات .. والرضا والقبول .. يستقبل الإنسان فيها كافة الأحداث بوعي وإدراك .. ويتعامل مع كل حدث بما يليق به .. انها سنوات الخصوبة الذهنية .. سنوات النضوج العقلي والجسدي.. ومن المهم أن نعترف بحقيقة أننا نتقدم في العمر .. وعدم التغاضي عنها .. ومصارحة أنفسنا ..حتى نستشعر السلام النفسي .. ببساطة .. التقدم في العمر ليس أمراً مزعجاً.. إلا عند اللذين لا يدركون وجودهم في هذه الحياة .. ويتمسكون بحبائل الزمن التي ستذوب مع مرور الأيام.. مما يؤدي إلى سقوطهم المهم أن نستمتع بكل مرحلة من مراحل حياتنا .. نذكر أحداثها .. ونحتفظ بها في زوايا عقولنا .. مهما كانت مؤلمة وحزينة .. أو مفرحة وسعيدة نعيشها ونحن على يقين من أهمية الرسالة التي نؤديها مهما كانت  مهمة أو بسيطة .. وننتبه أن نعلى بسقف الرؤية لدينا كلما انطلقنا بين المراحل ..لا يجب أن  نرضى أن تتشابه أيام حياتنا .. لا نرضى أن يمر علينا يوم يكون مثل الذي قبله .. أو مثل الذي يليه .. لابد أن نحرص أن يكون كتاب حياتنا شيئاً ثميناً نهديه لمن خلفنا .. و يكون ميراث يفتخر به من يأخذه بعدنا .. خلاصة القول يا جماعة .. أجمل سنوات العمر هي التي نعيشها ونحن نبحث عن اللحظات التي نستشعر فيها السعادة بقلم .. فاطمة الزهراء الأنصاري