تراخ أميركي في كبح هجوم تركي مرتقب في شمال سوريا

  • 6/10/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يهدد منذ مدة بشن عملية عسكرية ضد الأكراد شمال سوريا، إلى استثمار الأزمة الأوكرانية والفيتو على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، في تليين موقف الولايات المتحدة الرافض لأي عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا. ورغم أن شن هجوم تركي على شمال سوريا قد يعرض للخطر القوات الأميركية الموجودة هناك (حليفة قوات سوريا الديمقراطية)، فإن الضغوط الأميركية لثني تركيا عن هجومها تبدو أقرب إلى الالتماس منه إلى خطوات ردعية حقيقية. وصرّحت باربارا ليف، نائبة مستشار وزارة الخارجية الأميركية، بأن بلادها بذلت ما بوسعها لثني أنقرة عن العملية العسكرية المحتملة في شمال سوريا، مشيرة إلى أن تركيا لن تتراجع عن موقفها. وفي كلمة لها الأربعاء خلال جلسة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، حول مناقشة الوضع الإنساني في سوريا وبقاء نظام بشار الأسد والعملية التركية المحتملة لإنشاء منطقة آمنة، أعربت ليف عن قلقها من العملية التركية المحتملة في سوريا، مشيرة إلى أنهم يجرون محادثات مع تركيا لمنع العملية المحتملة. باربارا ليف: تركيا لن تتراجع عن شن عملية عسكرية شمال سوريا وفي ردها على سؤال أحد أعضاء اللجنة حول إمكانية تراجع تركيا عن العملية، قالت “نحن نعبر عن مخاوفنا، لكن لنكن صريحين، فهم (الأتراك) لا يتراجعون”. وليست هناك إلى حد الآن دلائل على تعبئة عسكرية تركية كبيرة في المنطقة الحدودية مع سوريا، لكن التقارير التي تفيد بتبادل القصف الصاروخي والمدفعي باتت أكثر تواترا في الأسبوعين الماضيين. وتقول أنقرة إنها يجب أن تتحرك لأن الولايات المتحدة وروسيا نكصتا عن وعودهما بإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية ثلاثين كيلومترا عن الحدود، بعد الهجوم التركي عام 2019. ومع سعي القوتين (واشنطن وموسكو) للحصول على دعم تركيا بشأن الأزمة الأوكرانية، قد يوفر لها الوضع بعض النفوذ. وشنّت تركيا والفصائل السورية الموالية لها ثلاث عمليات واسعة النطاق في السنوات الأخيرة (2016 و2017 و2018 وأكتوبر 2019) على طول حدودها مع سوريا. ويرى أردوغان أن التوقيت الحالي الذي تنشغل فيه كل من موسكو وواشنطن بالأزمة الأوكرانية مناسب لاستثمار التناقضات في فرض الأمر الواقع شمال سوريا. كما أن الفيتو على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي يوفر لأنقرة هامشا من المناورة لتليين موقف واشنطن. وبدأ الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة الخميس برفع جاهزية مقاتليه. وقام الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري بتنفيذ عرض عسكري في مدينة أعزاز المجاورة لمدينة تل رفعت، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وأفادت مصادر بأن العرض ضم آليات عسكرية والعشرات من العناصر التي تجولت في شوارع المدينة، ضمن استعدادات للجيش الوطني لمشاركة تركيا في عملية عسكرية مرتقبة في المنطقة. وقالت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الثلاثاء إنها مستعدة للتنسيق مع قوات النظام السوري لصد أي غزو تركي للشمال وحماية الأراضي السورية، في تطور لافت يقول مراقبون إنه جاء نتاج استشعار قسد بعدم وجود ضغوط أميركية حقيقة لمنع الهجوم. وأضافت أن القرار جاء بعد اجتماع طارئ لكبار قادتها، تناول تهديدات تركيا بشن هجوم جديد على أجزاء من شمال سوريا تسيطر عليها القوات التي يقودها الأكراد. وأكد الرئيس السوري بشار الأسد الخميس أن سوريا ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها، مشيرا إلى أنه ستكون هناك مقاومة شعبية لهذا الغزو. وقال الأسد في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، “إذا كان هناك غزو فستكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى… طبعا في الأماكن التي يوجد فيها الجيش السوري، وهو لا يوجد في كل المناطق في سوريا، وعندما تسمح الظروف العسكرية بالمواجهة المباشرة سنفعل هذا الشيء”. وكشفت المصادر أن تركيا تخطط من خلال هذه العملية إلى دمج المناطق التي شنت فيها عمليات سابقة داخل سوريا. وأكدت أن العملية ستستهدف مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب، بهدف ربط منطقة جرابلس بمنبج في ريف حلب الشرقي، ومنطقة عفرين بتل رفعت بريف حلب الشمالي. وكذلك ستربط بين مناطق عملية درع الفرات (جرابلس) بمناطق عملية نبع السلام (تل أبيض ورأس العين) من خلال السيطرة على عين العرب وعين عيسى. وأوضحت المصادر أن المناطق التي ستشملها العمليات العسكرية سيتم وصلها بإدلب. وأضافت أن منطقة تل رفعت كانت مستهدفة خلال العملية العسكرية التي شنتها القوات التركية في أكتوبر 2019، لكن العملية تأخرت نتيجة مفاوضات مع موسكو لوجود جنود روس هناك. روسيا تسعى بدورها إلى منع الحرب شمال سوريا، إذ أجرى وزير خارجيتها قبل أيام زيارة إلى أنقرة ناقش خلالها عدة ملفات، على رأسها الملف السوري وأشارت إلى أن تركيا ستضرب أولا أهداف وحدات حماية الشعب الكردية بضربات جوية قبل أن تبدأ العمليات البرية، وسيتم استخدام طائرات مقاتلة والطائرات المسيّرة في العمليات الجوية، على أن تبدأ بعد ذلك العملية البرية. وتسعى روسيا بدورها إلى منع الحرب شمال سوريا، إذ أجرى وزير خارجيتها سيرجي لافروف قبل أيام زيارة إلى أنقرة ناقش خلالها عدة ملفات، على رأسها الملف السوري. وعقب مغادرة لافروف جدد المسؤولون الأتراك تهديداتهم، ما يؤشر على عدم إحراز موسكو أي تقدم في مساعيها. وكبحت روسيا وتركيا الطموحات العسكرية لبعضهما البعض خلال عدة مراحل من الحرب السورية، في أوقات كانتا فيها قريبتين من المواجهة المباشرة. وفي وقت سابق عرقلت مصالح موسكو وواشنطن في سوريا هجوما تركيّا استعد له أردوغان، إلا أن محللين يشيرون إلى أن مساعي واشنطن وموسكو لاستمالة أنقرة في صف إحداهما دون الأخرى في الأزمة الأوكرانية قد تغيّر المواقف. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :