بقلم : عبد العزيز الوزان ربما يقول البعض إن هذا الموضوع كُتب عنه حتى أُشبع، ولم يعد يحظى باهتمام المسؤولين، لكني دائمًا على ثقة تامة بوطني الذي أفديه بكل ما أملك، فنحن أبناؤه، ونحن سواعد بنائه ونهضته، وفي هذا نعتز ونتباهى ونفرح. أكتب لكم عن الحاجة الملحة للنظر بمكافآت الطلبة المبتعثين لاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية، المكافآت ربما كانت كافية في وقت مضى، لكنها الآن وفي ذلك لا أقول إلا الحقيقة لا تكفي المستلزمات الأساسية للمعيشة!. على سبيل المثال، مكافآت الطلبة المبتعثين لأمريكا تقدر بـ 1847.78 دولار، هذه المكافأة تشمل تكاليف الكتب، الأكل، الملبس، السكن، وبنزين السيارة وتأمينها وفواتير الكهرباء والإنترنت، لدى الطلبة المبتعثين بأمريكا تأمين طبي شامل وكافي، وعلى أفضل ما يكون الحمد لله، لكن مكافأة الابتعاث بالكاد تكفي من ليس لديه سيارة ويستخدم وسائل التنقل العام، بافتراض أن مدينة الابتعاث بها وسائل مواصلات جيدة، لكن من لديه سيارة ويسكن في منطقة ليس بها وسائل مواصلات لا تكفيه بل يضطر للحاجة لكي يوفي متطلبات معيشته، ومن المعروف أن الولايات في أمريكا تختلف أسعار ضرائبها ومعيشتها من ولاية لأخرى، فعلى سبيل المثال، الطلبة الدارسون في مدينة بوسطن يعانون من غلاء فاحش في أسعار السكن، وكذلك في معظم الولايات الأمريكية، فالطالب لا يدري هل يحمل هم تكاليف السكن أم تكاليف الكتب مطلع كل فصل دراسي، بمعنى أن المبتعثين بمعدلهم العام استنزفوا جميع وسائل الادخار لكن المكافأة تأبى أن تكفي. هذه المعاناة مع المكافأة ليست فقط في أمريكا، بل حتى المبتعثين إلى أوروبا لاسيما بريطانيا، وبهذا يخبرني أحد الزملاء المبتعثين إلى المملكة المتحدة أن المكافأة لا تكاد تغطي أساسيات المعيشة كما هو الحال مع الطلبة في أمريكا. الطلبة المبتعثون في كندا وفقهم الله مكافآتهم معقولة جدًا مقارنة بزملائهم في أمريكا وبريطانيا، حيث إن مكافآتهم بما يقارب 2700 دولار، مع العلم أن تكاليف المعيشة في كندا لا تفرق كثيرًا عن مثيلتها في أمريكا، وهذا عن تجربة وبرهان. وإذا لخصنا مقارنة سريعة بين السعوديين وأبناء دول الخليج نجد أن مكافآت الطلبة السعوديين تحت المعدل العام، حيث إن الطلبة الكويتيين والإماراتيين والقطريين تقدر مكافآتهم بما يتراوح بين 2200 2300 دولار، مع العلم أن الطلبة الكويتيين يصرف لهم بدل سكن. دعونا نتحدث عن الطلبة السعوديين فقط دون مقارنات مع الأشقاء الخليجيين، إذا نظرنا إلى الطلبة المبتعثين عن طريق أرامكو السعودية وعن طريق سابك، نجد أن طلبة برنامج خادم الحرمين نصره الله هم أقلهم بالمكافآت؛ حيث إن طلبة سابك وأرامكو السعوديتين يصرف لهم بدل كتب بما قيمته 1400 دولار تقريبًا مطلع كل فصل دراسي خارج مكافآتهم الشهرية، حيث تقدر مكافآت طلبة أرامكو ما يقارب 2200 دولار بدون بدل الكتب المصروف لهم مطلع كل فصل دراسي، وطلبة سابك أيضًا على نفس الطريقة، لكن طلبة برنامج مليكنا أيده الله أقل منهم من حيث المكافأة، أيضًا أقل منهم من حيث بدل الكتب، فطلبة برنامج خادم الحرمين تصرف لهم 400 دولار للكتب من أصل المكافأة وليست خارجة عنها؛ ما يعني أن ضعف المكافأة واضح جدًا، وطلبة برنامج خادم الحرمين يعيشون معهم في نفس دولة الابتعاث ويكابدون الغربة سويًا. لم أكتب ما كتبته إلا لحاجة المبتعثين الملحة للزيادة في المكافآة والبدل، فالمبتعثون هم أحد آمال الدولة وسواعدها وعونها، الطامحون لنهضة مملكتهم وعزتها وقوتها، وأملي بالله سبحانه ثم بخادم الحرمين أمدّه الله بالصحة والعافية وأطال بعمره أن ينظر في ذلك، فطلبة برنامج مليكنا الغالي للابتعاث ليسوا بأقل من طلبة سابك وأرامكو، وليسوا حتى أقل من مبتعثي أبناء الخليج، هم مبتعثو برنامج مليكنا وقائدنا عبدالله بن عبدالعزيز!.
مشاركة :