وتوطدت العلاقات بين إيران وفنزويلا بعد وصول الزعيم الاشتراكي هوغو تشافيز إلى سدة الحكم عام 1999، وتعززت في عهد خلفه مادورو الذي يحظى أيضا بدعم روسيا والصين، لا سيّما في ظل العقوبات التي فرضتها واشنطن على صادرات النفط من إيران وفنزويلا وعلى مسؤولين في البلدين. وتعد الجمهورية الإسلامية، إضافة الى دول مثل روسيا والصين وكوبا وتركيا، من الحلفاء الوثيقين لفنزويلا. وهي وفرّت لها دعما بالمشتقات النفطية في فترات عدة على رغم عقوبات واشنطن. وأتى الاعلان عن اتفاق التعاون الاستراتيجي على هامش لقاء بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وضيفه مادورو السبت في طهران، وفق ما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني. وقال رئيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك إن "توقيع اتفاق تعاون لمدة 20 عاما بين البلدين يظهر تصميم المسؤولين الكبار في البلدين على تنمية العلاقات في مختلف المجالات". من جهته، قال مادورو "لدينا مشاريع تعاون مهمة بين إيران وفنزويلا: الطاقة، النفط، الغاز، المصافي، البتروكيماويات"، مشيرا الى أن البلدين يعملان أيضا "على مشاريع دفاعية"، من دون تفاصيل إضافية. وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن وزيري خارجية البلدين وقّعا "وثيقة للتعاون الاستراتيجي الشامل" لمدة 20 عاما، بينما وقّع مسؤولون آخرون وثائق تعاون في مجالات مختلفة تشمل السياسة والثقافة والسياحة والاقتصاد والنفط والبتروكيماويات. وكان مادورو وصل الى طهران الجمعة على رأس وفد سياسي واقتصادي، في ثاني زيارة له كرئيس لبلاده الى الجمهورية الإسلامية، بعد أولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2015. وأقام رئيسي لنظيره استقبالا رسميا صباح السبت في مجمع سعدآباد التاريخي في شمال العاصمة الإيرانية. ورأى الرئيس الإيراني إن البلدين يتشاركان التجربة في مواجهة العقوبات الاقتصادية الأميركية. وأوضح "تخطت فنزويلا أعواما صعبة لكن تصميم الشعب والمسؤولين والرئيس في البلاد كان على وجوب مقاومة العقوبات"، مضيفا "هذه إشارة جيدة تثبت للجميع أن المقاومة (للعقوبات) سترغم العدو على التراجع". رحلات مباشرة الى ذلك، كشف المسؤولان عن انطلاق رحلات جوية مباشرة بين البلدين اعتبارا من 18 تموز/يوليو المقبل. وأوضح مادورو أن ذلك هدفه "تشجيع السياحة والاتحاد بين بلدينا"، مؤكدا ترحيب بلاده بالسياح الإيرانيين. ونوّه رئيسي بدوره بأهمية هذه الرحلات المباشرة، معتبرا أنها قد تمهّد الطريق أمام تعزيز "العلاقات التجارية والاقتصادية إضافة الى التقريب ما بين الأمتين". وتأتي زيارة مادورو الى طهران بدعوة من رئيسي، وبعد أسابيع من زيارة قام بها وزير النفط الإيراني جواد أوجي الى كراكاس التي تمتلك أكبر احتياطيات مثبتة من النفط الخام في العالم، والتقى الرئيس مادورو. وبحث وزير النفط الإيراني خلال زيارته في أيار/مايو مع نظيره الفنزويلي طارق العيسمي، في إيجاد طرق لتجاوز العقوبات المشددة التي تفرضها الولايات المتحدة على البلدين. وفي العام 2020، أرسلت إيران شحنتين من الوقود الى فنزويلا لتعويض النقص الحاد في هذه المادة جراء انخفاض حاد في انتاج النفط الخام. كما سبق لرئيسي أن أكد خلال استقباله وزير الخارجية الفنزويلي في تشرين الأول/أكتوبر، أن بلاده تريد جعل دول أميركا اللاتينية من "الأولويات" في علاقاتها التجارية، آملا في تطوير علاقات طهران "مع الدول النامية لا سيما الدول التي تسعى للحفاظ على استقلالها امام الدول المهيمنة"، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وإيران هي المحطة الثالثة لمادورو في جولة إقليمية شملت تركيا والجزائر.
مشاركة :