محمد الداهي: الأدب العربي لم يخرج عن الخط الذي رسمه طه حسين للسيرة الذاتية

  • 6/10/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاتب المغربي محمد الداهي إن الكُتَّاب العرب، ما زالوا أسرى لنموذج “السيرة الذاتية” كما رسمه عميد الأدبي العربي طه حسين في كتابه الشهير “الأيام”. وأكد الناقد والكاتب والأكاديمي الحائز مؤخرا على جائزة الشيخ زايد للكتاب أن أدب السير الذاتية ما زال “الجنس الأدبي الذي يشغل العرب منذ سنوات”، مضيفا “جميع التجارب الأدبية التي أتت فيما بعد سواء في مصر أو في المغرب كانت نسخا مقلدة لسيرة طه حسين في كتاب الأيام”. وأضاف في مقابلة مع رويترز على هامش لقاء مفتوح مع الجمهور في فعاليات الدورة 27 لمعرض الكتاب الدولي بالرباط أن الفوارق والاختلافات في القشور الخارجية دون أي مساس بالجوهر. وقال “لو أن طه حسين (على سبيل المثال) كتب سيرته بضمير الغائب، باقي الكتاب كتبوها إما بضمير المتكلم المفرد أو الجمع”. لكن هذا الجنس الأدبي تأثر، على حد قوله، بعوامل الزمن. ويسوق الداهي الحجج والذرائع وراء دعوته للعصيان والتمرد على أدب السيرة الذاتية بصورته الحالية، ويقول إن هذا النمط السردي أصبح متقادما الآن ومباشرا بحيث “لا يتيح إمكانية كبيرة للتخييل والابتكار الذي هو أساس الفن” الذي يسعى إلى “إعادة تشكيل الواقع أو الحياة بطريقة مغايرة”. يشير الداهي إلى ظهور أشكال جديدة في السيرة الذاتية شقت عصا الطاعة على الشكل القديم. ويقول “هناك تسونامي من الأنواع، ولكن نحن في العالم العربي، باستثناء تجربتي مصر والمغرب، لا نهتم إلا بالسيرة الذاتية أو أشكال قريبة منها… بينما هناك أشكال لا نهتم بها كالمذكرات واليوميات”. وفي إشارة إلى كتابه (السارد وتوأم الروح) الحائز على جائزة الشيخ زايد للكتاب (فرع الفنون والدراسات النقدية) في مايو/ أيار الماضي، يلفت الداهي النظر إلى هذه المنطقة البينية، التي لا تحظى بالاهتمام الواجب “والتي لا تُدرس في الكليات والجامعات رغم أهميتها في أنها تشكل سرودا موازية للتاريخ”. وأضاف الكاتب أن هذه السرود “تساعدنا على ملء كثير من الثقوب (ذلك) لأن هناك حقائق تجري في المنازل أو الأحياء لا يمكن للتاريخ أن يرصدها، لسبب أن التاريخ لا يهتم بهذه الجزئيات”. وشبه الداهي واقع النقد الأدبي في المغرب حاليا “بالمرحلة الأدبية التي عاشتها مصر في عهد طه حسين ومحمد مندور.. والكتاب الذين كان لهم اطلاع على الثقافة الغربية ونقلوها إلى مصر”. وأضاف “في المغرب نلاحظ نوعا من المثاقفة (الاحتكاك الثقافي) موجودا الآن مع الثقافة الفرنسية والإنجليزية.. مما أثمر نقدا جديدا، بأدوات جديدة وكونية”. وعن فوزه بجائزة الشيخ زايد هذا العام اعتبر الداهي أن “الجوائز هي التفاتة رمزية لا يجب النظر إليها من حيث قيمتها المادية.. فالذي يهمنا هو الجانب القيمي الرمزي”. ونفى الداهي أن يكون للتكنولوجيا الحديثة تأثير سلبي على القراءة في العالم العربي وقال لرويترز “هذا حق يراد به باطل”. وأشار إلى أن المكتبات في باريس على سبيل المثال ما زالت تتزين بأحدث الإصدارات، مضيفا “نحن في العالم العربي نأخذ الأمور بالمعكوس… لا مجتمع متقدما بدون كتابة وقراءة”.

مشاركة :