ملك بلجيكا يبدي أسفه إزاء ممارسات استعمارية لبلاده شكّلت إذلالا للكونغو

  • 6/9/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال العاهل البلجيكي الملك فيليب خلال زيارة تاريخية إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية إن حكم بلجيكا للبلد الشاسع الواقع في إفريقيا الوسطى ألحق به الأذى والذل من خلال ممارسات "سلطوية وتمييزية وعنصرية". وفي خطاب ألقاه أمام برلمان جمهورية الكونغو الديموقراطية جدّد الملك فيليب التأكيد على الأسف الذي كان قد أبداه قبل عامين عن الاستعمار البلجيكي للبلاد، وهي حقبة يقول المؤرخون إنها شهدت مقتل ملايين الأشخاص. وقال العاهل البلجيكي متحدثا بالفرنسية "هذا النظام كان قائما على علاقة غير متكافئة، لا يمكن تبريرها بحد ذاتها، طغى عليها التسلط والتمييز والعنصرية". وتابع "لقد أدى ذلك إلى "تجاوزات وإذلال". إلا أن العاهل أشار إلى التزام كان راسخا لدى كثر من البلجيكيين تجاه الكونغو وشعبها. وصل العاهل البلجيكي الثلاثاء إلى الكونغو الديموقراطية وهو أعاد الأربعاء قناعًا أُخذ من البلد الإفريقي خلال فترة الاستعمار البلجيكي له، وكرّم جنديًا سابقًا في الكونغو البلجيكية سابقًا، في اليوم الثاني من زيارته التي تتخللها جولة على المتحف الوطني وعلى النصب التذكاري للمحاربين القدامى والبرلمان. وتهدف زيارته إلى إنعاش الشراكة مع الرئيس فيليكس تشيسكيدي ومواصلة عمل الذاكرة عن الفترة الاستعمارية التي لا تزال حاضرة في أذهان الناس. وتحمل هذه الزيارة التي تستغرق ستة أيام وجاءت بدعوة من تشيسكيدي بعداً رمزياً بعد عامين من اعراب فيليب في رسالة إلى الرئيس الكونغولي عن "بالغ أسفه للجروح" التي تسببت بها فترة الاستعمار البلجيكي لجمهورية الكونغو الديموقراطية، في سابقة تاريخية. وجاء في الرسالة التي وزعت على الصحافة حديث عن حقبة سلفه الملك ليوبولد الثاني التي وصفها المؤرخون بالأكثر دموية عندما كان يدير الكونغو وثرواتها وكأنها ملكيته الخاصة من بروكسل. وكتب "في عهد دولة الكونغو المستقلة (من 1885 إلى 1908 عندما تنازل الملك السابق عن الكونغو لبلجيكا) ارتكبت أعمال عنف وحشية لا تزال تثقل ذاكرتنا الجماعية". ويقوم الملك البلجيكي بزيارته برفقة زوجته الملكة ماتيلد ورئيس الحكومة ألكسندر دو كرو ووزراء. وبدأ اليوم الثاني من الزيارة الملكيّة في النصب التذكاري للمحاربين القدامى حيث منح الملك وسامًا لآخر جندي كونغولي لا يزال على قيد الحياة كان مع القوات العسكرية البلجيكية في الكونغو الديموقراطية التي كانت تسمى "القوة العامة" (فورس بوبليك) وشاركت في الحرب العالمية الثانية. وجُنّد الكابورال ألبرت كونيوكو الذي احتفل للتو ببلوغه مئة عام، في العام 1940 وكان عضوًا في وحدة الدعم الطبي العسكري التي أُرسلت إلى بورما في 1945. وتصافح العجوز مع الملك البلجيكي لفترة طويلة وتكلّما. وقال كونيوكو "لقد أعطاني الملك وعودًا. هذا جيد جدًا. يجب أن تتحقق". وذهب الملك في ما بعد إلى المتحف الوطني لجمهورية الكونغو الديموقراطية وهو مؤسسة تموّلها أموال كورية جنوبية وافتُتحت في تشرين الثاني/نوفمبر 2019. وسمحت له هذه الزيارة بالتطرق إلى مسألة إعادة القطع الفنية إلى المستعمرة البلجيكية السابقة، وهو ما حددت له الحكومة البلجيكية خطّة في العام 2021. وأعاد الملك للمتحف قناع "كاكونغو" ضخم كان يُستخدم في طقوس لاثنية سوكو. ولفت إلى أن هذه القطعة تمت إعارتها لفترة "غير محدودة" من المتحف الوطني لجمهورية الكونغو الديموقراطية إلى المتحف الملكي لدول وسط إفريقيا في تيرفورين قرب بروكسل. ومن المقرر أن يلقي العاهل البلجيكي خطابًا ثانيًا في لوبومباشي (جنوب شرق) الجمعة أمام طلاب جامعيين. ويتوجه الملك في محطته الأخيرة إلى بوكافو (جنوب كيفو) في شرق البلاد الذي مزّقته ثلاثة عقود من العنف المسلّح.

مشاركة :