أبوظبي (الاتحاد) سطرت أبوظبي تاريخاً جديداً في عالم الصحافة الرياضية، وحولت الحلم الذي ظل يراود فرسان صاحبة الجلالة إلى حقيقة، وتوجت عباقرة الكلمة بتسع حبات لؤلؤ في حفل توزيع جائزة اللؤلؤة للصحافة الرياضية، الذي أقيم مساء أمس الأول بفندق جميرا أبراج الاتحاد بالعاصمة. ولأن أبوظبي مدينة تعشق الاستثناء، واختارت أن تكون عاصمة للأحلام الكبيرة، وواحة للإبداع والمبادرات الجديدة، امتزجت المشاعر في ليلة تاريخية، وسطعت الأحاسيس من مبدعي الكلمة وأصحاب الرسالة.. في مشهد امتلأ بدموع فرح حبست صوتا في حنجرة فيفي أنامان القادم من غانا تقديراً منه لعاصمة الإبداع، التي كانت أول مدينة يسافر إليها متخطياً حدود بلاده، ورغبة منه بحصد لؤلؤة ثمينة في القيمة والمعنى، وتأبين من الألماني هانز يواكيم الفائز بأفضل تحقيق صحفي وفيلم وثائقي لأم كانت وصيتها في رحلة مرض استكمال رسالته بكل يقين أن فرحتها بكلمة على ورق أو مشهد في شاشة هي خير دواء لها. ولم يكن حفل أمس الأول مجرد حفل لإعلان الفائزين بحائزة اللؤلؤة ولكنه شكل السطر الأول في رسالة أبوظبي بتكريم فئة اعتادت على العمل والإبداع في صمت. حضر حفل توزيع الجوائز معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي اللواء محمد خلفان الرميثي نائب القائد العام لشرطة أبوظبي، وسعادة محمد إبراهيم المحمود رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام والعضو المنتدب، ومحمد خليفة المبارك رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومها تيسير بركات المدير العام لهيئة الصحة - أبوظبي، وإبراهيم عبدالملك محمد الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وعارف العواني أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي، وسعيد حارب أمين عام مجلس دبي الرياضي، وراشد بن لاحج المنصوري مدير عام مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، وجياني ميرلو رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية ولجنة تحكيم الجائزة برئاسة الصيني ياو مينج، وعدد من الشخصيات الرياضية العالمية والمحلية تقدمهم النجم الإيطالي ديل بيرو لاعب منتخب إيطاليا واليوفينتوس السابق وعمر عبد الرحمن لاعب المنتخب الوطني ونادي العين. واستهل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الحفل بكلمة رحب فيها بالضيوف ووجه التهنئة إلى المرشحين والفائزين، ثم جاءت كلمة جايني ميرلو رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية عن الجائزة وفكرتها وأهدافها، وعقب ذلك فيديو استعراض مميز، ضم مجموعة من الفقرات الفنية الرائعة بحبات اللؤلؤ التي ظهرت على شاشة العرض وكأنها تتناثر في سماء صاحبة الجلالة، بعدها انطلقت مراسم تتويج الفائزين. وكانت البداية مع فئة المقال، وأعلنت لجنة التحكيم عن فوز الغاني فايفي أنامان بالجائزة التي سلمها له معالي اللواء محمد خلفان الرميثي، وحمل مقاله عنوان «البلاك ستارز يطعنون الأمة بدم بارد»، وتحدث عما فعله لاعبو غانا خلال كأس العالم الأخيرة وامتناعهم عن التدريب بسبب المستحقات المالية، وحصل فايفي على 10 آلاف دولار وتميمة اللؤلؤة، ونافس في هذه الفئة ملفان آخران هما ماذا تبقى من هيسيل للكاتب الإيطالي فرانسيسكو كاريماني، والخروج من الظلام للألماني نيدو بوهانيس، وحصل كل منهما على 5 آلاف دولار جائزة المركزين الثاني والثالث. وفي الفئة الثانية الكتابة الصحفية « التحقيق»، فكانت الجائزة من نصيب الهندي ميهير فاسافدا من صحيفة «أنديان إكسبريس» وحصل على الجائزة عن موضوع تحت عنوان فقراء في لعبة الأغنياء، وتحدث عن إمكانية أن يكون منتخب بوتان صاحب المركز الأخير في تصنيف الفيفا والبلد الأكثر فقراً في العالم ضمن المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم في يوم من الأيام، وسرد مأساة هذا المنتخب والفقر الذي يعاني منه، وسلمه الجائزة مدير عام هيئة الصحة في أبوظبي، ونافس ميهير في هذه الفئة الكاتب مارتن مازور من الأرجنتين بموضوع تحت عنوان قصة أليكسيس سانشيز، والكاتب الروسي نيكولاي دولجوبولوف بموضوع تحت عنوان كرة القدم عام 1943. أما ثالث جوائز ليلة تكريم المبدعين فكانت مع فئة التصوير التي ضمت فئتين الأولى إنجاز يحبس الأنفاس، وفاز بها المصور الكوبي إيريك لوبيز ريكاردو بصور حملت عنوان النساء لسن مجرد ظلال وسلم ريكاردو الجائزة محمد الكمالي أمين عام اللجنة الأولمبية الوطنية، ونافسه على الصدارة كل من السويسري باتريك كرايمر بصورة الروسية الطائرة والروسي داريا إيزابيفا بصور تحت عنوان استرخاء في السماء. أما ثاني فئات التصوير وهي صورة تبرز انفعالاً فكانت من نصيب المصور الهولندي روبرت فيتمان بصورة لفتاة معوقة حملت عنوان «لقد فزت الآن»، وسلمه الجائزة البطل الأولمبي الإماراتي للمعاقين محمد خميس، ونافس في هذه الفئة كل من الألماني كاي شويرا بصورة بيب جوارديولا مدرب بايرن ميونيخ ولاعبه الفرنسي ريبيري تحت عنوان «استمع لي»، والمصور ساشا فروم من ألمانيا أيضا بصورة موجة المتسابقين وهي لسباق اختراق الضاحية الأشهر في أوروبا. وصعد على منصة التتويج في فئة التعليق الصوتي وفاز بها دانيال ريتشي من راديو 24 وسلمه الجائزة المعلق الرياضي الإماراتي الشهير علي سعيد الكعبي. وصعد الألماني ستيفان نيستلر على منصة التتويج ليحصد لؤلؤة فئة المدونات وعالم الصحافة الرقمية بتحقيق تحت عنوان «صغير على خطر الموت» وسلم الفائز الجائزة محمد المبارك رئيس هيئة أبوظبي للساحة والثقافة، ونافس فيها كل من الأميركي ألان إبراهمسون بتحقيق تحت عنوان «يركض من أجل البراءة» والبريطاني نيك بتلر بتحقيق تحت عنوان «انقلاب في سياسات الرياضة» في مؤتمر سبورت أكورد. ... المزيد
مشاركة :