دبي ولندن (رويترز) لا يرى منتجو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) فرصة تذكر لتسجيل زيادة كبيرة في أسعار النفط في 2016، في وقت من المحتمل أن يؤدي فيه ارتفاع الإنتاج الإيراني إلى زيادة الفائض في المعروض، بينما يظل من المستبعد كبح الإنتاج طوعاً. ويقول مندوبون لدى «أوبك» بعضهم من دول خليجية، إن ارتفاع أسعار النفط لم يوشك بعد، رغم استمرار نمو الطلب العالمي، وتراجع نمو الإمدادات من خارج أوبك، بسبب هبوط الأسعار لأقل من النصف في 18 شهرا. ويرى البعض أن السوق ستشهد توازناً أكبر في حلول 2017. وإن كانوا يتوقعون تعرض النفط لمزيد من الضغوط، بما قد يؤدي لوصول الأسعار إلى منتصف نطاق 30-40 دولارا للبرميل، بسبب المعنويات في السوق وليس العوامل الأساسية، قبل أن تنتعش تدريجيا في حلول النصف الثاني من العام المقبل. وتظهر التعليقات التي تأتي بعد أيام من عدم موافقة أوبك على وضع سقف للإنتاج للمرة الأولى في عقود، أن المندوبين في المنظمة يخفضون توقعاتهم بتحسن السوق. ففي أغسطس الماضي، كان المندوبون الخليجيون يأملون بأن يبلغ سعر النفط 60 دولارا للبرميل في حلول هذا الشهر. وقال مندوب لإحدى الدول المنتجة الكبرى في أوبك، «في النصف الأول من العام المقبل ستكون الأسعار تحت ضغط، بسبب العرض الذي يتجاوز حجم الطلب والمخاوف بشأن الإمدادات الإيرانية. وأضاف «في ظل الأسعار المتدنية حاليا، أرى أن من الصعب توقع أن تكون الأسعار أعلى من 40-45 دولاراً لخام برنت طوال العام، لا أعتقد أنه سيبلغ 60 دولاراً». وهبط خام برنت إلى 36.33 دولار للبرميل يوم الاثنين، مسجلاً أدنى مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية في ديسمبر، 2008 وذلك عقب اجتماع أوبك الأخير. وقال مندوب آخر لدولة غير خليجية من أعضاء أوبك «لا يمكن أن تكون متفائلاً في ظل مثل تلك الظروف السوقية مع الأخذ في الاعتبار أن سعر خام برنت اليوم دون 39 دولارا للبرميل». وأضاف «أعتقد أن 2016 لن يكون أفضل من 2015 مع متوسط (سعر للبرميل) 50 دولارا على الأكثر، ما لم تتبن أوبك إجراء لخفض الإنتاج، وهو أمر مستبعد».
مشاركة :