الخرطوم - الوكالات: انطلق أمس حوار بين العسكريين وأحزاب سياسية سودانية برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة دول شرق ووسط إفريقيا للتنمية (إيجاد)، لحل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ تحرك العسكر الذي نفذه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، في غياب أطراف رئيسية معارضة. وقال فولكر برثيس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم «من المهم ألا نضيع هذه اللحظة... نطلب من الجميع العمل مع بعضهم بعضًا بحسن نية». حضر محادثات أمس مسؤولون عسكريون وممثلو أحزاب سياسية وقيادات من حركات تمرد سابقة. ولكن منذ الاثنين، أعلن تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض في السودان مقاطعته للحوار، كما رفض حزب الأمة أكبر الأحزاب السياسية في البلاد المشاركة أيضا، لعدم اكتمال الظروف المؤاتية له. وغاب أعضاء من لجان المقاومة التي ظهرت خلال احتجاجات 2019 ضد البشير وقادت تظاهرات مناهضة لإجراءات العسكر خلال الآونة الأخيرة. منذ أن أزاح البرهان المدنيين من حكم المرحلة الانتقالية حين نفذ تحركا عسكريا في أكتوبر، يشهد السودان اضطرابات سياسية واقتصادية ويخرج للتظاهر بشكل منتظم آلاف السودانيين في العاصمة ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين فيما تقدر لجنة أطباء السودان المركزية أن نحو 100 شخص على الأقل قتلوا وجرح العشرات. ودفع هذا الوضع كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الذي علق عضوية السودان منذ التحرك، ومنظمة إيجاد إلى الدعوة إلى حوار سياسي حتى لا ينهار السودان تماما «على الصعيدين السياسي والأمني». وفي بيان مشترك، دانت مجموعة من سفارات الدول الأوروبية في السودان وبينها فرنسا وايطاليا والمانيا وبريطانيا، إلى جانب سفارات الولايات المتحدة وكندا واليابان، ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات منذ اجراءات العسكر. ودعت هذه الدول السلطات السودانية إلى «اتخاذ مزيد من تدابير بناء الثقة مثل: ضمان إنهاء فعال لاستخدام القوة ضد المتظاهرين والغاء القرارات المتعلقة بالطوارئ وضمان التقدم في التحقيقات الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان والإفراج عن الموقوفين بسبب آرائهم السياسية بموجب قانون الطوارئ». والثلاثاء، أشاد البرهان بالحوار السياسي ووصفه بأنه «فرصة تاريخية» ودعا «المكونات المختلفة المعنية بهذا الحوار أن تبادر بالاستجابة وألا تقف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديموقراطي». قرر البرهان الأسبوع الماضي رفع حالة الطوارئ التي فرضها عقب اجراءات العسكر، بهدف «تهيئة المناخ وتنقية الأجواء، لحوار مثمر وهادف، يحقق الاستقرار للفترة الانتقالية» ورحب بيرثيس بالقرار، وقال إنه «يمكن فعل المزيد». ودعا مبعوث منظمة إيجاد إسماعيل وايس الفصائل الغائبة إلى الانضمام للحوار، قائلا «مرحب بهم دائما والباب مفتوح». وقال محمد لبات المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي «نحن كآلية لا يمكننا تصور حل سياسي بدون مشاركة» الفصائل الغائبة.
مشاركة :