عندما يكون الحديث عن قامة بحجم الدكتور حمزة المزيني فإننا أمام إضاءات لافتة وإمضاءات ملفتة من العمل الدؤوب في اتجاهات صنع من خلالها المكانة والتمكين. ركض المزيني بأنفاس طويلة وأصيلة كفارس أصيل في دروب النقاش والحوار والتأليف فملأ قاعات الجامعات بالإبداع واعتلى منصات الحوارات بالإمتاع فكان الابن البار لمهنته ومهمته ودوره. ظل المزيني عقوداً وهو يكمل فراغات»الإجابات» ويملأ «مواطن» الاستدلال ويحيك رداء الترجمة ويسكب «مداد» الحروف ويسبك «سداد» الآراء في منظومة أعمال مهنية وأفعال أدبية ظلت «سلاحه» في السيرة و»كفاحه» في المسيرة التي جعلها «حديثاً» للأجيال و»حدثاً» للانتهال. المزيني هو الوجيه الأكاديمي المديني الذي حصد الدكتوراه في اللسانيات من جامعة تاكساس وظل حديث «منصات» غربية عن فتى سعودي يملك «اللسان» القويم و»البيان» القائم ثم انطلق في أعماله المتعددة محاضراً وأستاذاً ورأس عدداً من المجالس والأقسام واللجان وعمل ملحقاً ثقافياً في الصين وشارك في عدة مؤتمرات وألقى عشرات المحاضرات وأشرف على العديد من الرسائل وقام بتأليف العديد من الكتب وترجم العديد من المؤلفات الأجنبية وقدَّم وشارك وحكَّم عدة أبحاث. أجاد المزيني اغتراف المعرفة من مشارب النقد فكان «الموقر» المتمسك بهوية المواقف الشخصية الذي صنع «التماسك» الذاتي ودحض التراشق المؤدلج بعد أن واجه «التقاضي» بالتغاضي في محيط «الماضي» ملخصاً «اختلاف» الآخرين و»انتقاد» الغير إلى «أعيرة» طائشة سمع «أصداءها»واحتمى من «أهدافها». أجاد المزيني «التكيف» الحكيم و»التريث» المحكم في مواجهة المختلفين عندما ترك «اللهاث» خلفه موجهاً بوصلة طموحه نحو «خطوط» السبق رافعاً راية «الصراحة» حاصداً غاية «الحصافة» في مواجهات كان يواجهها بابتسامة «المؤثر» واستدامة «المفكر». واجه «الأسئلة» الملغومة بإساءة الظنون بالإجابات «المنظومة» بإضاءة «المتون» حاملاً في يمناه «لائحة» الاقتدار وفي يسراه «تلويحة» الانتصار. امتلك بعد نظر شخصياً مكنه من تحطيم «المصائد» بدلائل «العقل» وبراهين «الفعل». يقف المزيني في منتصف دوائر «المعارف» حاملاً «خبرات» الأستاذية متحمّلاً «هجمات» «الأحادية»راسماً زوايا حادة باتجاه «الآراء المنغلقة»وأخرى منفرجة نحو «الرؤى المنفتحة». حمزة المزيني اسم فارع «المقام» بارع «القيمة» وضع مسيرته في قوائم «المؤثّرين» متجاوزاً الموجات «المتطرفة بالوسطية المشرفة التي لا يزال ينافح عن «مساحاتها» برأي الخبير ورؤية القدير. ** ** - كاتب وأديب سعودي
مشاركة :